لا خطر على النصارى في الشرق الأوسط
لا خطر على النصارى في الشرق الأوسط
محمد هيثم عياش
برلين /15/05/12/ أكدت شخصيات دينية مسيحية وممثلين عن المعهد الالماني لحقوق الانسان ومنظمة العفو الدولية باجتماع خاص لاعضاء شئون سياسة حقوق الانسان بالبرلمان الالماني برئاسة رئيس هذه اللجان توم كونيغز، ان تقارير بعض الصحف الالمانية والاوروبية وتحاليلها عن وضع النصارى في منطقة الشرق الاوسط بأنهم يعانون من اضطهاد وتصفية وملاحقة وتمييز ديني عارية عن الصحة .
فرئيسة فرع علاقات الاسلام في كلية علم اللاهوت بجامعة مدينة لويفان / لوفين – الاسد / في بلجيكا كريستينه شيرماخر اشارت بمحاضرتها عن وضع النصارى في منطقة الخليج العربي باستثناء المملكة العربية السعودية بانهم يمارسون شعائر دينهم بحرية تامة وفق القوانين التي تسمح للنصارى بممارسة شعائر دينهم موضحة ان منطقة الخليج العربي بما فيها المملكة العربية السعودية تعتبر اسلامية قحة ولا يوجد فيها نصارى والنصارى الذين يمارسون شعائر دينهم في الامارات والكويت وقطر وعمان والبحرين انما هم من الوافدين قامت حكومات تلك الدول ببناء كنائس لهم على سبيل التسامح ، الا أنها اعلنت بوجود رقابة صارمة على اي تبشير بالنصرانية بين ابناء تلك الدول والذين ارتدوا عن الاسلام بعيد حرب الخليج الثانية في الكويت عادوا الى دينهم من جديد . واوضحت شيرماخر ان اسباب عدم وجود كنيسة للنصارى في المملكة العربية السعودية يعود الى قدسية ووضع خاص لتلك الدولة في العالم الاسلامي لاحتضانها مكة المكرمة والمدينة المنورة فالنصارى ومن اجل عقيدة التثليث عندهم فهم بنظر المسلمين ضالين مؤكدة عدم وجود اي دليل يثبت منع السطات السعودية النصارى بممارسة شعائر دينهم في بيوتهم كما ان السعودية وبعض دول الخليج العربي تراقب بشدة اي محاولة للتبشير بالنصرانية وتصر على تنفيذ عقوبة القتل بالمرتد بناء على الحكم الاسلامي بقتل المرتد / من بدل دينه فاقتلوه / .
وأعلن رئيس هيئة التبشير بالكاثوليكية من اكاديمية الكاثوليك بمدينة آخن / جنوب غرب / اوتمار اورينغ وجود مضايقات على التبشير بالنصرانية في بلاد الشمال الافريقي مشيرا الى عدم وجود اقليات نصرانية تعيش بتلك الدول مثل الجزائر وتونس وليبيا بعكس وجود اقليات يهودية مثل المغرب وتونس موضحا ان عدم قبول اهالي تلك الدول للتبشير لفطرتهم الاسلامية اضافة الى توجيهات دينية تسيء الى المسيحية بانها عقيدة ضاة جراء التثليث والابوة والبنوة الا أنه اكد عدم وجود مضايقات على النصارى الوافدين في تلك الدول بممارسة شعائر دينهم .
زعيمة منظمة العفو الدولية في فرع المانيا روت يوتنر عزت وجود نزاعات بين المسلمين والمسيحيين في مصر الى التعصب فاقباط مصر يقفون بالمرصاد لكل من دخل بالاسلام من النصارى فهناك حوادث كثيرة منها خطف فتيات اعتنقن الاسلام وتزوجن بمسلمين وارغمن بالعودة الى دينهم او قتلهن اذا ما رفضن ذلك تلك الحوادث كانت وراء احداث دامية وقعت بين المسلمين والمسيحيين في تلك الدولة مشيرة انه لا يوجد اي دليل ثابت لمنظمتها ارغام المسلمين المسيحيين على اعتناق الاسلام ولا يوجد اي تمييز ديني في مصر على غرار هذا التمييز الموجود في اوروبا الذي يمارس ضد المسلمين وخاصة العرب منهم بالرغم من السماح ببناء المساجد وحماية الاعتقاد في اوروبا الا ان التمييز الديني ملموس للغاية .
وأكد القسيس الفلسطيني متري رحاب ومعه زعيمة معهد حقوق الانسان البرليني بيئاته رودولف عدم وجود تمييز ديني للمسيحيين في الشرق الاوسط . وأعلن رحاب ان المسيحيين في بلاد الشام / سوريا والاردن وفلسطين / يعيشون جنبا الى جنب مع المسلمين مثل مئات السنين وبالتحديد منذ الفتح الاسلامي لتلك المنطقة بل يشارك المسيحيون المسلمين في مصائبهم وافراحهم وحتى انهم كانوا من اوائل من حارب الاستعمارين الفرنسي والبريطاني ووقفوا امام الهجرة اليهودية الى فلسطين ويحافظون على هوية تلك الدولة عربيا واسلاميا ومسيحيا معربا عن دهشته لتلك التقارير والشائعات التي تشير وجود تمييز ديني بتلك المنطقة .
الا أن رئيس مبرة كونراد اديناور حاليا رئيس البرلمان الاوروبي السابق هانس جيرت بوتيرينغ اكد بان النصارى يتعرضون لضغوط كبيرة بمنطقة الشرق الاوسط فهم بتراجع مستمر وحمايتهم واجب اوروبي كما ان حماية وجودهم يجب ان يتم بحوار جاد مع الدول الاسلامية العربية وفق قرار الامم المتحدة بضرورة حماية الاقليات الدينية في العالم .
وأكد المشاركون في المؤتمر الى ان الحوار المتبادل بين الشخصيات الدينية الاسلامية والمسيحية في الشرق الاوسط ضرورة ملحة على نبذ الخلافات بينهم من اجل التعايش السلمي ، بل ذهب القسيس الفلسطيني رحاب بان الاعلام الغربي من خلال بثه تقارير مغالطة عن وضعية النصارى بمنطقة الشرق الاوسط وراء اعطاء صورة قاتمة سيئة عن المسلمين تجاه المسيحيين في تلك المناطق للاوروبيين وغيرهم مطالبا بدراسة طبيعة شعوب المنطقة دراسة واقعية والتطرق الى الاسلام الذي يرفض ارغام مسيحي او يهودي على اعتناق الاسلام على حد أقوالهم .
وقد اجمع علماء الفقه الاسلامي بان المرتد يستتاب فان ابى فعقوبته القتل ، وقد روي أن رجلا بعثه الصحابي سيدنا ابو موسى الاشعري الى سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه يبشره بفتح منطقة السوس بالعراق ، فسأل عمر الرجل أمن مغربة ؟ / أي هل حدث شيء في الغربة / فقال رجل ارتد فقتله ابو موسى ، فقال عمر اللهم اني لم أشهده الا استتبتموه ؟.