مسئوليتنا جميعا في دعم مشروع نهضة مصر

بدر محمد بدر

[email protected]

طالب خطيب الجمعة الماضية في مسجد عماد راغب بمدينة 6 أكتوبر بالجيزة ـ حيث أقيم ـ بضرورة مشاركة الشعب المصري كله في دعم مشروع النهضة، الذي يتبناه السيد رئيس الجمهورية المنتخب، بدلا من كثرة الكلام والجدل والالتفات إلى الشائعات.

وعقب الخطبة وأداء الصلاة أعلن أحد مسئولي المسجد عن بدء تشكيل خمس لجان نوعية من رواد المسجد المتطوعين، لدعم وتقديم حلول للمشكلات الخمس التي طرحها السيد الرئيس في المائة يوم الأولى، وهي تحسين رغيف الخبز، وتحسين المرور في الأماكن المزدحمة، وتوفير أنابيب البوتاجاز، وتنظيم عملية توزيع البنزين والسولار، وتحسين البيئة والنظافة العامة، ورفع القمامة من الشوارع إضافة إلى تحقيق الأمن والأمان للمواطنين والممتلكات العامة والخاصة.

وأتوقع أن تشارك بقية المساجد في كافة أنحاء الجمهورية، وهي أقوى مؤسسات مجتمعية منتشرة في ربوع الوطن الحبيب، في تبني ودعم ومساندة مشروع النهضة، وتوفير الطاقات البشرية المتطوعة، الأمينة والمخلصة والشابة وصاحبة الخبرة، وهي مسئولية تعيد المساجد من جديد إلى دورها الطبيعي والرائد والتاريخي في المجتمع الإسلامي، باعتبارها منابر للخير والعطاء، ونوافذ مهمة لحل المشكلات الاجتماعية والثقافية والأخلاقية والاقتصادية، التي يمر بها الوطن.   

أيضا بدأت حركة الإخوان المسلمين، بما تملك من طاقة وخبرة تطوعية هائلة، وعمق مجتمعي وتواجد بشري كبير في كل محافظات مصر، إضافة إلى حزب "الحرية والعدالة" وفروعه، في عقد اللقاءات والحوارات وطرح الأفكار والاجتهادات، بهدف المشاركة بقوة في دعم وإنجاح مشروع النهضة عموما، وقضايا المائة يوم خصوصا، وتبنى مجلس شورى الجماعة في اجتماعه يوم السبت الماضي سبل دعم والمشاركة في تقديم حلول عملية لبرنامج السيد الرئيس.

أضف إلى ذلك قيام أحزاب سياسية، وتيارات وطنية، وجمعيات أهلية، وتجمعات ثورية بالمشاركة في أعمال تطوعية، وعقد اجتماعات، وبلورة أفكار واقتراحات مهمة، بهدف المشاركة الإيجابية الفاعلة في دعم مشروع النهضة، والعمل على زيادة وتحسين الإنتاج، ورفع كفاءة الخدمات العامة، حتى يمكن الخروج من هذه الحالة الضبابية التي تهيمن على بلادنا الآن، ولا شك في أن هذه الجهود الميدانية والأفكار العملية، سوف تساهم في تغيير وتحسين الأداء، في المائة يوم الأولى.

وأتصور كذلك أن النقابات المهنية بدأت تبحث، بوصفها بيوت خبرة متخصصة في مجالاتها، مثل المهندسين والعلميين والزراعيين والتطبيقيين والأطباء وغيرها، في الإجراءات التي تساهم بها في نهضة الوطن من خلال العمل على تحسين الأداء المهني وتطوير الإنتاج الصناعي والزراعي، وتنمية الموارد وزيادة الإنتاج، بما يؤدي إلى حل المشكلات العاجلة التي تواجه المجتمع المصري في هذه المرحلة، استعدادا لتهيئة المناخ العام لإطلاق مشروع النهضة، وبناء مصر الغد.

فإذا أضفنا إلى ذلك جهود ملايين المصريين بالخارج، الذين شعروا بأهمية وقيمة الولاء والانتماء الحقيقي للوطن بعد الثورة، وما يمكن أن تسفر عنه هذه الجهود من أفكار واقتراحات ومشروعات اقتصادية وخدمية، تستوعب عشرات الآلاف من شباب مصر، الباحث عن فرصة حقيقية للعمل والبذل والعطاء وبناء المستقبل، وما تمثله زيادة تحويلات المصريين في الخارج من زيادة في موارد العملة الصعبة، بما يسمح بعودة الاحتياطي النقدي إلى معدله الطبيعي، بل وزيادته أكثر.

ومع عودة أول مجلس شعب منتخب، في أنزه انتخابات برلمانية عرفتها مصر، من جديد إلى أداء دوره الرائع في التشريع والرقابة، بعد قرار السيد الرئيس يوم الأحد الماضي، والذي أثلج صدور الشعب المصري كله، فإن مستقبلا جديدا أكثر إشراقا وأملا ينتظرنا في الفترة المقبلة، إن مصر الآن، أيها السادة، في أيد أمينة.