مراجعات في مسيرة العمل الإسلامي المعاصر 20

د. موسى الإبراهيم

[email protected]

التجارب الميدانية للجماعات الإسلامية المعاصرة في الميزان:

  - التجارب كثيرة ومتنوعة نظراً للظروف والمناخات التي تعمل فيها كل حركة وبحسب هوامش الحرية المتاحة , وبحسب القدرة على المناورة وسط التيارات المختلفة.

- معظم هذه التجارب تندرج تحت باب المتغيرات في العمل الإسلامي لأنها من قبيل الوسائل وهذه

   شأنها /المرونة والتنوع والتغير/.

- ولابد من التأكيد على أن اجتهاد القيادات الإسلامية ومدى قدرتها على فهم الواقع وفقه الموازنات

   والمقاصد له دوره في نجاح تلك التجارب أو فشلها.

- وهذه الدراسة مجردة من النسبة الدقيقة لأصحاب التجارب إلا عند الضرورة لأن القصد العبرة

   والفائدة .

- وإنها إشارات سريعة تحتاج إلى مزيد من التأصيل والتحليل .

أولاَ : ممارسة اللعبة الديمقراطية :

1- الديمقراطية : بمعناها الغربي والعلمي/ حكم الشعب نفسه بنفسه وهو مصدر السلطات جميعاً.

*- هذا المعنى مرفوض في الإسلام لأن مصدر السلطات هو نصوص الشرع وفق منهج

    أصولي استنباطي ... ولا دخل للشعب في ذلك.

2- الديمقراطية بمعنى الحرية والبعد عن الاستبداد, وأن يعطى الشعب حقه في اختيار الحاكم ويراقبه ويحاسبه  فهذا أمر لا غبار عليه وهو عندنا في الإسلام يندرج تحت مسمى الشورى * والقول الموجز في هذا الباب:

أن الديمقراطية ليست منهجاً إسلامياً ولكن الأنظمة الديمقراطية قد تتيح للمسلمين حرية التحرك بدينهم أكثر من الأنظمة الديكتاتورية الاستبدادية.

-       غير أن التجارب أثبتت أن الديمقراطية مقبولة عند كثير من القيادات السياسية ولكن بشرط أن لا توصل المسلمين إلى موقع القرار أو قريباً منه وإلا فهي ديكتاتورية وإرهاب .

-       ومع جميع ذلك فيوم يخير المسلمون بين الديمقراطية والاستبداد فهم يختارون الديمقراطية لأنها أقرب إلى الروح الإسلامية .

3- تجربة الحركة الإسلامية مع الديمقراطية :

1-  الإخوان المسلمون في مصر :

- البنا رحمه الله رشح نفسه للبرلمان المصري عام 1942 إلى أن استدعاه رئيس الحكومة مصطفى النحاس وطلب منه التنازل عن الترشيح وإلا فسيضطر لحل الجماعة ومؤسساتها وبعد التداول بين الإمام البنا ومكتب الإرشاد تم الرأي على التنازل .

- 1984 – 1987 دخل الإخوان في مصر البرلمان بالتحالف مع أحزاب الوفد والعمل والأحرار

- 1992 ترشح من الإخوان 170 أخاً للبرلمان وقفت الدولة في وجههم واعتقلت 79 منهم وحولتهم

   للمحاكم العسكرية .

*- وإن هذا الحال بذاته يعد مكسباً للحركة الإسلامية ويظهر رصيد الحركة الذي تهابه

    السلطات دائماً .

2-  في السودان :

-       1984 شارك الإسلاميون في  البرلمان بعد ثورة رجب وقد تحالفت يومها الأحزاب القومية واليسارية لإسقاط الترابي وقد تم لهم ذلك - ويعد هذا نصراً للترابي وللحركة أيضاً .

3- في سوريا :

- 1946 قرر المؤتمر السادس للجماعة دخول البرلمان .

- 1947 دخل الإمام السباعي رحمه الله البرلمان السوري.

- 1949 شارك السباعي في انتخابات الجمعية التأسيسية وكان نائباً لرئيس المجلس.

- 1956 خاض السباعي الانتخابات التكميلية ضد رياض المالكي وتدخل الجيش لصالح المالكي

   وأسقط السباعي رحمه الله.

- 1961 في عهد الانفصال دخل الإخوان البرلمان ( بعشرة مرشحين ) بقيادة الأستاذ عصام العطار

  حفظه الله.

- 1963 بعد الانفصال دخل مجموعة من الإخوان البرلمان منهم عصام العطار - الشيخ أبو غدة

  رحمه الله - مصطفى الزرقا - الشيخ محمد علي مشعل - زهير الشاويش - عمر عودة الخطيب

  رحمه الله .

* يقول المفكر الإسلامي راشد الغنوشي : تعتبر الحركة الإسلامية في سورية من أنشط التيارات الإسلامية وأعرقها في المنظمة العربية وخلال فترة قصيرة للديمقراطية دخلت البرلمان وشاركت الحكم قبل أن ينقلب العسكر بقيادة حزب البعث عام 8 / 3 / 1963 على التجربة الليبرالية .

4-  في اليمن :  كانت تجارب ديمقراطية في التسعينيات .

