زينب الحصني البطلة الشهيدة من حمص الأبية
زينب الحصني
البطلة الشهيدة من حمص الأبية
د.عبد الغني حمدو /باحث وأكاديمي سوري
قطع متجاورات من جنات عدن , أصلها من جسد طهور واحد , تحمل روحاً واحدة , لو نظرنا لمحنتها , لاستطعنا نثر الكلمات ولن تفنى في مدحك يازينب ورثائك يابنة الكرام , أتخيل وأسرح في الخيال , لأجد سبباً في تمزيق جسدك الطاهر البريء , يقف أمامك مجموعة قذرة من أقذر خلق الله تعالى , يهددونك ويضربونك والدم من جسدك الطاهر يخرج عبقاً معطراً بريح الجنة فمنها خرجتِ أول مرة وإليها عدتي يابنة أخينا الغالية , الذين كانوا يعذبونك , فهم كالصراصير يموتون من الرائحة الطيبة والتي كانت تفوح من دمك الطاهر , أرادو التخلص منك , حاولو واستعملوا معك كل أنواع التعذيب والترهيب , يقولون لكي
أين أخوكي محمد ؟
قولي لنا أين هو ونحن نطلق سراحكي فوراً
لن تجد عند الفتاة مخلوق أغلى عندها من أخيها , وعندما يكون الشقيق بطلاً رائعا شجاعاً فالذي يحمل صفات كالتي يحملها محمد , فالأخت تموت آلاف المرات ولن تكن سبباً في مقتله
شوهوا جسدها الطاهر , واستعملوا بحقه النار والحديد والجلد والتعذيب وسلخ الجلد , فهيهات هيهات أن ينال هؤلاء المجرمون اعترافاً مهما كان صغيراً عن أخيها محمد
لايمكن لأحد من الرجال أن يتحمل العذاب إلا ويعترف بما يريده الجلاد , ولكن المرأة إن أرادات أن لا تعترف فلا توجد قوة في الدنيا ترغمها على الاعتراف
صمدت صمود الجبال , وقطعت يدها وهي حية وقطعت الأخرى وفصل جزعها وهي مصرة على موقفها فداك نفسي ياأخي , سألقاك في جنة عرضها عرض السموات والآرض عند رب كريم , أوصالها تنزع منها جزءاً جزءاً , وأخيراً لم يجدوا بعدها إلا هامتها العالية ففصلوها عن جسدها الطاهر
سلمت روحها لله , وهي بكبرياء وعزة وكرامة , المهم لم تقل مايريده هؤلاء المخلوقات والتي لم تعرف لهم البشرية مثيلاً إلا عند من شابههم في العراق من الميلشيات المجوسية هناك
أكيد ياشهيدتنا زينب , أخاكي والذي فديت نفسك وجسدك الطاهرالمقطع لحمايته فلم يستطع الإنتظار والحياة بعدك فلحق بك إلى عند رب كريم أحياء عنده ترزقون
رحمكما الله تعالى ونفع الأهل والمقربين منكم في الأخرة , وجعل مثواكما مع النبيين والصديقيين والشهداء , ومكننا الله تعالى من أن ننتقم من قاتليكم وقاتلي من سبقوكم والذين لم يلحقوا بكما من خلفكم
هذا هو نموذج حي واضح للجميع عن مجموعة من أخس وحوش الأرض ,وحتى الوحوش كلها تأنف عن صفات كصفات هذا النظام والذي حكم سورية لخمسة قرون مضت , وهنا السؤال لكل ذي لب في وطني الحبيب , والذي لم ينطق بالحق بعد مع الأحرار الثائرين :
فأي حياة ترتقب العيش فيها في ظل قذارة كهذه ؟
أهالي حلب المدينة هل ستكون أعراضكم محمية ؟
أم أن كل امرأة منكم معرضة لأن تكون كزينب الحصني رحمها الله تعالى
وهل أبناؤكم في منأى عن مصير أخيها الشهيد البطل الحي عند ربه
مامعنى الحياة إن الكرامة أصبحت تحت الأقدام ؟
ألم يحن الوقت ياأبناء حلب الشهباء لكي تخرجوا من طوق الخوف والذل والعبودية وتلتحقوا بالثورة والعزة والكرامة ؟
وأنتم ياأحقر الناس والذين يقتلون ويعذبون ويغتصبون , فكروا في أبنائكم وفي أنفسكم , وفي حياتكم , فالثورة ماضية ولن تقف حتى تنتصر , بإذن الله شئتم أم أبيتم , وكل مجرم منكم صار معروفاً , فعقابكم لن يكون أقل من عقاب الشهيدة زينب الحصني ,وستعودون إلى ربكم بحيث هناك لايعذب عذابه أحد ولا يوثق وثاقه أحد
فلن يحميكم بثار ولا من حوله , وسيهربون ويقولون نسأل الخلاص فقط , وأنتم من ستقعون قبلهم ولكن كذلك قادتكم المجرمون لن ينجوا أبداً
هي قصة البطلة زينب الحصني فليست الأولى وأرجو من الله أن تكون الأخيرة , ولكن انتقامنا منكم سيكون أعظم وأشمل وما عليكم إلا أن تتبرؤا منه حتى لايصل إليكم الانتقام , والحلقة تضيق عليكم ولن تجدوا بعد قليل من سيرحمكم , فانتقام الحليم انتقام لاحدود له , فأين المفر بعدها؟