صور ناطقة للتحوت والروابض 75
صور ناطقة للتحوت والروابض
- 75-
أحمد الجدع
لو راجعنا تاريخنا منذ الجاهلية لوجدنا حرباً قامت بين أخوين هما عبس وذبيان واستمرت هذه الحرب أربعين عاماً حتى تفانت فيها القبيلتان ، وكاد التاريخ أن يدفنهما تحت الرمال .
داحس والغبراء فرسان تسابقا في مهرجان رياضي فكادت داحس أن تسبق الغبراء فتدخل قوم من ذبيان فاعترضوا داحس ... فسبقت الغبراء ... وقام النزاع فالحرب فالقتل الأعمى الذي أهلك السادة وحصد النسل حصدا .
هذا لون من الوان عواقب الرياضة .
وقد ظهر في قرننا هذا نوع من الرياضة يقال له كرة القدم ، شجعتها الدول وأنفقت عليها الأموال الطائلة التي كان أحق بها الفقراء الذين لا يجدون قوت يومهم واستغل هذه الرياضة بعض الحاكمين أبشع الاستغلال وأحقره !
النماذج في النزاع بين الأهل في داخل دولهم من الكثرة بحيث لا تخفى على أحد ، ومن أبرز نماذجها (وأغربها) النزاع الذي قام بين مصر والجزائر ، وبالغ به الطرفان بسبب مباراة في كرة القدم .
هل كانت مباراة في كرة القدم تستحق أن يسحب السفراء وتغلق المصانع وتطرد العمالة وتشتم الأخوة ويتلاعن الطرفان في الصحف والإذاعة والتلفزة والفضائيات ويستمر هذا السجال أشهراً ويؤثر في العلاقات الأخوية لسنوات ؟
واليوم تقام مباراة في كرة القدم بين الأهلي القاهري والمصري البورسعيدي على ملاعب بورسعيد ، فيعد المسرح لمذبحة يقوم بها أنصار النظام الذي تهاوى بمصر ولم يستسلم ، ويروح ضحية هذه المؤامرة عشرات القتلى ومئات الجرحى ويتصاعد العداء بين الرياضيين ويتعداه إلى المشجعين ثم إلى الناس عامة حتى حوصرت بورسعيد من أهل مصر كأنها ليست من مصر ، بل كأنها ليست درة مصر ، وصدر مصر الذي تلقى الاعتداء الثلاثي وقاومه وصده ، ولولا بورسعيد لكانت مصر سقطت في أيدي الأعداء من الإنجليز والفرنسيين واليهود !
تحاصر بورسعيد بمؤامرة عنوانها كرة القدم ، فلا يدخلها مصري من خارجها ، ولا يبتاع من تجارها أحد حتى إنها لتكاد أن تختنق .
والأغرب أن الحكومة التي تعتبر امتداداً لحكم مبارك وبشكل أكثر إيذاء لأنها حكومة الحقد والانتقام قامت بسحب المحافظ منها فتوقف فيها كل المشاريع .
إن الله الذي يدبر هذا الكون لن يمكن هؤلاء من تنفيذ أحقادهم ، فمصر كنانة الله في أرضه ، وفيها خير أجناد الأرض ، وبمشيئة الله سوف تنتصر وإن نصر الله قريب قريب قريب .
أوقفوا هذا الشر الذي اسمه كرة القدم ... كفانا تبذير الأموال وزرع الأحقاد وقتل الأولاد .
وحسبنا الله .