على بوابة.. الجامعة العربية
عبد الله زنجير * /سوريا
المكان : مبنى جامعة الدول العربية - القاهرة
الزمان : الأحد 18 / ذو القعدة - 16 / 10 / 2011 هـ
على بوابات الجامعة العربية في ميدان التحرير الرئيسة و الفرعية ، وفي الساعة الرابعة بتوقيت القاهرة ، كان هناك اعتصام للجالية السورية في مصر ترافق مع اجتماع وزراء الخارجية العرب المخصص لمناقشة الشأن السوري . بدأ توافد المشاركين من مختلف الأعمار و الشرائح و المناطق السورية ، من حمص و حماة و حلب و حوران و دمشق و القامشلي و الدير و الساحل ، و من جميع الأديان و المذاهب و الاتجاهات . مما شكل طاقة من الورد البشري المتنوع ، تهب أغاريده و عبيره فتخترق القلوب و العقول و الجدران السميكة لمبنى الجامعة ، شهابا لا ينطفئ ولا تعرف له مدارات ! على ذلك الرصيف تجمعت حشود السوريين - أكثر من ألف سوري - يحملون قضية الحق و الخير و الحرية لأشقائهم العرب ، و مابين جلال صوت الثورة وصرير النظام العاتي كانت هناك مرآة مضمخة بمشاهد المعاناة و الأمل ، أرجو أن أوفق بنقل بعضها :
أولا / شعاع الصفاء المنبعث من عيون الصغار و الكبار و الرجال و النساء ، باندفاع فطري حقيقي و تقديم للأهم على المهم
ثانيا / عدالة القضية السورية و الإفلات من أغلال الماضي ، كانت واضحة في الإصرار و العناد على توصيل اهم و إسماع الصوت
ثالثا / التعاطف من الشباب المصري الشقيق كان يتمظهر بالهتافات و الدعوات و اللهفة النبيلة ، منبعثا من حجرات الروح و خلايا النفس
رابعا / العديد من الأجانب المارين من الطريق اتجاه كوبري قصر النيل أو العكس ، بادروا بالمشاركة عندما علموا أن الاعتصام يتعلق بسورية
خامسا / على مدى ساعات طويلة من الوقوف و التنقل مابين بوابات الجامعة ، لم يشعر أحد بالتعب بل كان التحدي واضحا بالثبات و استشراف الأخبار
سادسا / و مع خيوط القمر في رابعة السماء الصافية ، كانت وجوه المعتصمين تنافس جمال البدر ألقا و إشراقا ، فهي تقوم بأشرف الأدوار على شرفات العيون العربية
سابعا / اختصر المندوب السوري الرسمي للجامعة ( يوسف الأحمد ) المشهد الوطني أثناء خروجه السريع ، بتوجيه إشارة قبيحة من يده القبيحة نحو أبناء بلده المتجمعين في المكان
ثامنا / المشاركة الطيبة من أعضاء في المعارضة السورية و المجلس الوطني ، كان له أبلغ الأثر في معنويات المعتصمين و تجاوبهم السريع
تاسعا / التغطية الممتازة من وسائل الإعلام المرئية و المكتوبة ، تدلل على وجود الضمير الحي لمنسوبي الصحافة العربية ، و اهتمامهم الأكيد بمسار الثورة السورية
عاشرا / التنافس في خدمة الفكرة و قرع آذان الرسميين و الدبلوماسيين ، قابله إيثار غير مسبوق في الحديث و الترشيح له و سد الثغرات المفترضة ، و التعامل مع مسؤولي الأمن
و بغض النظر عن تقويم النتيجة الرسمية لاجتماع الوزراء العرب ، والتي أيدها البعض و عارضها آخرون ، فإن الواضح تماما من آراء و رؤى الناشطين السوريين ، استحالة العودة للوراء بأي شكل من الأشكال ، و أن الذاكرة السورية لن تختم ثانية بالشمع الأحمر ، و أن ( سورية ) على موعد مع الحرية القادمة
ملحوظة : ولا يزال الاعتصام مستمرا حتى تاريخ كتابة هذه السطور ، و حتى إيجاد حل مشرف لقضية الشعب السوري العظيم.
* عضو رابطة أدباء الشام