الله أكبر تزلزلهم

يحيى بشير حاج يحيى

الله أكبر تزلزلهم

يحيى بشير حاج يحيى

[email protected]

أخرج يعقوب بن سفيان عن عمرو بن سفيان الثقفي و غيره ، قا ل:انهزم المسلمون يوم حنين ، فلم يبق مع رسول الله صلى الله عليه و سلم - إلا عباس و أبو سفيان بن الحارث ، قال : فقبض رسول الله - صلى الله عليه و سلم - قبضة من الحصباء ، فرمى بها في وجوههم ، قال : فانهزمنا ، فما خُيّل إلينا إلا أن كل حجر أو شجر فارس يطلبنا .

و في حديث هشام بن العاص الأموي - رضي الله عنه - لما دخل على ملك الروم .. أنه و جماعة دخلوا متقلدين سيوفهم حتى انتهوا إلى غرفة له فأناخوا ، و هو ينظر إليهم فقالوا : لا إله إلا الله و الله أكبر .. يقول هشام : فالله يعلم لقد انتفضت الغرفة حتى صارت كأنها عذق تصفقه الرياح ...

و يوم نهاوند ، وقف النعمان بن مقرّن يحث الجند على الصبر و المصابرة و يقول : فإذا قضيت أمري فاستعدوا ، فإني مكـبّـر ثلاثا ، فإذا كبرت الأولى فليتهيأ من لم يكن تهيأ ، فإذا كبّـرت الثانية فليشد سلاحه ، و ليتأهب للنهوض ، فإذا كـبّرت الثالثة فإني حامل - إن شاء الله - فاحملوا معا .. اللهم أعز دينك و انصر عبادك ، و اجعل النعمان أول شهيد - اليوم - على  إعزاز دينك ، و نصر عبادك !

فلما فرغ النعمان من التقدم إلى أهل المواقف ، و قضى إليهم أمرهم رجع إلى موقفه ، فكـبّر الأولى و الثانية و  الثالثة ، و الناس سامعون مطيعون مستعدون للمناهضة ..

و حمل النعمان و حمل الناس ، و راية النعمان تنقض نحوهم انقضاض العقاب ، و النعمان مُعلَم ببياض القباء و القلنسوة ، فاقتتلوا بالسيوف قتالا شديدا ، لم يسمع السامعون بوقعة يوما قط كانت أشد منها !!

كانت " الله أكبر " و ما تزال تزلزل الكافرين ، و تلقي في قلوبهم الرعب و ستبقى كذلك ما دامت تخرج من قلوب يعمرها الإيمان ، و تتردد على ألسنة رطبة من ذكر الله ..

قال أحد الأسرى الروس للمجاهدين : ما خفنا من رشاشاتكم و لا رصاصكم و لكن من " الله أكبر " كانت قلوبنا تهتز و ترتجف كأنه زلزال !! ثم سأل : هل "الله أكبر" مدافع أو قذائف ؟! أي نوع من السلاح هذا ؟

فالله أكبر دمريهم دمري .... و زلزليهم زلزلي

إن حاضر هذه الأمة موصول بماضيها .. و الجهاد ماض إلى يوم القيامة ..

و ها هي ذي " الله أكبر " ترددها خناجر الثوار في سورية الكرامة ، فتقض مضاجع المجرمين ، و تزلزل أقدامهم ، و يشهد القاصي و الداني ، بأن للتكبير أثراً في الربط على قلوب الثائرين و توهينا في قلوب المجرمين الذين لا يزعجهم شيء كانزعاجهم من رفع كلمة الله أكبر في المآذن  المساجد و في مسيرات المنتفضين !!