حاجتنا لمشروع نهضوي جامع

حاجتنا لمشروع نهضوي جامع

عقاب يحيى

نعم نحتاج مشروعاً نهضوياً لبلدنا يضعها في الموقع الذي تستحق، فمن يوم سقوط المشروع النهضوي، بسبب عوامل متراكبة في مقدمها خيانة حملته من الطغم الفاشية والطائفية، والأمة تسبح في الفارغ وقيعان القيعان، بينما تصول وتجول مشاريع القوى والدول المحيطة، من " إسرائيل" إلى إيران وتركيا، وصولاً لروسيا والصين، وا

لغرب بالطبع في المقدمة .

ـ مشروع النهوض ، وليد الثورة الشعبية ونتاجها القادم، سيستوعب، بالقطع خصائص بلدنا وشعبنا ومكوناته، وموقع سورية في وطنها والمنطقة، والديمقراطية حاضناً وأسلوب تفكير وحكم وعلاقات، والدولة المدنية، التعددية، التداولية كياناً، والاعتراف بالمساواة الكاملة بين الجنسين ولجميع المواطنين أساساً يكرسه دستور عصري، وتحميه وتصونه قوانين وضعية تقرها مؤسسات شرعية، ومشاركة الشعب في اختيار ممثليه لمجلس نيابي سيد، وسلطة تنفيذية وقضاء ونقابات وأحزاب وصحافة مستقلة..سبيلاً وحيداً لتكريس مفهوم الأقلية والأكثرية على أساس سياسي يصون الوحدة الوطنية، ويناغم بين جميع المكونات الفكرية والسياسية والقومية والدينية والمذهبية .

ـ مشروع يفهم موقع الدين عموماً، والإسلام خصوصاً في مكونات وثقافة وحياة شعبنا، ويطور المفاهيم والعلاقات لتغني، وتصون الوحدة التناغم التعددي في مجتمعنا، بعيداً عن تسييس الدين وتوظيفه، وعن الدعوات الإلحادية التي تطرح مفاهيماً سطحية، ومراهقة لمفهوم العلمانية .

ـ مشروعاً ينهض ببلادنا في جميع المجالات : علماً وثقافة واقتصاداً وبنى مجتمعية، ويولي أهمية خاصة للبحث العلمي، ولمقومات الانتماء لوطن يفخر أبناؤه به فيراكب التراث بالحداثة، والعمق الحضاري بمنتجات وسمات العصر ضمن احترام الملكية الخاصة، وحقوق الإبداع، والرأي، والتعددية، والنقد، ضمن اقتصاد حر يوازن بين حقوق الأفراد في حرية العمل وبين توفير العدالة الاجتماعية بين المواطنين .

ـ مشروع النهوض، ورغم الانهماك بشؤون البلد، وما ستخلفه الطغمة من إرث ثقيل سيكون على الثورة المنتصرة مواجهته فوراً، فإنه يتطلع إلى الدور الحضاري ـ الطبيعي لبلدنا سورية في وطنها العربي، وإلى تحرير الجولان المحتل، واستعادة الأراضي السورية المستلبة، ودعم الشعب الفلسطيني الشقيق لاستعادة حقوقه المشروعة في دولته المستقلة وعاصمتها القدس، وعودة اللاجئين، والإسهام بالدور المعهود لسورية في زطنها العربي، والعالم الإسلامي والعالم .

ـ مشروع النهوض لا بدّ أن يؤسس لذهنية جديدة تقاوم أسّ، وبقايا الاستبداد فينا، وتطلق الحرية للجديد الذي تولده الثورة . التعددية واحترام الرأي الآخر، واعتبار الحقيقة نسبية، وليست حكراً على أحد .

ـ ولا شك أن إيلاء الإنسان باعتباره الغاية والوسيلة موقعه في مثل ذلك المشروع سيكون في أول الأولويات.. انطلاقاً من مواجهة مخلفات عهد الطغمة في النفوس والعلاقات، والأسرة والفرد، وحماية الطفولة ورعايتها، والأسرة وموقعها، والنساء ومساواتهم تماماً بالحقوق والواجبات مع الرجل، ومسائل التربية، والأمية، والفقر، والمرض، والرعاية الصحية، وتكافؤ الفرص.. وغير ذلك من محاور ستكون المدخل الطبيعي للمهام الأخرى، وقاعد الارتكاز لتحقيقها ..