سيد القمني ومعاهدة مع أصحاب الفيل
أشرف إبراهيم حجاج - إعلامي – القاهرة
كان أبرهة الأشرم سيدا في قومه ، في اليمن ، وكان نصرانيا متعصبا إلى أقصى حد ، ورأى العرب يحجون إلى بيت الله الحرام ، فركبه الحقد والغرور ، فبنى كنيسة سماها ( القليس ) ، وأراد أن يجذب العرب ليحجوا إلى القليس بدلا من الكعبة وبيت الله الحرام . ويقال إن واحدا من العرب لوث القليس بفضلاته . فاشتعل أبرهة حقدا وزحف بفيله ومعه جيش كبير لهدم الكعبة ، ولكن الله انتقم منهم شر انتقام قبل أن يصلوا إلى بيت الله الحرام . وفيهم نزلت سورة الفيل : " أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ (1) أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ (2) وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ (3) تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ (4) فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ (5) " .
*********
وفي أيامنا يشعر من يقرأ هذه القصة بأن سيد القمني ـــ الذي يدعي كذبا أنه حصل على الدكتوراة ، وهو معروف بعداوته للإسلام وكل ما هو إسلامي ــ يردد أفكاره التي ليست غريبة عنه :
فقد دعا حكومة بلاده إلى إنشاء”كعبة” بسيناء لجميع الأديان" ليحج إليها الناس من جميع الملل والنحل من شتى بلاد العالم، طوال العام ، حتى يتم قطع السبيل على بيت الله الحرام في مكة .
وادعى أن مقترحه هذا سوف يدر على الخزينة المصرية نحو ثلاثين مليار جنيه سنويا .
ومن ناحية أخرى ، ادعى القمني أن العلاقة مقطوعة بين الإسلام من جهة ، وبين العلم والاقتصاد من جهة أخرى .
ولا ننسى أنه قد قال في وقت سابق إن " العالم بات يحتقرنا بسبب الاسلام " وأن الدعوة الى الاسلام انتهت بموت الرسول، مدللا على ذلك بقوله تعالى : " ... الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا .... " المائدة 3 .
ويؤيد القمني افتراءاته بحديثه عن خصوصية المكان الذي اختاره ليكون كنيسة ، أي مجمع للأديان بقوله :
" أخبرنا القرآن الكريم أن الله سبحانه وتعالى قد ظهر للنبي موسى في عليقة مضيئة بجبل سيناء المعروف الآن باسم جبل موسى إلى الشمال من جبل كاترين، وأنه بينهما يقع الوادي المقدس طوى الذي كلم الله فيه موسى تكليماً، وأمره بخلع نعليه عند دخوله وادي طوى، بينما لم يأمرنا بخلع النعلين في الحج للكعبة المكية، وهو المكان الذي تجلى الله فيه للجبل فجعله دكاً، وهو شأن لا تختلف عليه الديانات السماوية الثلاث ".
ويتشبث القمني لترويج دعاواه بحرية الرأي ، وكأن حرية الرأي شرعت لهدم مقدسات الدين .
وتحت يدي عشرات من المقالات والكتب كلها تكشف حقيقته وفضائحه .
ولكنا مضطرون للاكتفاء بهذا القدر ، فقد صدق الله سبحانه وتعالى إذ قال :
" قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ (10) الَّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ سَاهُونَ (11) " الذاريات .