مظاهر انكسار إرادة القتال لدى عصابات بشار
مظاهر انكسار إرادة القتال لدى عصابات بشار
عبد الغني المصري
بعد عملية خلية الأزمة للجيش الحر، ثم معركة حلب، وتتالي سقوط عشرات القتلى من عصابات بشار المرتزقة، بدأ الشك بالنصر، يضرب بقوة في وعي المستفيدين من نظام بشار المارق. وقد بدا ذلك بوضوح من تصريحاتهم، وتصرفاتهم المتوالية، وعلى أكثر من صعيد إعلامي، أو عملياتي.
تصرفات، وتصريحات، تنبئ، وبوضوح فاضح، عن شروخ عميقة، وبداية انهيار كامل، لإرادة القتال والمواجهة، لدى طاقم العصابات، والمستفيدين منها. ومن هذه المظاهر ما يأتي:
مظاهر الإنهيار الإعلامي:
- إدراك حصول الهزيمة: تحذير وسائل النظام الإعلامية لجمهورها، بعدم تصديق أي خبر، أو صورة تتكلم عن تنحي بشار، أو سقوط أماكن مهمة بأيدي الجيش الحر. هذا يدل على وجود إدراك جديد، وانصياع الوعي للأمر الواقع على الأرض، حيث بدؤوا يصدقون احتمال هزيمتهم، أكثر من تصديقهم احتمال انتصارهم.
- نسخ أي خبر لتبرير عدم القدرة على الحسم: عبر تبني، وتلقف، إشاعات، وروايات استهزائية، ومنها المقال الذي نشره موقع "الثورة الصينية ضد طاغية الصين" التابع لصفحات الثورة، والذي تهكّم على النظام، بمقالة تتحدث عن اكتشاف مؤامرة من قبل المخابرات الصينية لقلب نظام بشار، عبر تصوير مجسمات لمدن، وجبال، وشخصيات. تلك المقالة تلقفها النظام، وأذاعها عبر فضائياته. أذاع خبرا يتكلم عن المخابرات الصينية، وروسيا، وإيران، وتآمر دول الخليج، وتركيا، ونقلت عنه وكالات أنباء، والخبر من أساسه نكتة في إحدى صفحات الثورة!!!
تفصيل أكثر على الرابط:
- الكذب المفضوح في محاولة رفع الروح المعنوية المنهارة، و عملية الغراب الأسود مثالا: أجرت الإخبارية السورية لقاءً مع محلل بول، عفوا محلل سياسي، كي يتكلم عن بطولات الاستخبارات السورية، وحرفيتها، في محاولة من النظام رفع معنويات مؤيديه. فتكلم ذلك المحلل عن أن السلطات السورية، كان تعلم بنية الطيار العميد حسن مرعي بالانشقاق، لكنها تركته، يطير، وكانت تتابعه، وتصوره، حتى أثناء هبوطه في مطار المفرق. لكن لما تركته استخبارات النظام الخطيرة؟، سيعلمنا ذلك المحلل، أن تركيا، عبر الموساد، أخذت من الطيار، شيفرة دخول الطائرات المقاتلة إلى المجال الجوي السوري، مما أدى إلى التقاط تركيا للطعم، وإرسالها طائرتين لاختراق المجال السوري، بهدف تدمير الدفاعات الجوية السورية!!!!. تصوروا، طائرتان فقط، لتدمير الدفاعات الجوية السورية، علما أن الطائرات الأمريكية عندما كانت تقصف الدفاعات الجوية العراقية المتهالكة بسبب الحصار، كانت تقوم بأكثر من 10 آلاف طلعة يوميا لذلك.
- اختفاء زعيم النظام و تواريه عن الأنظار, و خاصة بعد تلك الضربات الإعلامية الموجعة التي تلقاها شخصياً من شباب موقع الثورة الصينية حفظهم الله و التي بلغت الآفاق و انتشرت على جميع القنوات و بمساعدة من إعلامه الغبي و على رأسه الوزير الزعبي, فصار بشار يخجل من الظهور و يحسب له الف حساب و حساب,
مظاهر الإنهيار العملياتية
- عدم الجرأة، والخوف الشديد، من أي عمليات التحام بين "قوات النخبة" لدى النظام، مع مقاتلي الجيش الحر "العاديين". لذلك يتم القصف البعيد، وقصف الطيران، وهذه الحالة موجودة على امتداد الأرض السورية.
- هروب الضباط عند حصول حصار، وترك الاجنود لمصيرهم، وهو ما حصل في مدينة الباب عند حصار مدرسة الزراعة، حيث هرب الضباط والجنود من الطائفة العلوية، وقد ربطوا أيدي الجنود الآخرين، وتركوهم لمواجهة مصيرهم.
- الشرخ الطائفي، والشعور بعدم الامان على الدوام: لا يأتمن الضباط العلويون أي ضابط أو جندي سني، ويعتبرونه خلية نائمة، لذلك عملية ربط أيدي الجنود السنة في مدرسة الزراعة في مدينة الباب، تاتي في الإطار، حيث إنهم خافوا من انشقاق الجنود، فكتفوهم وهربوا.
- تصوير عمليات إطلاق نار في الهواء، وعلى الأشجار، على قنوات النظام بشكل سينمائي، للإيحاء بشجاعة قوات النظام الفاشلة.
ذلك غيض من فيض، لكن ما هو المطلوب من الجيش الحر؟.
نأمل من الجيش الحر، ما يأتي:
- الإستمرار، في العمل العسكري، والتركيز على عمليات الإجهاز على النظام.
- عدم الإلتفات الى السياسة، والمجالس الإنتقالية، وغيره من الكلام الذي لا يقدم، ولا يؤخر، إن لم يفرضه واقع منتصر، على الأرض. فليس الآن وقت السياسة، بل هو وقت العمل ثم العمل.
- الالتفات الى السياسة في هذه المرحلة قد يؤدي الى شق الصف، والإنشغال بأعمال تحيد الجيش الحر، عن هدفه الحالي المتمثل بلإجهاز على النظام.
- يجب على الجيش الحر، في حال التقدم المستمر، عدم الإلتفات إلى المبادرات الدولية، والإجهاز الكامل على بنية المؤسسة العسكرية، والأمنية الطائفية الفاسدة، ويمكن التحايل على هذه المبادرات، بتوزيع الأدوار في التصريحات بين الداخل، والخارج. لأن تصريحات بانيتا تقول أنه ينبغي الحفاظ على تركيبة الجيش والأمن، فذلك ما يهدفون إليه كي يسرقوا الثورة. فالثورة يتيمة، ولا فضل فيها إلا لله
أخيرا، لقد تحقق فعلا، ما يحقق النصر، وهو كسر إرادة العدو في القتال، لذلك ينبغي جره إلى مواجهات تزيد من هذيان عصاباته وتشرذمها، سعيا نحو التمزق الكامل لها إنشاء الله.