المدرسة ودورها في تنمية ثقافة الانتماء إلى الوطن
المدرسة ودورها في
تنمية ثقافة الانتماء إلى الوطن
صفاء باسم العراقي
الانتماء الى الوطن ثقافة ينبغي ان يتحلى بها الفرد لأنها تمثل حجر الاساس في حياة المجتمع وتحدد مدى استقرارها وتماسكها وتعتبر ضرورة حين يتقدم المجتمع باتجاه العالم حيث تزايد الاحتكاك الثقافي بين مختلف الشعوب فيحتاج هذا التقدم والاحتكاك مع الشعوب الاخرى والثقافات المختلفة الى مزيد من تعميق الشعور بالانتماء الوطني وترسيخ أبعاده عند كل فرد منا، لأن هذا الشعور يعتبر من الدعائم الاساسية ليس في بناء الوطن والمجتمع بل هو أساس بناء الانسان نفسه لأنه بدونه لا يمكنه الدفاع عن وطنه ومجتمعه ودفع الضرر عن نفسه بعد ذلك.
نحن اليوم بحاجة الى تعزيز ثقافة الانتماء الوطني وضرورة البحث عن السبل الكفيلة بغرس هذه الثقافة في أعماق تربتنا لكي نستطيع ممارسة هذا الشعور سلوكا ووعيا وتطبيقا، لأن وطننا اليوم أحوج ما يكون إلينا لنتسلح بثقافة الانتماء إليه ولنعمل جميعا من أجل البناء والاعمار لا الهدم التخريب، للزراعة لا للحرق، للتربية لا للقتل، وفي حال أحسنا غرس هذه الثقافة فسيكون حصادنا مثمرا.
ثقافة الانتماء الى الوطن والشعور بالمواطنة الحقيقية مسؤولية عظيمة تقع على عاتق عدة جهات ومنها المؤسسات التربوية لأن تنمية هذه الثقافة يترتب عليها الكثير من السلوكيات الإيجابية.
ولكن ليعلم الجميع أن ثقافة الانتماء للوطن ليست شعارا وإنما ممارسة وتطبيق للمبادئ والقيم من حب الوطن والاهتمام به والولاء والاخلاص له والمحافظة على أسراره والدفاع عنه.
وإذا كان الانتماء للوطن ضرورة في بناء شخصية المواطن فلابد أن تؤدي المؤسسات التربوية كالمدارس والجامعات، وكذلك المساجد وأجهزة الإعلام دورها المطلوب فتنمي لدى المواطن الشعور نحو الانتماء الوطني وتجسيده في صورة سلوك يدعم بناء الوطن وتقدمه.
المدرسة هذه المؤسسة التي تعتبر معهد للتثقيف العلمي والاعداد التربوي والاهم من ذلك تعتبر مصنع تعد فيه شخصيات المستقبل، لذا تقع على عاتق هذه المؤسسة مسؤولية تهيئة المتعلمين وتأصيل الانتماء والولاء للوطن من خلال انتهاج الوسائل التعليمية المتطورة حتى يتم ترسيخ هذه المفاهيم جيدا.
وكذلك ينبغي ان لا يسوف نفس الكادر التعليمي دوره لأن كل واحد منهم، على اعتباره يمتلك الخبرة الاكاديمية والمهنية، عليه أن يُفعّل دوره في تحقيق هذا الشعور عند الطالب.
وهنا لابد من إبراز دور الطالب نفسه وجعله يساهم في حل القضايا التي تواجه الوطن والمواطن من خلال مشاركته في برامج التوعية العامة في مختلف المجالات.