الإرهابيون في سورية
هم بشار الأسد وجنوده وشبيحته...
زهير سالم*
موقف مريب تنخرط به ماكينة الإعلام الدولي بنفخ الفقاعات حول كل إشارة أو خبر مهما يكن صغيرا تمس الشعب السوري وثورته ومعارضته في الداخل والخارج . في الحديث عن مشروع الشعب السوري المطالب بالعدل والحرية ما أكثر ما تنطلق لغة التشكيك والتفتيت والبناء على الأخبار الشاردة ، وتضخيم الأخبار المحدودة ..
كل الأخبار الموثقة التي تشير إلى إقدام الزمرة الحاكمة في سورية على التعاقد مع مؤسسات ترويجية ، لتزوير الحقائق ، وصناعة التقارير ، والدفع لجهات إعلامية لتحسين صورة النظام ، وتشويه صورة الشعب السوري ومعارضته وقواه في الداخل والخارج ؛ لم تستقبل لدى الذين يتصدون للرأي العام بما تستحق من جدية واهتمام ...
وكل المجازر التي نفذت على أبناء الشعب السوري ، والتي ذبح فيها مئات الأطفال والنساء السوريين ، ومن هوية مذهبية محددة ؛ لم تقنع بعثة المراقبين ولا رجال الإعلام في الداخل والخارج ليتحدثوا عن جزارين إرهابيين يأتمرون بأمر بشار الأسد أو يعملون لمصلحته .
وكذلك فإنه ليس عملا إرهابيا برأي هؤلاء الذين ينخلون دقيق الشعب السوري ، أن يحتشد المئات من أنصار بشار الأسد أمام مجلس الشعب السوري ليطالبوا جهارا نهارا بقتل كل من يرفض الخضوع لبشار وعصاباته ..
وليس إرهابيا في رأي الذين يتصدون لصناعة الرأي العام العالمي كل التصريحات التي أطلقها خمنئي ونجاد وأحمد خاتمي وجنتي وغيرهم من ملالي طهران في الدعوة إلى نفير – شيعي - عام لنجدة بشار الأسد ومساندته في قتل - النواصب - الذين يريدون كما يقول هؤلاء إخراج سورية من عهدة الولي الفقيه القائم في طهران ...
كل التصريحات والمواقف السياسية السابقة لم تلق من التعليق والاهتمام ما لقيه خبر آحاد منقطع ومجهول ، لا يملك أحد قدرة على توثيق مصدره عن تسلل بعض الأفراد من المسلمين في تونس أو في ليبية أو في الجزيرة العربية لنصرة النساء المنتهكات أو الأطفال المذبوحين الذين لم يجدوا حتى الآن من الرأي العام – الإنساني – الاهتمام الذي يثور عادة في غبار الانتصار لحملات الرفق بالحيوان ...
ومع التأكيد أولا على حق النصرة الذي أوجبه الإسلام للمسلم على أخيه المسلم – لا يظلمه ولا يسلمه ولا يخذله – ونؤكد على أبناء أمتنا المسلمة في كل مكان أن للنصرة الشرعية أساليب كثيرة أكثر جدوى وأهمية من الالتحاق بالميدان ، الذي يمكن أن يفسره الشانئون تفسيرات ليست في مصلحة مشروع الثورة السورية . إن المستضعفين في سورية أحوج ما يكونوا إلى نصرة إخوانهم السياسية والإنسانية والإعلامية والإغاثية . وهي نصرة منتظرة من كل إنسان حر وشريف في هذا العالم مهما يكن دينه أو مذهبه أو جنسه .
كما يمكن التأكيد ثانيا أن الثورة السورية هي في سياقها العام ثورة مدنية وطنية سلمية لتحقيق أهداف الشعب السوري في العدل والحرية والمساواة . وأن أي محاولة لإسباغ الصور النمطية عليها هي محاولة مرفوضة ومكشوفة يلجأ إليها أعداء الشعب السوري ليخادعوا الرأي العام ويخادعوا أنفسهم .
ويمكن أن نقول ثالثا - إن ما يقوم به الجيش السوري الحر من جهد وطني ما هو إلا فعل إيجابي للدفاع عن المدنيين الأبرياء الذين تخلى المجتمع الدولي عنهم . في سابقة إنسانية ستبقى عصية عن التفسير في تاريخ الدبلوماسية في العصر الحديث.
وأن نؤكد رابعا للعالم أجمع ولكل القوى المحبة للخير والسلام أن الإرهابي الوحيد على الأرض السورية اليوم هو بشار الأسد وجنوده وشبيحته . وهي الحقيقة التي يجب على المجتمع الدولي بكل هيئاته التصدي لها بالجدية والمصداقية اللتين تصدى بهما لحركات الإرهاب العالمي . وسيكون لأمر مريب حقا أن يميز العالم بين إرهابيين وإرهابيين على خلفية انتماءاتهم العقائدية أو الدينية أو المذهبية . أو على خلفية عقائد ومذاهب ضحاياهم . حتى ولو كان هؤلاء الضحايا أطفالا ورضعا وأجنة في بطون أمهاتهم .
خامسا – نرفض كل القراءات المدفوعة الأجر لشيطنة ثورة الشعب السوري ، وللتماهي مع مشروع الجزار الذي تعود على مدى أربعة عقود أن يلقي تبعة جناياته على ضحاياه لقد حان الوقت ليقول العالم أجمع بلسان الصدق لقاتل صلاح جديد وصلاح البيطار وبنان الطنطاوي وكمال جنبلاط وحسن خالد وجبران تويني ورفيق الحريري وحمزة الخطيب وإبراهيم قاشوش وأطفال الحولة والقبير و.... كفى ثم كفي وأي مراوغة في قول هذه الحقيقة هي شراكة في الجرم والإثم ...
* مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية