وسام الطفولة

طفل سوري يتعرض للتعذيب

لأنه رفض الركوع لصورة بشار

غرناطة عبد الله الطنطاوي

[email protected]

طفل لا كالأطفال، قوي الإرادة متّقد الذهن، يجلس مع الكبار، لأنه كبير في عقله، نقي في سريرته.

سمع كثيراً عن ظلم بشار وأعوانه، ورأى بأم عينيه القتل والتعذيب والتنكيل بالكبار والصغار، حتى الأطفال الرضّع لم يسلموا من أيدي جلاوزة النظام الأسدي العتيد.

خرج كما يخرج الكبار، مطالباً بحرية مستباحة وكرامة مهدورة، بعزم أكيد وإرادة صلبة فولاذية لا تنصهر.

أمسك بهذا الطفل الكبير أحد صناديد العرب ممن يلبسهم النظام في قدميه، وجرّه كما تُجرّ الغنمة إلى المسلخ.

رماه أرضاً.

وركله بقدميه الغليظتين على رأسه وصدره هنا وهناك، وكأن ثأر قديم بينه وبين هذا الطفل البريء.

أنّ الطفل بصوت خفيض حتى لا يشمت به هذا الصنديد العتيد.

رمى أحد الجلاوزة بصورة بشار أمام هذا الطفل الكبير، وما أدراك ما بشار؟!!

حمل وديع تكالبت عليه الأطفال والنساء والشيوخ، يريدون خلعه عن كرسيه الوثير، وهو بكل براءة يردّ على وحشيتهم هذه بلطف وأدب جمّ يُحسد عليه، ولكن هؤلاء الحمقى لا يفهمون وداعة بشار هذا.

لأنهم وبكل بساطة لا يحبونه.

حسناً..

لا يحبونه ولكنهم عليهم أن يعبدوه ويمجدونه.. ويسبحون بحمده صباح مساء

عليهم أن يلعقوا حذاءه وعليهم أن يتلذذوا بهذا اللعق، فيكفيهم فخراً أن سمح لهم بلعق حذائه.

فهو الممانع على مدار أكثر من أربعين عاماً من أن تمسح إسرائيل حذاءه.

ولكنه لم يمانع أن يمسح شعبه حذاءه.

فهو الكرم الحاتمي أباً عن جد..

طلب هؤلاء الجلاوزة من البطل الصغير أن يركع لصورة بشار..

لكن البطل الصغير رفض هذا الركوع بكل إباء..

ازداد الركل والضرب وهم يضعونه فوق صورة بشار كي يركع أمامها..

لكنه بإباء قوي يعجز عنه الرجال أبى مرة ثانية وعاشرة..

وعندما قدموا صورة بشار إلى وجهه كانت الطامة الكبرى..

على من ؟؟

على بشار وأعوانه..

فقد جمع الطفل الكبير من ريقه ما قدر على جمعه..

وبصق بكل شجاعة في وجه صورة بشار..

جنّ جنون الجلاوزة فأفرغوا شحناتهم السادية على رأس هذا الطفل الكبير.