الأسرى وثورة الأحرار
ثامر سباعنة
سجن مجدو - فلسطين
مما لا شك فيه أن الحرية تعني الكثير بالنسبة للمحرومين منها في حياتهم ماديا و معنويا وقد عانت البشرية كثيرا من سلبها عبر تاريخها الطويل و قدمت في سبيل ذلك أنهارا من الدماء سالت بل ان كل معاناة البشرية بالأمس و اليوم و الغد في سبيل تحقيق أسمى شيىء تحلم به و هو الحرية
إن أكثر من اربعة آلاف أسير فلسطيني يُحاصرون ببنادق الموت الصهيوني ويُسلبون حقهم بالحياة والتمتع بالحرية فلا يلتفت لهم أحد إلا القليل من عالم يدّعي فيه أنه يدافع عن الإنسان ويسعى لبث قيم العدالة وحقوق الإنسان وسيادة الحريات، فالعالم في معظمه وخاصة المجتمعات العربية صامته بصوتها عن قضية أسرانا الذين يصرخون كل يوم بصوت ألامهم ومعاناتهم التي لا تنتهي ولا تجيب أصواتهم إلا صدى ألمهم فلا أذن واعية لحجم معاناتهم لتتحرك نحو تحريرهم وفتح أبواب السجون لإطلاقهم نحو فضاء حريتهم ووجودهم ، و لقد أشهر أكثر من 3000 معتقل من هؤلاء الأسرى والأسيرات سلاح الإضراب في وجه حكومة الجلادين الدموية، وواجهوا بعزيمة أقوى، قوانين وإجراءات السجان، من خلال تصعيد شكل الاحتجاج "الإضراب المفتوح" الذي أخذ شكل الإضراب الفردي _ ومازال _ سمته الأساسية على مدى عدة شهور، لينتقل مجدداً، نحو شكل متقدم "إضراب جماعي" يعيد للحركة الوطنية الأسيرة وحدتها في وجه قوانين الاعتقال التعسفية. هذا الأسلوب الكفاحي، الجماعي، الوحدوي، سيوفر لجماهير الشعب والأمة، ولكل أنصار الحرية ومقاومة الاحتلال والعنصرية، العوامل المساعدة لطرح قضية المعتقلين والمعتقلات كـ"أسرى حرب"، أسرانا اليوم يُسنون وثيقة العهد والميثاق ليتوحد الأسرى بأطيافهم وتوجهاتهم السياسة نحو الإعلان عن الإضراب عن الطعام والتحدث بالأمعاء الخاوية ليمتلئ القلب بالإيمان بحق الوجود والكرامة الإنسانية، ليكون ذلك العهد والوفاء لقضيتهم العادلة المتفرعة من قضايا الوطن كله، وسعي نحو لفت أنظار العالم الإنساني لقضيتهم المشروعة بجميع المواثيق الدولية.
اسرانا أنتم الأحرار الحقيقيون .. إن هذا الأسر مهما طال فلا بد له أن ينتهي .. ومهما بدا الليل المظلم طويلا وثقيلا ... سوف يبزغ الفجر حتما .. لن يدوم السجن إلى الأبد .. ولن يُخلد السجانون .. ونقول لهم معتقلاتكم عرين أسودنا .. يا كل أسرانا الأبطال الصابرين في سجون الاحتلال ... ها أنتم تمهدون بثباتكم وصبركم ومقاومتكم الطريق إلى الحرية .. طريق الحرية المفروش بالدماء والعرق والدموع والبرد والحر و كل أوجاع الغربة والأسر ،ومن خلف القيد والقضبان تكتبون رسالة الوطن كل الوطن ، ليحمل كلٌ منّا أمانة المسئولية لقضية أسرانا وجميع قضايا فلسطين فهم من قدّموا أعمارهم لأجل كرامتنا وحقنا بالوجود وعلمونا الصبر وبقاء الأمل مهما اشتد الظلام ،و على المؤسسات الحقوقية الدولية، العمل على تخفيف الأحكام الصادرة بحقهم، كخطوة على طريق تحسين ظروف اعتقالهم، والعمل الجاد والمثابر لإلغاء سياسة الاعتقال الإداري،
اما عن حكم الإضراب الذي يخوضه الفلسطينيون في سجون الاحتلال الإسرائيلي للمطالبة بحقوقهم فقد اجاب الدكتور يوسف القرضاوي بـــ )) من حق الناس أن يضربوا عن الطعام باعتباره وسيلة للضغط على الأعداء، عرف العالم هذه الطريقة من الطرق المهمة أن يجوع الإنسان وأن يصبر عن الطعام والشراب أياماً عديدة وأحياناً بتطول أكثر من شهر يعني رأينا من الإخوة الفلسطينيين والأخوات الفلسطينيات من صبروا أياماً طويلة حتى قهروا العدو وصحتهم أصبحت معرضة للخطر من طول الجوع فيضطرون إلى محاولة الاستجابة لهم بطريقة من الطرق، فالإنسان يمكن أن يستعمل هذه الطريقة مع أعدائه وأن يستمر إلى أن يهيئ الله له الأسباب إن شاء الله وهذه الطريقة من الطرق للضغط على الأعداء الذين لا يستجيبون للضمير ولا ينصتون إلى صوت الدين ولا يستجيبون للأخلاق ولا يستجيبون لصيحات الأهالي ولا للأولاد ولا للآباء ولا للأمهات ولا إلى أحد فهؤلاء يستعملون هذه الطريقة ليؤثروا على هؤلاء)).
جاعت امعاء الاسرى لكن كرامتهم وعزتهم لم تجع ..ونحن شبعت امعاؤنا لكن كرامتنا وعزتنا تموت من الجوع.