ألا تحب رسولك؟؟!!
د. موفق مصطفى السباعي
أن لا تدافع عن رسولك .. بحجة أنك ضعيف .. وقليل الحيلة .. فذلك أمر قد .. يكون لك فيه عذر عنده !!!
أن لا تشارك في الدفاع عن رسولك .. بحجج .. وأعذار متنوعة .. فذلك أمر قد .. يكون لك فيه عذر عنده !!!
أن لا تؤيد الدفاع عن رسولك .. بحجة الخوف .. والرعب من أبناء الصليب .. وأحفاد بني قريظة .. فذلك أمر قد .. يكون لك فيه عذر عنده !!!
أن تلوذ بالصمت .. وتختبئ في جحرك .. خشية .. وفَرَقاً .. وجبناً .. فذلك أمر قد .. يكون لك فيه عذر عنده !!!
أما أن ترفع عقيرتك .. وتستنكر .. وتندد بأعلى صوتك .. وتهاجم .. وتسفه .. من يدافع عن رسولك .. بل وتلهث راكضاً .. لتنافس أبناء الصليب في الإستنكار .. وتمالئ .. وتحابي .. وتجامل الرأي الصليبي .. الوثني ..الكاسح !!!
ليقولوا عنك أنك مسلم مدجن .. أو معتدل .. تعادي الإرهاب !!!
فذلك دناءة .. ولؤم .. وخسة .. واستخذاء .. وانبطاح .. وخنوع للصليب !!!
وخيانة لله .. ورسوله .. وحرمان لك أيها المسكين .. المنهزم .. المتضعضع من شفاعته !!!
ومن يُحرم من شفاعته .. لا يرى الجنة .. ولا يشم ريحها .. وإن ريحها ليُشم على بعد سنوات ضوئية !!!
وسيقول لك :
سحقاً .. سحقاً .. كما ورد في الحديث الشريف :
عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنِّي فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ مَنْ مَرَّ عَلَيَّ شَرِبَ ، وَمَنْ شَرِبَ لَمْ يَظْمَأْ أَبَدًا ، لَيَرِدَنَّ عَلَيَّ أَقْوَامٌ أَعْرِفُهُمْ وَيَعْرِفُونِي ، ثُمَّ يُحَالُ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ ، فَأَقُولُ : إِنَّهُمْ مِنِّي ، فَيُقَالُ : إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ ، فَأَقُولُ : سُحْقًا ، سُحْقًا ، لِمَنْ غَيَّرَ بَعْدِي ) . رواه البخاري ( 6212 ) ومسلم ( 2290 .
ألا تعلم .. أيها المسكين .. الجاهل .. أنه لو كان رسولك حياً الآن بين ظهرانيك .. وعلم بالذين أساؤوا إليه .. لأرسل فرقة الموت لقتلهم ؟؟؟!!!
كما حصل معه في المدينة المنورة .. حينما كان هو حاكمها .. والقائد العام لجيش المسلمين !!!
إذ أرسل أحد الصحابة واسمه ( محمد بن مسلمة ) إلى قائد بني النضير ( كعب بن أشرف ) .. العربي - اليهودي الخبيث .. فهو عربي وأمه يهودية .. ليقتله لأنه آذاه !!!
كما ورد في الحديث الشريف :
وقد ذكرها البخاري بالنص التالي تحت باب " الكذب في الحرب " فتح الباري م/6 ص/184
(حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا سفيان بن عمرو بن دينار عن جابر بن عبد الله أن النبي ـ ـ قال :من لكعب بن الأشرف , فإنه قد آذى الله ورسوله ؟ قال محمد بن مسلمة :أتُحب أن أقتله يا رسول الله ؟ قال : نعم . قال فاتاه فقال إن هذا ـ يعني النبي ـ قد عنّانا وسألنا الصدقة . قال : والله لتمُلُنّه. قال : فإنا اتبعناه فنكره أن ندعه حتى ننظر الى ما يصير أمره . قال فلم يزل يكلمه حتى استمكن منه فقتله .
وقد ورد في كتاب الصارم لشيخ الإسلام إبن تيمية .. فتوى له : عن حكم من يسب النبي صلى الله عليه وسلم :
حكم الساب مسلما كان أم معاهدا .
قال شيخ الاسلام في الصارم م3/55 تحت عنوان " يُقتل شاتم النبي ـ بغير استتابة "
قال :
" قال الامام أحمد في رواية حنبل كل من شتم النبي ـ ـ وتنقصه مسلما كان أم كافرا فعليه القتل, وأرى أن يقتل ولايستتاب .
وقال:كل من نقض العهد وأحدث في الاسلام حدثا مثل هذا رأيت عليه القتل , ليس على هذا أُعطوا العهد والذمة.
وقال عبد الله : سألت أبي عمن شتم النبي ـ ـ يستتاب ؟؟!!
قال: قد وجب عليه القتل ولا يُستتاب , خالد بن الوليد قتل رجلا شتم النبي ـ ـ ولم يستتبه ...
