وأملي لهم إن كيدي متين !

وأملي لهم إن كيدي متين !

أ.د. حلمي محمد القاعود

[email protected]

أكتب إليك يا من أحب لأطمئنك ، وأرطب قلبك بالدعاء والسكينة ، وأسألك أن تتذكر أن قدرة الله فوق قدرتهم ، ويده فوق أيديهم ، وهو سبحانه القائل في محكم كتابه : " وأملي لهم إن كيدي متين " ، وقال جل شأنه : "إنهم يكيدون كيدا وأكيد كيدا " وقال عز من قائل :" ويمكرون ويمكر الله وهو خير الماكرين ".

بعثت إلىّ أيها الغالي رسالة كلها هلع وخوف مما يخططه أعداء الإسلام والوطن ، وإصرارهم على مواجهة إرادة الأمة ، واستئصال الإسلام من حياتها ومستقبلها ، وتشهيرهم بكل من يقول ربي الله .

لا تجزع أيها الحبيب الغالي من الحديث عن الدفع بالمجندين وقوات الشرطة ليصوتوا ببطاقات رقم قومي لصالح الفاسدين وأعوان الاستبداد الفاشي ، ومهما بلغ عددهم فلن يبلغوا مع أعضاء الوطني المنحل نسبة كبيرة إلى جانب الخمسين مليونا الذين سيختارون من يخشى الله ويتقه . لا تسمع لكلامهم بأن الأمر محسوم لفلان أوعلان أو ترتان ، وأن تعب الشعب سيكون بلا عائد ولا طائل ، ولا تحزن لأنهم يسخرون  من العودة إلى التحرير والثورة إذا حدث تزوير ، ويتوعدون بحظر التجول العام ، وأن الضرب سيكون في المليان تجاه من يخرج من بيته ، وأن القوات ستكون مضاعفة لتنفيذ مهمة قهر الشعب بالأسلحة المطورة ، وأن المعركة هذه المرة لن تكون ضد الشرعية ، بل ستكون مع الشرعية التي أفرزتها انتخاباتهم المزورة ، وضد المعترضين الذين سيكونون هذه المرة ضد الديمقراطية !

إنهم يزعمون أنهم تركوا الإخوان ينجحون في الانتخابات التشريعية  ،  وسكتوا عن توجيههم للناس ومخالفاتهم لفترة الصمت الانتخابي ، وأمام اللجان باستغلال الدين كي لا يكون لهم فرصة للكلام يوم انتخابات الرئاسة !

إن البطاقات الرقمية التي تم استخراجها لعشرات الألوف أو مئات الألوف - حسب رواية أخرى - للضباط والأفراد بأنهم من  حملة بكالوريوس أو ليسانس أو دبلوم فني أو شهادة ثانوية عامة أو وظيفة حرفية متواضعة  دون أن  تذكر علاقتهم بالقوات المسلحة أو الشرطة ؛ ويكون لهم حق التصويت على رئيس الجمهورية  ؛ ستحسم الانتخابات بهدوء ودون أن يستطيع أحد أن يزعم أنه تزوير !!

أيها الحبيب الغالي لا تهتز ، إنهم يحاربون المعركة الأخيرة لإرضاء أعداء الإسلام والوطن ولن يفلحوا ، وثق تماما أن هناك في جيش بلادي رجال محترمون ، صدقوا ما عاهدوا الله عليه ، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر يواصل الدفاع عن مصر الكنانة ، وليس لتزوير الانتخابات ، ومساعدة الفلول ، وإعادة عهد الفرعون الظالم .

