القرآن دستورنا 2
مشروعنا السياسي 5
في آفاق رسالة القرآن الكريم
زهير سالم*
أنزل القرآن الكريم خطاب الله ، عز وجل ، للناس ، ونداءه لهم ، والتفصيل الإرشادي لأسرار وجودهم بدايته ونهايته وغايته وهدفه وكيف يمكن أن يصلح في هذا الوجود عيشهم ..
والقرآن الكريم في كلياته الكبرى هو كتاب هداية وتبصير وتنوير وتعليم وتذكير وترغيب في كل حق وخيّر وجميل ، ونهي وتحذير وإنذار وترهيب عن كل ظلم وقبيح في سياسة النفس في عالم الشعور وعالم الفكر وعالم السلوك . وعلى الصعيدين الفردي والجماعي والخاص والعام.
كثيرا ما يستهين الناس حتى المسلمون منهم بما يرسمه القرآن الكريم على مستوى الحياة الشعورية ، ويستبيحون حدوده ورسومه ، متساهلين أو متجاهلين ، ولو تتبع متتبع جولات القرآن في هذا الميدان لوجدها أصلا في رسالته ، وركنا في دعوته وهو ينادي على المؤمنين : (( وَذَرُواْ ظَاهِرَ الإِثْمِ وَبَاطِنَهُ إِنَّ الَّذِينَ يَكْسِبُونَ الإِثْمَ سَيُجْزَوْنَ بِمَا كَانُواْ يَقْتَرِفُونَ )) .
تشكل الحياة النفسية السليمة والحياة العقلية القويمة مجلى أساسيا في مجالي الدعوة ( الربانية القرآنية ) . ويتابع القرآن الكريم مطلب بناء الحياة النفسية للإنسان بعمليتين مقترنتين يسمي الأولى التزكية ( قد أفلح من زكاها ) ويضادها بالتدسية (( وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا )) . ويسمى الثانية التفكر والتعقل والتدبر وما أكثر ما ألح القرآن عليها في كثير من آياته المعجزات . وفي الوقت الذي يكثر الناس فيه الجدل والإدانة أو الإشادة حول ما يصدر عن الناس في عالم السلوك فقط كان إلحاح القرآن الكريم المتميز على العالم ( الجواني ) للإنسان ، على الإيمان والسلام مع الكون والذات والناس . فلا حقد ولا ضغينة ولا كراهية ولا حسد ولا كبر ولا عجب ولا طمع ولا أثرة ولا شره ولا حرص على دنيا مع إخلاص دائم لله وإسلام الوجه لله .
ولعل من أرجى الآيات لمعنى الإسلام في كتاب الله قوله تعالى (( بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ ..)) وذلك في الرد على من حكر الجنة أو حجرها على أتباع دينه من الذين قالوا : (( وَقَالُواْ لَن يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلاَّ مَن كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ . بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ.. )) والسياق واضح في أنه سيدخلها كل من أسلم وجهه لله وهو محسن ..وقد أكد ذلك في آية أخرى (( وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّه وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا )) . فإسلام الوجه لله هو قاعدة الإحسان كما أن الإيمان هو قاعدة العمل الصالح في كل ما أكد عليه القرآن الكريم : (( الَّذِين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ .))
كما كانت الحقيقة الكبرى التي ألح القرآن عليها هي أن هذا الكون وأكرم مافيه ومن فيه ( الإنسان ) مخلوق بالحق ، وأنه لم يخلق عبثا ولا باطلا ، ولن يترك سدى : (( وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاء وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلا ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ... ))
ينبهنا القرآن الكريم في إشارات مهمة أخرى على مطلق عِلم الخالق بالخلق، أو بالمخلوق (( أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ )) . ففي عصر الأجهزة المخترعة المركبة والمعقدة والدقيقة كثيرا ما يقول لك بعض عمال الصيانة المتخلفين : - هذه القطعة لا فائدة منها أو لا أهمية لها ؛ فيدلل بذلك على جهله أو على استهتاره .
نعلم يقينا أن الذي صمم وضع كل قطعة مهما كانت بسيطة لغاية . وهذا ما يوجزه لنا القرآن الكريم في هاتين الكلمتين (( أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ )) . اللطف الذي يتغلغل دون إحساس منا إلى أعمق الأعماق والخبرة التي تحيط بأدق التفاصيل . على كثرة تعقيبات القرآن الكريم المحكمة نجدنا هنا مشدوهين أمام إعجاز التعقيب باللطيف الخبير في هذا المقام .
