إيران تسعى إلى تحقيق أطماعها التوسعية في الوطن العربي من خلال استغلال الدين والتلاعب بمشاعر المغفلين الدينية
إيران تسعى إلى تحقيق أطماعها التوسعية
في الوطن العربي من خلال استغلال الدين
والتلاعب بمشاعر المغفلين الدينية
محمد شركي
لا يمكن أن تنسى الدولة الفارسية أبدا أن الإسلام الذي كان منطلقه من شبه جزيرة العرب قد وضع حدا لإمبراطوريتها إلى الأبد . ولقد ظلت النزعة الشعوبية تحرك مكامن الحقد على العرب في نفوس الفرس عبر التاريخ . ولقد وجدت هذه النزعة العرقية العنصرية ضالتها في عقيدة التشيع الضالة المنحرفة عن عقيدة الإسلام السمحة ، والتي ترى أن دين الإسلام هو إمامة مرتبطة بالسماء إلى نهاية العالم مهدت لها فترة نبوة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم المنتهية حسب زعمها في غضون ثلاث وعشرين سنة . واستغلت هذه العقيدة المنحرفة آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أبشع استغلال ، لتمرير فكرة الإمامة ،علما بأن آل البيت براء من الأطماع السياسية التي تحرك دعاة التشيع ، وهي أطماع يخفونها ويموهون عليها بنسبة الإمامة للأطهار المنزهين عن عرض الدنيا الزائل ، وعن ودرن السياسة .ويعتمد دعاة التشيع في نشر عقيدتهم الفاسدة على نصوص كاذبة لا تثبت أمام تحقيق المحققين من أهل العلم بالحديث من أجل تمرير فكرة الإمامة وجعلها جزءا من دين الإسلام . ومن أجل تمرير هذه الفكرة يحرص دعاة التشيع على اختلاق مظلمة طالت حسب زعمهم آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتهم بها خيرة الصحابة الكرام رضوان الله عليهم وعلى رأسهم ثلاثة من الخلفاء الراشدين الذين يعتبرون في نظرهم من مغتصبي الخلافة التي يجب أن تكون قطعا إمامة منحصرة في آل البيت دون سواهم على حد زعمهم . ويكفر ويؤثم دعاة التشيع كل من أنكر الإمامة التي ينادون بها ، وقد كفروا وأثموا العديد من صحابة رسول الله رضوان الله عليهم ، ولقنوا أتباعهم من المغفلين والحاقدين على حد سواء لعن هؤلاء الصحابة وشتمهم وسبهم، وأوعزوا إليهم أن ذلك من صميم التدين الصحيح ، وأنه واجب ديني انتصارا لآل البيت رضوان الله عليهم أجمعين ، ويتولى عمائم السوء من دعاة التشيع لعن الصحابة فوق منابر السوء لإقناع الأتباع بصواب ما يقترفون في حق الصحابة الكرام. ومما استغله دعاة التشيع مقتل سبط النبي الكريم الحسين بين علي رضي الله عنهما علما بأن مقتله كما سجلت كتب التاريخ ذلك كان بسبب غدر من ادعوا مشايعته ، وقد غرروا به وتخلوا عنه ليكون ضحية حكام بني أمية . ويتخذ دعاة التشيع من حادثة مقتل الحسين رضي الله عنه ذريعة لإلحاق تهمة قتله بكل من لا يؤمن بعقيدة التشيع ، كما أنهم يربطون بين قتله وبين ما يعتبرونه سطو الخلفاء الراشدين الثلاثة الصديق والفاروق وذو النورين على الخلافة بعد موت رسول الله صلى الله عليه وسلم لمنع الإمامة على حد زعمهم ، ويجعلون مقتل الحسين منعا للإمامة أيضا . ويراهن دعاة التشيع على العواطف الجياشة للمغرر بهم من الأتباع المغفلين والبسطاء عن طريق إقامة المناحات وتجمعات الندب واللطم ، ويحرصون على جعل فاجعة مقتل الحسين رضي الله عنه دائمة ومستمرة للمحافظة على اشتعال جذوة هذه العاطفة التي تقوم على التباكي الكاذب على سبط النبي عليه السلام لبث الشعور بالحقد الأسود على من لا يدين بالتشيع واعتباره شريكا في جريمة قتل السبط رضي الله عنه . ويلقن أتباع دعاة التشيع الحقد الأسود على المسلمين من أهل السنة والجماعة في محافلهم وتجمعاتهم حتى صار أهل السنة والجماعة أعدى أعدائهم في كل مكان خصوصا في الوطن العربي . وعلى غرار ادعاء دعاة التشيع الحق في الإمامة بعد النبوة دينيا يدعون الحق في الحكم سياسيا بل يبررون الحق في الحكم بالحق في الإمامة ، لهذا تنصب إيران منذ حكم الصفويين نفسها وصية على الإمامة لتحقيق حلم الإمبراطورية الفارسية البائدة التي أبادها الإسلام . واختلق دعاة التشيع خرافة اختفاء الإمام من آل البيت وغيبته التي بدأت صغرى وصارت كبرى بعد تراخي الزمن وانكشاف اللعبة من أجل فرض