مكة المكرمة وافتراءات على الوهابية

مكة المكرمة وافتراءات على الوهابية

محمد هيثم عياش

[email protected]

برلين/‏23‏/06‏/12/ تعتبر المدرسة الوهَّابية او بالأحرى الحركة السلفية التي دعا اليها مجدد القرن الثالث عشر الهجري الامام محمد بن عبد الوهَّاب / رحمه الله / ام الحركات الاسلامية في العالم التي تدعو الى تجديد الفكر الاسلامي ، فيصفها استاذ العلوم السياسية صاحب كتاب / النظريات السياسية منذ القِدَم وحتى عام 1975/ اكسيل فيبر بالمدرسة الاسلانية الكبرى كانت وراء تحرير معظم البلاد الاسلامية التي عانت من الاحتلال الاجنبي واكثرها نضاجة بالفكر وقابلة للتجديد .

الا ان المدرسة السلفية / الوهابية/ بالرغم من امومتها للحركات الاسلامية وفي مقدمتها   جماعة الاخوان المسلمين الا انها الاكثر ممن افتريَ عليها لمساهمتها بتنظيف الاسلام من الدخائل عليه او بالاحرى البدع التي تدعو بشكل غير مباشر الى الاشراك.بالله .

لم يأت الامام محمد بن عبد الوهَّاب بشيء جديد من عنده بل كل الفتاوى التي اصدرها بتحريم تقديس الاضرحة ونبذ التصوف  وغير ذلك جاءت من القرآن الكريم والسنة النبوية . ففي القرآن الكريم مخبرا عن اصحاب الكهف لما عُثِرَ عليهم / قال الذين غلبوا على أمرهم لنتخذن عليهم مسجدا/ اي الذين كان لهم الامر والنهي ولم يصغوا لقول الذين قالوا ببناء بنيان عليهم . وقد أنكر رسول الله صلى الله عليه وسلم على اولئك الذين  طلبوا منه ان يجعل لهم شجرة يعلقون عليها سيوفهم اشد الانكار ووصف ذلك من الشرك فعن ابي واقد الليثي  قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ إِلَى حُنَيْنٍ -وَنَحْنُ حُدَثَاءُ عَهْدٍ بِكُفْرٍ-، ولِلْمُشْرِكِينَ سِدْرَةٌ / شجرة كبيرة / يعْكُفُونَ عِنْدَهَا، ويَنُوطُونَ بِهَا أَسْلِحَتَهُمْ يُقَالُ لَهَا: ذَاتُ أَنْوَاطٍ، قَالَ: فَمَرَرْنَا بِالسِّدْرَةِ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ, اجْعَلْ لَنَا ذَاتَ أَنْوَاطٍ كَمَا لَهُمْ ذَاتُ أَنْوَاطٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: اللهُ أَكْبَرُ، إِنَّهَا السُّنَنُ، قُلْتُمْ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ كَمَا قَالَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ: ﴿اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ﴾ [الأعراف: 138]، لَتَرْكَبُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ» ورأى سيدنا عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما جمعا من الناس يصلون تحت شجرة في الحديبية فسأل عن ذلك فقالوا له انها الشجرة التي بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحابة تحتها ، فقال كنتُ ممن بايع رسول الله تحت الشجرة ولا أدري اين هي الآن وانتم أتيتم بعدنا تعرفونها ؟.

وقد حرم الله تعالى دخول مكة المكرمة والمدينة المنورة   لغير المسلمين وقد جاء هذا التحريم منذ فتح رسول الله صلى الله عليه مكة المكرمة وطهرها من الشرك . الا ان الفلسطيني حسين شاويش أكد في ندوة   دعا اليها مبرة هاينريش بول للدراسات والمساعدات الدولية بالعاصمة برلين مع الالماني جونتر اورث ضمن ندوات أدبية يعقدها المذكوران عن الجديد بتطورات العالم الاسلامي والعربي ، رأى شاويش الذي يعتبر من اصحاب الشاعر المغربي الطاهر بن جلون والفلسطيني الراحل عبد الرحمن منيف ان الوهابيين أي السلفيين هم الذين حرموا مكة المكرمة على غير المسلمين اذ لا يوجد نص في القرآن الكريم تحريم مكة المكرمة والمدينة المنورة مشيرا بان السلفيين متعصبون ويرون اي تقارب للمسلم مع غير المسلم من المنكرات ولذلك طلب آل سعود من الدول الغير اسلامية نقل سفاراتهم من جدة الى الرياض حتى يكونوا بمنأى من دخول مكة المكرمة ووضعوا حراسا على ابواب مكة المكرمة للحيلولة دون دخول النصارى المدينة المقدسة. ووصف شاويش السلفيين بالارهابيين وعلى استعداد تام بالقيام باعمال تزعزع الامن جراء مناوئتهم للغرب وخاصة الديموقراطية .

ولا يعتبر شاويش ظاهرة شاذة فالغرب يسعى لدعم اي شخص يعاني من مرض في قلبه من الاسلام وخاصة من السعوديين . ومنذ عمليات 11 ايلول/ سبتمبر من عام 2001 يستهدف الغرب السلفيين ويحاول الوقيعة بينهم وبين الجماعات الاسلامية الاخرى. ولا يوجد للاسف حملات اعلامية ترد على اولئك الذين يطعنون بالاسلام وترد الصاع صاعين من خلال مشاركة اسلامية فعالة في تلك الندوات للرد عليهم وقد صدق من قال :

اذا ما خلا الجبان بساحة قوم طالب عند ذلك القتال والنزالا

ولسان حال زعماء السلفية يقول :

ولو  كل كلب عوى القنته حجرا لاصبح الصخر مثقالا بدينار