تونس تتطلع إلى تحقيق ما هو أفضل

تونس تتطلع إلى تحقيق ما هو أفضل

على اثر مشاركتها في منتدى دافوس  بسويسرا 

رضا سالم الصامت

تونس  تتطلع إلى تحقيق ما هو أفضل على اثر مشاركتها في منتدى دافوس  بسويسرا في 26 يناير 2012، في وقت  يمر على إحياء ذ كرى ثورة الكرامة عام و هي الثورة التي  ستظل راسخة في ذاكرة الأجيال المتعاقبة من التونسيين والتونسيات تجسم في أروع الصور إخلاصشباب تونس الواعي  للوطن وتضحيته في سبيله يوم أقدم البوعزيزي على حرق نفسه  احتجاجا على الأوضاع المزرية التي يعيشها الشباب العاطل عن العمل في 17 ديسمبر 2010 و بسبب هذه الحادثة ، انطلقت أول شرارة ربيع الثورات العربية من  مدينة سيدي بوزيد المهمشة و إنقاذ البلاد من مخاطر الفتنة والتفكك  فحققت ثورة 14 يناير 2011 المكاسب والأمجاد التي ضحى من اجلها الشهداء وأعاد الأمل إلى النفوس وفتح للشعب عهد استرداد الكرامة الإنسانية و الديمقراطية الحقة .

إن الاحتفال بالذكرى الأولى لثورة تونس المجيدة  ، احتفال يضمن لتونس دوام الاستقرار والرخاء ويفتح أمام شعبها أرحب آفاق المستقبل الرحب رغم كل محاولات  المناؤيين الذين لا يريدون لهذه الثورة أن تنجح .

وبرغم الظروف  التي تشهدها بعض المناطق الداخلية من اعتصامات و مظاهر عنف ضد البعض من الزملاء الصحفيين و البعض من  رجال الأمن  و أعمال  نهب و حرق لمؤسسات عمومية  و تعطيل لعدد من المنشئات الاقتصادية و قطع البعض من الطرق و تعطيل حركة قطارات النقل  ، فان الحكومة الحالية  ما تنفك تبذل جهودا من اجل  خلق جو من التضامن و الانسجام و التعاون  لتحقق أهداف الثورة و تحقق أيضا للبلاد  مكاسب وإنجازات في مختلف مجالات الحياة الوطنية في ظل البناء الديمقراطي و إحداث موارد رزق للعاطلين عن العمل و خاصة من أصحاب الشهادات العليا  و  مشاريع تنموية بالمناطق الداخلية  و فتح الطريق أمام الاستثمار الداخلي و الأجنبي ، خاصة بعد مشاركة تونس الأخيرة في منتدى دافوس  بسويسرا و هذا  تطور ملموس ارتقت إليه البلاد من حياة سياسية متقدمة بفضل مراهنة الحكومة المؤقتة على تجسيم الديمقراطية وضمان حقوق الإنسان وتكريس التعددية السياسية وبناء مجتمع الحوار والمشاركة البناءة لكل أفراد المجتمع المدني . و نجاح المقاربة التنموية في البلاد بتلازم البعدين الاقتصادي والاجتماعي بما يوفر أسباب الاستقرار والتوازن للمجتمع وتحقيق الرفاه والرخاء لأبناء الشعب التونسي في كنف التضامن و الانسجام و التفاهم  تجسيما للعدالة الاجتماعية وضمانا لحق الجميع في التمتع بثمار التنمية.

و ما تحقق للمرأة من مكاسب باعتبارها عنصرا فاعلا في الأسرة والمجتمع وشريكا للرجل في بناء الديمقراطية وتحقيق التنمية والحفاظ على مقومات الهوية الحضارية لتونس وقيمها الأصيلة والانخراط الفاعل في مسار الحداثة.

إن التونسيين والتونسيات وهم يحتفلون في بهجة بالذكرى الأولى لثورة 14 يناير 2011 و التي أطاحت بنظام بن علي الاستبدادي  ليؤكدونعن عميق حبهم لتونس و عن استعدادهم للتضحية حتى تقف تونس على رجليها من جديد  معربين عن خدمة البلاد وعزمهم على الارتقاء بها إلى أسمى المراتب. و هكذا فان تونس تتطلع إلى تحقيق ما هو أفضل على اثر مشاركتها في المنتدى الاقتصادي العالمي في منتجع دافوس في سويسرا في 26 يناير/ كانون الثاني 2012 بمشاركة 35 رئيسا دولة وحكومة   و2.5 ألف ممثل لأكثر من 90 بلدا، و80 وزيرا ومحافظا للبنوك المركزية الوطنية و50 من رؤساء المنظمات الدولية الرائدة وغيرهم .

رضا سالم الصامت كاتب صحفي و مستشار إعلامي