وصايتهم عن طريق حيلة ولاية الفقيه الذي ينوب عن الإمام خلال غيبته التي طالت . ويلقنون أتباعهم فكرة عودة الإمام بعد غيبته والدعاء بتعجيل فرجه وجعل ذلك اعتقادا راسخا لديهم من أجل تبرير ولاية الفقيه وإخضاع الأتباع لها ، وهي ولاية تضمن تحكم دعاة التشيع في مقاليد الأمور وفي السياسة باسم المقدس وباسم الدين ، وهو ما لا يمكن أن ينازعهم فيه منازع وإلا اتهم في الاعتداء على الإمام والتورط في مقتل سبط النبي عليه السلام . واشتغلت دولة إيران بعد ما سمته ثورة إسلامية على بث الفكر الشيعي في أقطار الوطن العربي من أجل خلق طوابير خامسة تابعة لها لزعزعة استقرار هذه الأقطار من أجل تحقيق أطماعها التوسعية وإحياء حلم الإمبراطورية الفارسية البائدة . وقد تمكنت دولة إيران من خلق طابور خامس في دولة لبنان العربية وهو حزب اللات الذي يركب المقدس ويتظاهر بمقاومة الاحتلال الصهيوني تمويها على الأطماع غير المعلنة لإيران ، وقد صار هذا الطابور يشكل دولة داخل الدولة اللبنانية ، وكل من يرفض وضعه غير المقبول يتهم بمعاداة المقاومة المقدسة ومعادة سلاحها المقدس . ويوظف هذا الطابور الخامس الإيراني حاليا في الاعتداء على الشعب السوري المنتفض ضد الحكم الديكتاتوري المستبد . وقد تأكدت أطماع دولة إيران في سوريا بدعوى حماية الممر إلى لبنان حيث يوجد طابورها الخامس الذي أضحى مصدر تهديد لاستقرار أقطار الوطن العربي وقد تورط في العراق وفي اليمن . وجاءت أحداث اليمن لتؤكد أطماع دولة إيران في الوطن العربي كما كانت الإمبراطورية الفارسية قبل أن يهدم أركانها الإسلام ليقيم العدل محل الجور الذي كان فيها وفي بلاد العرب التي كانت تابعة وخاضعة لها . ولم يتردد بعض المسؤولين في إيران في التعبير عن حلم استرجاع مجد الإمبراطورية الزائلة ،كما أنهم يعتبرون التدخل في أقطار الوطن العربي عن طريق طوابيهم الخامسة مثل حزب اللات والحوثيين دفاعا عن أمنهم القومي . ومن أجل التمويه على أطماعهم يتهمون من يرفض سياستهم التوسعية بالولاء للغرب وللشيطان الأكبر ويرمونه بالعمالة والخيانة ، ويلحقونه بمغتصبي الخلافة وبالمتهمين بمقتل سبط النبي عليه السلام . ويوهم دعاة التشيع أتباعهم من المغرر بهم والمندفعين عاطفيا أنهم يمثلون جناح المقاومة والجهاد والدفاع عن الإسلام ، وأن غيرهم خونة وعملاء يجب التخلص منهم والتنكيل بهم ، وذلك من صميم عقيدة التشيع ومن صميم التدين حسب زعمهم . وتحاول دولة إيران خلق طوابير خامسة في كل أقطار الوطن العربي كما فعلت في لبنان واليمن والبحرين ، وتبدأ فكرة الطوابير الخامسة في شكل جماعات تطالب بحق التدين ثم تصير بعد ذلك الآمرة الناهية بعد تسليحها وتسليطها على من يعارض تشيعها . ولقد بثت دولة إيران سماسرة لها في الدول الأوروبية يقومون بالدعوة إلى التشيع في أوساط الجاليات العربية في هذه الدول لتتخذ من هذه الجاليات وسيلة لنشر عقيدتها الفاسدة في أقطارها تمويها على أطماعها . ويحاول سماسرة إيران جعل من يتصيدونه من المغفلين والبسطاء جماعات ضغط تطالب بلدانها بالحق في حرية التدين أو التشيع لتكوين الطوابير الخامسة التي تصير بعد ذلك وبالا على أقطار الوطن العربي . وتحاول إيران زعزعة الأمن والاستقرار في مغرب الوطن العربي على غرار ما فعلت في مشرقه تحقيقا لأطماعها التوسعية . ولقد ثبت تاريخيا أن مغرب الوطن العربي كان دائما يتصدى للمد الشيعي الذي كان يحاول بين الحين والآخر التغلغل فيه ، وكان فقهاء وعلماء أهل السنة والجماعة يتصدون لهذا المد ، وقد قتل منهم العديد . وعلى أنظمة وشعوب البلاد العربية التنبه إلى خطورة الزحف الشيعي خصوصا عن طريق الضحايا الذين تم التشويش على عقيدتهم السنية في دول أوروبية ، وتحولوا إلى أبواق دعاية لنشر الفكر الشيعي في أقطارهم . وعلى الجميع التنبه إلى حيلة المطالبة بحرية العبادة لتمرير وباء التشيع الناخر لجسم الوطن العربي . وعلى الجميع الانتباه أيضا إلى سكوت العالم الغربي وغضه الطرف عن التوسع الإيراني في الوطن العربي في إطار المصالح المتبادلة على حساب الأمة العربية.