وحجبوا عنك عظمة رسولك .. وهو ينفذ حكم الإعدام .. بأمر من الله القوي العزيز .. في بني قريظة .. الذين غدروا به .. ونقضوا العهد .. وتحالفوا مع أعدائه .. حسبما جاء في السيرة :
فقال سعد: لقد آن لسعد أن لا يأخذه في الله لومة لائم. ثمّ حكم فيهم بقتل الرجال، وسبي النساء والذراري، وأخذ الأموال، فكبّر رسول الله(صلى الله عليه وآله) وقال لسعد: «لقد حكمت فيهم بحكم الله عزّ وجلّ»، فأجرى عليهم ما حكم به سعد.
فضُربت أعناقهم عن آخرهم، وكانوا ستمائة مقاتل أو سبعمائة، ولم ينج منهم إلّا نفر يسير آمنوا قبل تقتيلهم، وسبيت النساء إلّا امرأة واحدة ضُربت عنقها، وهي التي طرحت على رأس خلّاد بن السويد بن الصامت رحى فقتلته.
إنك لا تعلم كل هذا .. أو قد نسيته .. لأن أبناء الصليب .. وأذنابهم .. وأتباعهم من ذراري المسلمين .. أدخلوا في عقلك منذ الصغر .. صورة هزيلة .. مشوهة .. محرفة .. مقزمة .. عن رسولك .. وعن الإسلام :
علموك أنه مجرد رسول للسلام .. والمحبة .. ونشر الإخاء بين البشر .. وأنه نصير الفقراء .. والمساكين .. وأنه عفو .. كريم!!!
وهذا صحيح .. وحق .. ولكنها صورة منقوصة .. وقاصرة .. ومجتزأة من صورة كبيرة ..مبهرة .. عظيمة .. شاملة !!!
إنهم حجبوا عنك الوجه الآخر من الصورة المشرقة .. المضيئة .. القوية .. الناصعة .. المخيفة .. المرعبة لهم !!!
حجبوا عنك أنه رسول العزة .. والكرامة .. والقوة .. وإحقاق الحق .. ليس باللسان فقط .. والدعوة بالمعروف .. واللين ..والحسنى .. ولكن بالسيف أيضاً .. لقطع رقاب أئمة الكفر .. والفساد !!!
فالحسنى .. والرحمة .. لا تنفع مع كل البشر !!!
لا تنفع مع المفسدين .. الضالين .. الخبثاء المجرمين !!!
مع الذين ينفقون أموالهم الطائلة .. ليصدوا عن سبيل الله .. ويشيعوا الفواحش .. والشهوات !!!
كما قال تعالى :
فَقَـٰتِلُوٓا۟ أَئِمَّةَ ٱلْكُفْرِ ۙ إِنَّهُمْ لَآ أَيْمَـٰنَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ التوبة آية 12
وكما ورد في الحديث الشريف :
بعثت بين يدي الساعة بالسيف حتى يُعبَد الله وحده ، لا شريك له ، وجُعل رزقي تحت ظل رمحي ، وجُعل الذل والصغار على من خالف أمري ، ومن تشبه بقوم فهو منهم .
الراوي: عبدالله بن عمر - خلاصة الدرجة: إسناده صحيح - المحدث: الذهبي - المصدر: سير أعلام النبلاء - الصفحة أو الرقم: 15/509
نعم حجبوا عنك كل هذا .. ليجعلوا منك نعجة .. أو دجاجة .. تسرح .. وتمرح .. وترتع مع السائمة .. تأكل وتشرب .. في الحقل مما يعطوك .. ويتفضلوا به عليك .. ثم يذبحوك حينما يريدون .. ويشاؤون !!!
أما إذا ظهر من ذراري رسولك .. من يرفض هذا .. الخنوع .. والذل .. والهوان .. ويريد أن يكون نمراً كاسراً .. أو صقراً جارحاً .. أو أسداً مزمجراً .. هصوراً .. ويحررك وأمثالك من العبيد .. ويقيم دولة الإسلام !!!
قالوا عنه : إرهابي .. يقتل الأبرياء .. وبحارب الحرية والديموقراطية .. وينشر الذعر .. والخوف بين الناس !!!
وحرضوك لتسير في ركابهم .. ولتتباكى .. كما يتباكون .. وتنوح كما ينوحون .. وتصلي على أئمة الكفر .. كما يصلون .. وتدعو لهم بالمغفرة .. والرحمة على أنهم شهداء .. قديسون .. قدموا أرواحهم فداء حرية الرأي .. والتعبير .. والمحبة .. والسلام بين بني البشر !!!
هل تستيقظ .. يا ابن ذراري المسلمين .. لتعرف قدرك .. وقيمتك عند رسولك .. الذي جاهد .. وتحمل الأذى .. لأجل أن يجعلك .. إنساناً عظيماً .. إنساناً مسلماً قوياً .. لتكون أنت الحاكم .. وأنت المسيطر .. والمهيمن على بني يهود .. وبني الصليب .. وبني الشيعة المجوس .. وبني بوذا .. وبني الهندوس .. وعبدة البقر .. وسواهم !!!
لتكون أنت الأعلى .. وأنت الأسمى .. وأنت الأرفع !!!
كما قال ربك الأعلى :
وَلَا تَهِنُوا۟ وَلَا تَحْزَنُوا۟ وَأَنتُمُ ٱلْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ
آل عمران آية 139