أي مستقبل لنا نحن الأجيال؟
سهيل مناصر
لقد تبادر إلى ذهني سؤال: أي مستقبل لنا نحن الأجيال؟ إذ أنه من خلال ما تعلمناه فإن شعب بلا تاريخ، شعب بلا ذاكرة، وحاضر بلا رؤية واستشراف يقودنا نحو مستقبل مجهول !.
وإني في هذا المقام لا اشك في تاريخ بلدي الجزائر إلا أن الواقع أن القدر يخطف منا فجأة وفي كل يوم رمزا من رموز نوفمبر المجيد وبهذا فإننا نفقد رجالا صنعوا وعايشوا التاريخ فكان الأحرى بهم أن يرووه لنا حفاظا وصونا لتاريخ أمتنا وتحقيقا لتواصل وصية الأجيال فبالأمس القريب غيب عنا الموت شخصيات تاريخية بارزة ولا يفوت يوم إلا وسمعنا عن مجاهد انتقل إلى رحمة بارئه لتبقى الأجيال تتساءل عن مصير ذاكرتها في ظل التاريخ المشتت إن صح القول وإن هذا ما يعرضه ربما للتحريف والتخريف من طرف من قد يستغل الفرصة من المترصدين و الحاقدين على بلدنا الجزائر.
ومن جانب آخر فإن ملامح مستقبلنا نحن الأجيال الصاعدة أظنه يحتاج لبعد نظر واستشراف غلى جانب تحديد رؤيتنا لحاضرنا لنكون بهذا خير خلف لخير سلف كما أنه لا يفوتني ان أنوه لضرورة الاهتمام بالطفولة لا سيما الشباب اليافع 12-18 سنة الذين يمثلون قاعدة تواصل الاجيال فمن قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "أدبوهم لسبع وعلموهم لسبع وصاحبوهم لسبع"، فمن خلال هذا الحديث الشريف نستخلص بصفحة عامة ضرورة المصاحبة في مرحلة المراهقة ففي هذه الفترة يكون فيها الطفل الشاب اليافع بحاجة لتأهيله لحياة المواطنة من خلال منحه الحق في المشاركة و التعبير وإبداء الآراء بيكون في مستوى آفاق وتطلعات المسؤوليات الوظيفية و التاريخية، التي سيتحملها وهو في سن الرشد وبهذا نكون قد كونا شابا وبالمقابل اختزلنا وكسبنا الوقت فاعتمادنا على مبدأ الطفل مجرد كائن ضعيف غير مؤهل للتعبير عن آرائهم والمشاركة بما يستطيع في الحياة العامة والمجتمع... الخ، في ظل انعدام اي تأثير سياسي ولا اقتصادي ولا اجتماعي للطفل هذا الذي من المفروض نكونه ليكون مواطنا في المستقبل بل وإطارا شابا لصالح الأمة وحسب رايي فإن اعتمادنا على الطفولة وتوجيه طاقاتها وامكاناتها المكنونة توجيها صحيحا وبناء شخصيته على اسس صحيحا يجعلنا نبني جيلا شابا يكون خير خلف لخير سلف حرر البلاد وصنع لنا التاريخ وعليه اليوم أن يكتبه ويرويه لنا كي لا ندخل نحن الأجيال الصاعدة في دوامة الاسئلة والبحث عن التاريخ كما أدعو كذلك لاستشراف المستقبل والتخطيط على بعد سنوات لضمان حياة أفضل للأجيال القادمة.