لقد كنتُ مجندا مستبقى في الفترة التي أعقبت الهزيمة مباشرة حتى حرب العبور وخرجت بعدها عام 1974  ، وعرفت رجالا - لا أزكيهم على الله - وأعرف مدى وطنيتهم وإخلاصهم وحبهم لدينه ، وأدرك أنهم يريدون تسليم السلطة الآن قبل الغد ، ويريدون لبلدهم أن تتمتع بالحرية والكرامة والشرف ، ولكن شياطين الإنس من الذين لفظهم الشعب ضمن النظام الفاسد البائد يحاولون إعادة عقارب الساعة إلى الوراء ، وهيهات ! وقد لجأوا مؤخرا إلى الحرب النفسية ليفلوا عزيمة الشعب ، ويزرعوا اليأس في النفوس ، بدءا من الاستطلاعات المزيفة ، والأخبار الكاذبة ، والافتراء على المرشحين الوطنيين وخاصة من ينتمون إلى الإسلام ، ولم يكن الأمر مجرد مصادفة أن تنشر جريدة الحياة السعودية التي تصدر في لندن 21/5/2012م تحذيرات لصاحب الصندوق الأسود من مخاطر وصول الإخوان المسلمين إلي قمة السلطة في مصر . وقوله إن صورة مصر ستكون مخيفة حال وصولهم للحكم . وإشارته إلى أن انقلابا عسكريا يمكن أن تشهده مصر لحمايتها من المصير الكارثي (؟!) الذي ستجد الإخوان يدفعونها إليه ، في ضوء التوقعات الخاصة بمسلك الإخوان في الحكم- حال وصولهم(؟!) - الذي يمكن أن يجر البلاد إلي أن تكون قاعدة للإرهاب(؟!) تهدد بتدخل العالم للقضاء عليها . وتأكيده أن مصر يمكن أن تكون في وجود الإخوان بالسلطة " ألعن من باكستان وأفغانستان (؟؟)". وإصراره علي انتخاب رئيس ليبرالي سيعاني منهم ولكنه يظل قادراً علي أن يعمل حكماً بين السلطات، ويوقف أي اتجاه يناهض حرية المجتمع، كما انه سيكون مقبولاً من المجتمع الغربي ، عكس ما يمكن أن يحدث مع رئيس من الإخوان ينظر إلينا  معه كبلد يصدر الإرهاب !

ثم يحرض على الإخوان بالإصرار على إمكانية الانقلاب العسكري الذي سيواجهه الإخوان " إنما الإخوان مش هُبُل، لذلك يعدون أنفسهم عسكرياً، وخلال سنتين أو ثلاث سيكون عندهم حرس ثوري لمحاربة الجيش، وتواجه مصر خطر حرب أهلية مثل العراق.

ثم أعرب عن تمنياته لو أن الشعب المصري يعي حجم التحدي في الانتخابات القادمة ، ويبتعد عن أولئك الذين يسعون إلي مشروع إسلامي ينتج عنه صراع مجتمعي يزيد عزلة مصر، وقد يدفع إلي حرب مع إسرائيل من دون تخطيط". ثم قال محرضا الجيش : أعضاء المجلس العسكري لا يعرفون مدي دهاء الإخوان المسلمين.

هذا التحريض الذي يجافي المنطق والعقل ، والذي تتحفظ عليه أشد الجهات عداوة لمصر وإسلامها وشعبها ، يصر عليه صاحب الصندوق في وقت حرج ليؤثر على نتيجة الانتخابات لصالح الأشرار  الذين يريدون للشعب أن يعود كما كان في عهد المخلوع ، وأن يخلع دينه وعقيدته في الوقت يصر فيه الكيان الصهيوني على إعلان نفسه دولة دينية يهودية .. ثم الأدهى يربط بين الإسلام والإرهاب ، ويتحامل على العراق وأفغانستان وباكستان ، ويتجاهل الجريمة التاريخية الكبرى التي ارتكبتها قوي الشر والتوحش الاستعماري باحتلال هذه البلاد وقتل أبنائها ونهب ثرواتها وتراثها ، وهي دعوة صريحة للاستسلام لإرادة الاستعمار الصليبي ، وازدراء تضحيات المسلمين هناك ومقاومتهم الجسور الشجاعة لأقوى آلة استعمارية شيطانية في التاريخ !

أيها الحبيب الغالي لا تبتئس بما ترى وتسمع ويقال ، كن وثيق الصلة بربك واذكره دائما ولا تتردد في التعبير عن إيمانك ، ورأيك إرضاء لله . وثق أن المستقبل لمصر المسلمة بإذن الله ، لأن الخير سينتصر على الشر ، وإن طال المدى !