المجازر المروِّعة في سوريا

د. محمد بن لطفي الصباغ

المجازر المروِّعة في سوريا

د. محمد بن لطفي الصباغ

أستاذ علوم القرآن وعلوم الحديث

الخميس 17/ رجب/ 1433هـ

7/ حزيران/ 2012م

إنَّ الطاغية بشار الأسد ما زال يفتك في أبناء أمَّتنا بالاعتقال والتعذيب، والقتل والتهجير، وحرق المزارع والبيوت، والإفقار والإذلال، حتى بلغ الأمر به إلى مستوًى وحشيٍّ ما بلغته أشد الأمم تخلُّفًا.. بل ما بلغته الوحوش.

إن مجزرة (الحولة) في حمص التي هزَّت ضمائرَ الناس ومشاعرهم، وأذهلت كلَّ من سمع بها من البشر ممن يحملون في صدورهم قلوبَ البشر.. إنها جريمة وخزيٌ وعار على هذا الحكم الأسديِّ الأسود... مئة وخمسون من البشر العُزْل من الأطفال والنساء.. داهمتهم قوَّات الطاغية من الجيش والأمن والشبِّيحة.. فقتلوهم بالسكاكين.. بالسكاكين يا ناس.. دون شفقة ولا رحمة ولا إحساس.

وها هو ذا يقوم اليوم بمجزرة وحشية في (القبير) في ريف حماة.. يذبح فيها أكثرَ من مئةٍ من الأطفال والنساء.. يذبحهم بالسكاكين.. ويحرق بيوتهم، وينهب أموالهم، ويخرب دورهم ويدمِّرها تدميرًا. لقد صوَّرت ذلك العملَ الخسيسَ شاشاتُ التلفاز بالصور، وتكلَّم شهود العِيان من أبناء تلك المنطقة فأوضحوا معالمَ هذه الوحشيَّة.

إنَّ ذلك والله لأمرٌ كبير.. إنه والله لأمرٌ خطير.. إنه قمَّة الخساسة واللؤم والحقد.. إن هذا الطاغيةَ يريد أن يستأصلَ هذا الشعبَ الكريم الأبيَّ المسلم.. الشعبَ الذي يأبى الخنوعَ ويأبى الذلَّ.. ويقول ((الموت ولا المذلَّة)).

وخسِئَ بشار وعصابته.. فلن يصلَ إلى بغيته.. فالثورة سائرةٌ وستحقِّق أهدافها بإذن الله.

إنني أُدين هذه المجازرَ.. هذا العملَ الإجراميَّ الوحشيَّ الإرهابيَّ أشدَّ الإدانة، إنني لا أخاطب روسيا ولا الصين ولا إيران ولا الأمين العامَّ لمليشيا حزب حسن نصر الله.. فهؤلاء لا يحملون في صدورهم قلوبًا بل يحملون فيها حجارةً ستحترق هي وحاملوها في نارٍ وَقودها الناسُ والحجارة في جهنَّم.

بل أخاطب شعبنا العظيمَ.. الشجاعَ الذي صمد أمام أضخم آلة عسكرية.. وأمام أشرس قمع عرفته الدنيا سنةً وأربعةَ أشهر.

أخاطب هذا الشعبَ الكريم فأدعوه إلى الدِّفاع عن نفسه وعن عِرضه وعن أبناء أمَّته بما يستطيع.. وأوصيه ألا يلتفتَ إلى فلسفات المحلِّلين والمنافقين.. ويمضيَ في طريقة مجاهدًا.

لم يعُد الأمر يحتملُ الصبر... قوموا قَومةَ رجلٍ واحد في وجهِ هذا الطاغية وزَبانيته، وسيروا فعينُ الله ترعاكم

فصبرًا في مَجالِ الموتِ صبرًا  ***  فما نَيلُ الخلودِ بمُستَطاعِ

واسألوا ربَّكم العونَ والنصرة، {وقال ربُّكمُ: ادعُوني أستَجِبْ لَكُم}...

وسيعلم الذي ظلموا أيَّ منقلبٍ ينقلبون.