إن كل الذي اكتشفه الإنسان من أوقيانوس الأسرار الربانية في جليله وعظيمه ودقيقه وصغيره ما يزال كإبرة أدخلت في بحر ، ولكن في الوقت نفسه إن كل عظيم وجليل ودقيق وصغير اكتشفه العلم الإنساني دل دائما على علم وحكمة ولطف وخبرة بحيث لا يتأتى لعاقل منصف إلا أن يقول : (( فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ))
انتفخ الإنسان بالقليل من العلم الذي أدركه من علم الله سبحانه وتعالى ، واستبد بالكثير من البشر غرورهم وزهوهم فظن البعض أن بمقدورهم الاستغناء عن الله ، جل الله ، فأعلنوا ( موت الله ) ، وجاهروا بالتمرد عليه ، ودعوا إلى صور كثيرة من إقالته وعزله وتحديد أمداء سلطانه وسلطاته في شكل من أشكال التأله عليه سبحانه وبعضهم فعل كل هذا وتمادى فيه وهم لا يشعرون ..، وهم (( وَلَكِن لاَّ يَشْعُرُونَ )) رائعة أخرى من روائع تعقيبات القرآن العظيم ، التي يمكن أن تقترح على دارس لتكون موضوعا من موضوعات الرسائل العلمية المهمة .
عندما أشار القرآن الكريم إلى قصور وانحياز الفعل البشري بصورته البسيطة (( أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الأُنثَى تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى )) كان يختصر كل النماذج البشرية المتغيرة التي تنضوي تحت هذا الأنموذج ، أنموذج أن يحدد المخلوق : مكانة الخالق ، وأمداء سلطانه ، فيقول قائلهم (( هَذَا لِلَّهِ بِزَعْمِهِمْ وَهَذَا لِشُرَكَائِنَا )) ، ( الدين لله والأرض للناس ) ( المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام ) وكأن السلام لا يقوم على الأرض إلا إذا غاب أو غيّب عنها الله جل الله . بينما في القرآن الكريم الله هو السلام حقيقة لا ادعاء (( هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ...)) والعزيز الجبار المتكبر هي الصفات المكملة للقدوس والسلام التي تلقي في روع التائهين أن الوجود الحق لا يمكن طمسه أو تجاوزه أو البغي عليه . والملك القدوس السلام المؤمن المهيمن هو أيضا حسب رسالة القرآن وعقيدة المسلمين (( وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاء إِلَهٌ وَفِي الأَرْضِ إِلَهٌ )) . هو الذي يحدد للإنسان دوائر خياراته واختصاصاته وليس العكس كما يظن أو يقدر التائهون .
أنزل القرآن الكريم كتاب هداية وتنوير وإرشاد وتعليم وتبشير وإنذار وترغيب وترهيب لكل البشر بلا استثناء (( لأُنذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ .. )) وتحمل المسلمون عبء بلاغه . وكانت خطابات القرآن الكريم العامة المفتوحة للناس كافة تحت صيغة (( يَا أَيُّهَا النَّاسُ..)) أو (( يَا بَنِي آدَمَ..)) تكاد تقارب نداءاته الخاصة للمؤمنين برسالته تحت صيغة (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ...)) التي كانت تحمل أنواعا من التوجيه المباشر للأمة المسلمة بخصوصياتها الإيمانية وقوانين عيشها التفصيلية ..
لقد تحدى هذا الكتاب الرباني العزيز العقل الإنساني والعلم الإنساني منذ لحظة بلاغه الأولى على يد الرسول محمد صلى الله أن يؤخذ عليه باطل أو خلل أو اختلاف وتناقض فيما أخبر أو بشّر (( وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ...)) بل ظل دائما يكشف للمخاطبين به آفاق آياته وحكمته وتفوقه في أنفسهم وفي الآفاق التي يبلغونها جيلا بعد (( سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ)).
ومن عالم النفس الإنسانية إلى آفاق الكون التي لم يدرك لها العقل الإنساني حتى اليوم حدا تظل آيات القرآن الكريم شاهدا عمليا علميا واقعيا على مصداقية هذا الكتاب العزيز وعلى تفرده في كل ما يأمر به ويرشد إليه .
ولقد اقتضت إرادة الله السابقة في الخلق والأمر أن يكون الإنسان ، فردا وجماعة ، سر الخلق ، وموضع أمانته . وأن يكون لانسجام هذا الإنسان مع حقائق خلقه وقوانين الوجود من حوله هو سر سعادة هذا الإنسان الصغرى ، التي اعتبرها القرآن الكريم عتبة ومدخلا إلى السعادة العظمى على اختلاف في تفسير مفهوم السعادة الحقيقية بين المناهج والعقول والقلوب . (( وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لأسْقَيْنَاهُم مَّاء غَدَقًا )) وبالمقابل (( وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا.. )) . والاستقامة على الطريقة عنوان عام يمد آثاره من عالم الفرد إلى عالم الجماعة وآفاق عيشها . وللإعراض عن الذكر كذلك صوره وأبعاده الفردية والجماعية . كما للمعيشة الضنك أبعادها الفردية النفسية والعملية وأبعادها الجماعية في أشكال وأشكال من الضنك يمكن التماسها في عوالم الإحصاءات .
