صور ناطقة للتحوت والروابض 67+68
أحمد الجدع
[67]
-------------------------------
عندما أسلمت القيادة الفلسطينية أمرها للأنظمة العربية ، ورضيت أن تكون نظاماً من هذه الأنظمة استقوت على الشعب الفلسطيني وقررت أن تأخذ من كل موظف فلسطيني في الدول العربية خمسة بالمئة من راتبه (5%) وقررت أن تأخذ هذا الحسم بطريقة ديمقراطية (اختيارية) ، وكنت آنئذٍ (1965م) مدرساً في وزارة التربية القطرية ، وقد قررت الوزارة أن تصدر تعميماً لأبناء فلسطين تستفتيهم في هذا الخصم ، فأرسلت هذا التعميم إلى كافة الوزارات والهيئات والمؤسسات مؤرخاً قبل أيام من موعد الموافقة أو عدمها ، وفيه أن من يصل جوابه بعد تاريخ محدد فإنه يعتبر موافقاً .
وصل هذا التعميم لكل الفلسطينيين بعد التاريخ المحدد للجواب عليه ، وبمعنى آخر فإن جميع الفلسطينيين اعتبروا موافقين على هذا الخصم !
هذه هي الديمقراطية في مفهوم العرب ، وقد أصبح هذا المفهوم هو المعتمد عند منظمة التحرير الفلسطينية !
لا أريد أن أستمر لأن الهدف أن نبين الديمقراطية بالمفهوم الدكتاتوري !
والآن ، وبمفهوم المجلس العسكري المصري للديمقراطية نجد الأسلوب نفسه ، لك أن تختار ما تشاء ونحن نقرر ما نشاء .
المجلس العسكري في مصر هو المجلس العسكري لمبارك ، وهذا يعني أنه من فلول مبارك ، وهذا يفسر كل ما قام به المجلس من حماية الفلول والدفاع عنهم بكل الوسائل وهذا يفسر أيضاً لماذا أطلق سوزان مبارك وهي رأس المفسدين والمفسدات ، وهذا يفسر أيضاً المماطلات الجارية في محاكمة مبارك وولديه مع رؤوس الفساد الذين أبقوهم في مراكزهم القيادية ، وهذا يفسر أيضاً تعيين شرف وهو من رجال مبارك والقياديين في حزبه ... وهذا أيضاً يفسر اختيار الجنزوري الذي كان رئيساً للوزراء في عهد مبارك .
أيها الفلول ... التحوت ... الروابض ... والله متم نوره ولو كره الكافرون ... ومن تبعهم من المنافقين ...
حسبنا الله .
==========
[68]
-------------------------------
عَلِمَ ولم يُبلِّغ .
هذا قانون صدر في أثناء الحملة على الإخوان المسلمين في عهد الديكتاتورية العسكرية الأولى التي امتدت من عام 1952م إلى عام 1970م .
لم يكن هذا القانون يطارد الجواسيس والمفسدين في أرض الأجناد ، ولكنه كان حرباً على المتدينين ...
الإخوان المسلمون كانوا هم المستهدفين .
إذا كنت منتمياً إلى الجماعة فإن زوجك وأبناءك وبناتك وكل قريب لك إذا علم بذلك فيجب عليه أن يبلغ السلطات ، وإلا شرب من كأس العذاب الذي يشربه أعضاء هذه الجماعة !
وإذا كان ابنك منتمياً إليها فعليك أن تنبذ الأبوة وأن تسارع إلى إبلاغ السلطات حتى تنجو من العذاب الذي يتجرعه أبناء الجماعة ليلاً ونهاراً وسراً وإعلاناً .
لا قيمة للروابط الأسرية والعائلية ، ولا قيمة لحسن الجوار ، فالجار الذي علم ولم يبلغ له كفل من العذاب أيضاً ، فلا عجب أن رأيت الجار يفر من جاره فرار السليم من الأجرب خوفاً من أن يكون جاره صاحب دين ، فكان الجار يتجنب التعرف إلى جاره ، حتى ساد الخوف والهلع والرعب ، فأصبح المجتمع متقطع الأوصال ، جامد العواطف ، لا يعترف بحق الجار الذي وصل إلى الظن عند رسول الله r أن جبريل عليه السلام كاد أن ينزل عليه قرآناً يورثه .
عَلِمَ ولم يُبلِّغ .
أنا لم أسمع أن قانوناً مثل هذا أو قريباً منه صدر منذ آدم حتى انقلاب 1952م ، وأنا لا أعلم أن قانوناً فتك بالمجتمع المصري مثل هذا القانون .
هل كان هذا الانقلاب على الإنجليز المحتلين أم على الملك الخاضع لهم ، أم على الدين والمتدينين ... أم على الإسلام في مصر ... أم على المصريين جميعاً ...؟
حسبنا الله.