الخلط ما بين الجيش السوري الحر وحالة الانفلات الأمني

الخلط ما بين الجيش السوري الحر

وحالة الانفلات الأمني

تمّام الرفاعي

بعد اطلاعي على اراء الكثير من الاصدقاء القدامى مِن مَن استطيع ان اسميهم من اصحاب التوجهات الحيادية او “الرمادية” فيما يخص الثورة السورية و الحراك الشعبي بشكل عام و الذين لا يقفون مع طرف ضد الاخر غالباً، استوقفتني اراء كثيرة و متواترة تخلط ما بين الجيش السوري الحر و المعارضة المسلحة عموماً و ما بين حالة الانفلات الامني و عمليات البلطجة و الزعرنة و الخطف و التشليح التي تحصل في سوريا الان و غالباً ما يحمل هؤولاء الجيش السوري الحر و المعارضة و الثورة ككتلة واحدة مسؤولية هذه الاعمال الاجرامية المنفلتة.

و انطلاقاً من مبدأ “ليس كل من حمل السلاح في هذه الفترة هو جيش حر و تابع فعلياً للمعارضة و يجب ان يٌحسب ضمنياً على الثورة” احببت ان اوضح بعض النقاط:

1. الجيش السوري الحر، هو الفكرة و المظلة للمعارضة المسلحة ليس جيشاً حقيقياً يتحمل اعباء مسؤولية المسائلة و الحساب. الجيوش عادة تكون منظمة و تتبع لنظام انظباط صارم و يلتزم اعضاءها بقوانين واضحة يستوجب عدم الالتزام بها للمسائلة و الحساب و هذا لا ينطبق على حالة الجيش السوري الحر لعدة اسباب لن اتطرق لها هنا لان شرحها يطول.

2. اعمال البلطجة و الزعرنة و التشليح و الخطف و القتل احياناً، حُكماً لا تندرج تحت فكرة “الجيش السوري الحر” و غالباً ما يستغل المجرمون حالات الانفلات الامني في مناطق تضعف فيها سيطرة الدولة و يستغل هؤلاء هذه المناخات للقيام بأعمالهم القذرة بدون رقابة او خوف من العقاب و الحساب كون انّ الدولة التي يفترض بها ان تتحمل هذه المسؤولية تحولت لدولة زعرنة و بلطجة و تشليح و خطق و قتل! فلا يجد هؤلاء رادعاً قانونياً او اخلاقياً او عملياً لنهيهم عن ممارساتهم. حالة الانفلات الامني الآن يمكن تشبيهها بموسم الصيد لكل الخارجين عن القانون في دولة اللاقانون.

3. المحاولات الجاهدة للربط ما بين حالة الانفلات الامني التي تجتاح البلاد و مفهوم الجيش الحر هيمحاولات تشبيحية اعلامية مرتبطة غالباً بأجهزة نظام العصابة الحاكمة في سوريا و ما لف لفها من شبّيحة و مؤيدين و رماديين ايضاً.

4. حرب العصابات التي يتبعها الجيش السوري الحر في مقارعة آلة النظام العسكرية حالة شائعة و ضاربة عمقاً في التاريخ حصلت في الثورة الفرنسية، كمثال يحتذى، و في نضالات الشعوب ضد الدول الاستعمارية بما فيها نضالات الثوار السوريين ضد الاحتلال الفرنسي.

5. هناك البعض مِن مَن يحسب على المعارضة يحاول جاهداً ان يشيطن الجيش السوري الحر بنفس الطريقة التي يتبعها النظام نفسه من خلال منابره الاعلامية و مرتزقته الحكومية. مع الاسف يعتقد هؤولاء انهم بهذه الطريقة يسجلون نقاطاً لانفسهم كونهم الوجه الناصع البياض للثورة الافلاطونية في دولة سوريا الفاضلة.

في النهاية، الجيش السوري الحر اصبح حقيقة على ارض الواقع و له دور حقيقي في ميادين النضال و هو الجناح المسلح للمعارضة السورية التي استوجبت المرحلة ايجاده بعد ان تمادت اجهزة العصابات الارهابية السورية الحكومية في بطشها و اجرامها و ارهابها بحق الشعب الاعزل الذي خرج سلمياً و لاكثر من 7 اشهر منادياً بالحرية والديمقراطية حاملاً الاغصان و الزهور.