وكثيرا ما يستشهد بعض أصحاب الغرور بصلوح حيوات أفراد ومجتمعات لم تعرف القرآن الكريم ، ولم تنهج نهجه ، ولم تستقم على طريقته كما يزعمون . بغض النظر عن تحرير مفهوم النجاح والسعادة الإنسانية في السياق الذي نتحدث به نرتضي دائما أن تكون مخرجات انعكاسات هذه المناهج والأنظمة والدعوات موضع الاختبار وسعادة الإنسان العام موضع التمحيص والإحصاء . خارج المنظور العملي للطريقة الربانية القرآنية ، نزعم أن الإنسان يعيش هذا العصر مؤللا ( محولا أو متحولا إلى آلة ) من قبل نظم قيمية منحرفة ، وطبقة بشرية شرهة تدفعه في سياق ما يسمى ( الرغبة – الاشباع ) فتحرم الطفل من حضن أمه ومن اسم أبيه وحسبكم وحسبنا .
لقد جاء القرآن الكريم للبشر كل البشر بطريقة للعيش تضع القواعد العامة لعيشهم الفردي والجماعي . تميز لهم بين الجميل وغيره في عالم الشعور وفي عالم السلوك وفي العلاقات الخاصة الناظمة لحياة الفرد في أسرة نبت منها ، وفي أخرى من طبيعته أن يسعى لبنائها ، كما وضع القواعد العامة للعيش الجماعي على صعيد الحي والمدينة والأمة والعالم ..
واعترف القرآن الكريم بكرامة الإنسان بوصفه الأولي ابنا لآدم (( وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ )) كرامة حازها الآدمي بأصل خلقته واستحقها ذكرا وأنثى بدون أي شرط إضافي . واعتبر الإنسان مخلوقا أصلا في أحسن تقويم كرامة من ربه الخالق ، وأنه تُرك له على سبيل امتحان الإرادة أن يختار الحفاظ على كرامته التي خلق بها أو أن ينحط عنها فيهوي مرتدا إلى جبلته الطينية في أسفل سافلين . كما أعطاه عند ولادته شهادة سلامته الفطرية و صك براءته الأولية ، فنفسه تواقة دائما للحق وقلبه لا يحمل خطيئة أحد أو وزره .
وضع القرآن الكريم قاعدة المساواة بين البشر ، كل البشر ، في الكرامة الآدمية ، وفي استحقاق الأهلية ، أهلية الخطاب ، وأهلية التكليف الرباني ، وأهلية امتلاك الإرادة والتعبير عنها ، وما يسمى اليوم الأهلية المدنية وكان سباقا للاعتراف بهذه الأهلية للذكر والأنثى على السواء .
وكما أقر القرآن الكريم المساواة الإنسانية قاعدة وجودية للمجتمع جعل العدل غاية ومطلبا وحقا لكل مخلوق حتى قرر حديث شريف أن الخالق تعالى يقتص من الشاة القرناء للشاة الجماء . وجعل القرآن الكريم (العدل) جوهرا وغاية لإرسال الرسل وإنزال الكتاب وإقامة الشرائع (( لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ. )) فقيام الناس كل الناس بالقسط هو الجوهر والغاية والمطلب ...
ونفى القرآن الكريم ( الإكراه )عن حياة الإنسان ، فأعلن بوضوح لا لبس فيه أن (( لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ .. )) . وظل الوحي الرباني الحامل لكلمات الله في حوار مفتوح مع المخالفين والمستكبرين على مدى بضع وعشرين سنة . بل في مواضع كثيرة كان القرآن الكريم يستنكر على حاملي رسالته أن يأخذهم ضيق أو حرج أو حزن من وجود المخالفين . (( وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ )) . وفي ظل شريعة الإسلام ، احتفظت هذه الشريعة دائما بحقوق المخالفين ليس في التمسك بعقائدهم وشعائرهم كما يردد البعض اليوم ،بل أيضا في التمسك بشرائعهم وقواعدهم الحياتية أيضا، وهذا ما يحرم منه المسلمون اليوم في عصر الحرية والتعددية وحقوق الإنسان من القرن الحادي والعشرين. وحتى لا توظف هذه الآية بطريقة انتقائية شاذة يجب أن نوضح أن القرآن الكريم رتب على خيار الإنسان أنواعا من الالتزام والإلزام فمن اختار الإيمان والإسلام وجب عليه الالتزام بقواعده ومن اختار العيش وسط جماعة وجب عليه الاعتراف بقانونها والنزول على أحكامها.
من عالم القلب والعقل والنفس إلى آفاق الكون وأقطار السموات والأرض إلى قواعد العيش المشترك في عوالمنا الصغرى في محيط الأسرة والمدرسة والحي والقرية والمدينة إلى عوالمنا الكبرى في مدارات الوجود الإنساني المتداخلة على أصعدتها المتعددة تهدينا كلمات الله (( بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ )) بحكمة وخبرة ولطف إلى سدرة المنتهى في تحقيق سر خلقنا وغاية وجودنا ، وجودنا الذي يلح علينا القرآن الكريم لنسأل عن سره (( أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ .))
القرآن دستورنا ... بل هو في الحقيقة دستور الخلق أجمع المنسق بين مدارات من العوالم المنفصلة المتصلة في هذا الوجود الرحب تنتظم جميعا تحت عنوان (( أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ )) وهو نداء الله الخالد للناس كل الناس : (( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ )).
* مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية