مراجعات في مسيرة العمل الإسلامي المعاصر 21

مراجعات في مسيرة العمل الإسلامي المعاصر

-21-

د. موسى الإبراهيم

[email protected]

الساحات الإسلامية ليست سواء ومناهج العمل الإسلامي كذلك

حوار مع صحيفة النهضة الجزائرية

على هامش أشغال ملتقى النهضة الدولي انتهزنا فرصة وجود الشيخ موسى إبراهيم الإبراهيم وكان معه الحوار التالي:

س1: الشيخ موسى إبراهيم بحكم وجودكم في الجزائر نود أن نعرف على الأقل وجهة نظركم فيما يتعلق بالوعي السياسي: مارأيكم في النضج السياسي على الساحة الإسلامية عموما ومامدى تفاعل هذا النضج مع تغيير الواقع لما هو مطلوب؟

ج1: نحن فرحون جداً بوجودنا في الجزائر ثم أنا شخصياً من المتفائلين بالمستقبل ولست من المتشائمين منه، الأمة في بداية تغيرات كثيرة، الأمة الإسلامية بشكلٍ عام، والصحوة الإسلامية تفرض وجودها والوعي والنضج السياسي يتنامى بفضل الله عز وجل سواء هنا في الجزائر أو في مناطق أخرى كالسودان ومصر والأردن وأفغانستان وباكستان وغيرها فنحن نعيش عصراً فيه كثير جداً من المعوقات والعقبات ولكن فيه كثير من الإشراقات أيضاً. والوعي السياسي ينمو بفضل الله  عزوجل ولكن مازال في البداية ويحتاج إلى كثير من الحوار حتى ينضج وحتى يتكامل، عموماً يجب ولا- أقول ينبغي أن نتفاءل- يجب أن نتفاءل والمستقبل للإسلام بإذن الله تعالى.

س2: الشيخ موسى، هناك نظرتان لإقامة الحكم الإسلامي: نظرة أولى هي قناعة البعض بأن العمل السياسي بالوسائل المكافئة بنفس النظرة الغربية- الصراع البرلماني- للوصول إلى الحكم. بينما يرى البعض أن إعداد قاعدة إسلامية صلبة من الرجال هو الكفيل بالوصول إلى الحكم، نود أن نعرف وجهة نظركم هل يمكن اتباع السبيل الأول أم الثاني أم يمكن الدمج بينهما من أجل الوصول المضمون إلى الحكم.

ج2: الواقع أن القضية تتعلق بترتيب وتحديد أولويات العمل الإسلامي وأنا لي وجهة نظر قد أتكلم عنها حين تتاح لي الفرصة أن أولويات العمل الإسلامي تختلف من بلد إلى آخر ومن مكان إلى آخر ومن بيئة إلى أخرى. فقد تكون أولويات العمل الإسلامي في هذا المجال أو غيره لا تحتمل إلا الجهاد أو القتال والتضحية والشهداء كالوضع في أفغانستان مثلاً أو بداية الإنتفاضة مثلاً لا يجدى غير ذلك وقد يكون بلد آخر له ظروفه وله مناخه الذي فيه هامش واسع من الحرية بقدرة الإسلاميين أن يستخدموا الطرق السلمية والإقناعية والحوار والحجة فيصلوا إلى ما يستطيعون فقضية تحكم السلطات في الأمم والشعوب ومقدار ماتتيح لها من حريات أو كبت أو استبداد لا بد أن ينعكس بشكل أو بآخر على هذا التوجه في التغيير، فالقضية أنه ليس هناك أسلوب معتمد يجب أن يعمم على العالم وإنما لكل بلد ظروفه ولكل توجه في التغيير إمكانياته المتاحة وليس هناك قاعدة مطردة يجب أن تتبع، والله أعلم.

س3: هناك تجارب إسلامية كثيرة في العمل التربوي لكن التجارب السياسية قليلة، فما هي في نظركم السباب الحقيقية أو الجوهرية لقلة التجربة السياسية الإسلامية، طبعاً عند الحركات الإسلامية العالمية الكبرى أو على الأقل الحركات المتمكنة في في بلادها؟

ج3: لعل أهم السباب والله أعلم:

أن الطرح السياسي من الجماعات الإسلامية طرح لا يعد له قدم كثير وإنما هو بعد سقوط الخلافة الإسلامية وكانت جماعة الإخوان المسلمين هي الرائدة في هذا ثم تشعبت مدارس كثيرة ولعلنا ينبغي أن نتطلع بشيء من الإهتمام الآن إلى التجربة السودانية وتجربة الجبهة القومية فعندهم من النضج السياسي العملي ما ينبغي للحركات الإسلامية أن تستفيد منه كثيراً. أقول هذا بشيء من التأكيد. الجبهة الإسلامية القومية في السودان ينبغي أن تتابع الخطوات السياسية لأن عندهم نضج سياسي طيب ومعقول وجيد ونتفاءل خيراً بوضع الحركة الإسلامية في الجزائر حيث نرى لها أيضاً توجهات طيبة ومعقولة في هذا المجال.

س4: أنتم مع تعميم التجربة السودانية على جميع بقاع العالم الإسلامي؟

ج4: لا أقول تعميم وإنما تجربة رائدة يجب أن يستفاد منها حيث أن لكل بلد ظروفه التي قد لاتتناسب معه، وهذه التجربة صالحة للإستفادة بشكل جيد.

س5: لو سألناك سؤالاً فضولياً نوعاً ما. من ترشحون- كداعية لكم باطلاع واسع على العالم الإسلامي- لريادة العالم الإسلامي مستقبلاً ولو في العقد القادم؟

ج5: الزمن لا يتسع لترشيح الأشخاص وإنما لترشيح الجماعات ولعل الجماعات الإسلامية تحتاج أيضاً الى قبول التعددية التي لا بد منها.

ولعل فكر الأستاذ البنا رحمه الله هو الفكرالأكثر نضجاً على أن يتم التعاون والتنسيق بين جميع العاملين المخلصين الذين ليس لهم ولاءات  منحرفة ، كما لا بد من العمل المؤسسي بدلاً من العمل الشخصي.

بارك الله فيك.