5-  في تونس : كان لهم مشاركة برلمانية في الثمانينيات .

6- في الجزائر : كان لهم مشاركة برلمانية في التسعينات .

7- في تركيا : كان لهم تجارب ديمقراطية متعددة .

8- في الأردن : كان لهم تجارب ديمقراطية متعدد .

4- تقويم التجربة الديمقراطية :

1 – لم تحقق طموحات الحركات الإسلامية التي شاركت فيها .

2- أثبتت سماحة الإسلاميين ومرونتهم وقدرتهم على استيعاب الظروف المحيطة .

3 – تأكد للجميع أن الدول الكبرى وأذنابها لن تسمح للإسلاميين بالوصول إلى موقع القرار

    من خلال الديمقراطية مهما كلفهم ذلك من ثمن ومن أدلة ذلك :

  - تهديد البنا لينسحب من الترشيح .

  - إسقاط الدكتور السباعي وتزوير الانتخابات على الملأ .

  - إسقاط الدكتور الترابي .

  - تزوير الانتخابات في تونس .

  - إلغاء نتائج الانتخابات في الجزائر .

  - حل حزب السلامة والرفاة في تركيا وإسقاط قياداته وإبعادهم من كراسي الحكم رغم الانجازات

    التي حققها أربكان و تلاميذه .

والخلاصة : على الجماعات الإسلامية أن تستفيد ما وسعها الأمر من مناخ الديمقراطية مع البحث عن بدائل أخرى وألا تحصر نفسها في مسار واحد قد لاتصل منه إلى أهدافها .

ثانياً : التحالفات السياسية مع الأحزاب القومية والعلمانية

1- المناخ العام وضرورة التحالفات .

-       التحالف خيار مرحلة وتحرك إيجابي

-       بعد نقاشات وحوارات داخل الحركة الإسلامية انقسم الرأي إلى مذهبين :

الأول : الاتجاهات السلفية لا ترى جواز التحالف وتنكره بشدة .

الثاني : الكثرة الواعية من قيادات الجماعات الإسلامية أقرت هذه التحالفات وأنها من قبيل المصالح

         والموازنات التي لها ضوابط الشرعية .

2- نماذج من التحالفات .

      - الإخوان في مصر : تحالفوا مع الوفد والعمل والأحرار على فترات متقطعة .

      - الإخوان في سوريا : تحالفوا مع سائر الأحزاب عام 1982 وكان ميثاق التحالف يؤكد على

         تحكيم الشرعية الإسلامية ورضي يومها الجميع بذلك, ثم سرعاً ماانقلبوا وتغيروا بعد أن

         ضعفت الحركة الإسلامية وقل نفوذها .

      - في السودان : تحالفت الحركة مع القوى السياسية المناهضة لنظام عبود العسكري,

        وتحالفوا مع الحزبين الأنصار والديمقراطي ما بين 1970 – 1976, وصالحوا نظام نميري

        وتحالفوا استراتيجياً مع الاتحاد الاشتراكي .

      - في تركيا: تحالفت الحركة مع حزب الشعب عام 1973 ودخلت الحكومة بسبع وزارات

        يومها وكان أربكان نائب رئيس مجلس الوزراء, ثم تحالفت مع حزبي العدالة

        والحركة الديمقراطية عام 1977 .

3- التجربة في الميزان :

      - لابد من وضع ضوابط شرعية للتحالفات. 

      - لابد من إيجاد مرجعية مؤسسية لاتخاذ القرار في التحالف أو رفضه وعدم الركون إلى قرار

         الأفراد وحدهم .

      - لابد من حسن تقدير الموقف وإدرال المصلحة في التحالف أو عدمه والقضية هنا

         قضية موازنات بضوابطها الشرعية .

      - قد يكون التحالف خياراً إيجابياً ولكنه يعتمد على حنكة القيادات وحسن توظيفها لهذا الخيار.

      - لابد للحركة الإسلامية التي تدخل في تحالفات سياسية من أن يكون لها قراءاتها ومراجعاتها

        الدائمة للموقف حتى تتخذ من القرارات ما يكافئ المرحلة والحالة التي تمر بها فليس

        التحالف ضربة لازب ولا هو حتماً مقضياً لا خيار فيه فقد يحسن التحالف في مرحلة ويقبح

        في مرحلة أخرى وقد تدخل الحركة تحالفات ثم ترى ضرورة الخروج عنها بحسب رؤيتها

        ومصالحها عبر المسيرة الميدانية .

ثالثاً : تجسير العلاقات مع الأنظمة الحاكمة .

1- العلاقات المتوترة بين الجماعات الإسلامية والحكام وفقدان التوازن قضية لابد لها من حل .

2- لابد من ضوابط لتنظيم العلاقة مع الحكام وحبذا أن تراعى الأساسيات التالية:-

      * أساسيات في التفاعل مع الأنظمة الحاكمة:

      أ – الصراحة والوضوح .

     ب – إشاعة الطمأنينة والتأكيد على أن الحركة الإسلامية ليست خطراً على الحكومات بل هي

          عامل استقرار وأمان للأمة .

     ج – المحافظة على أهون الشرين قاعدة شرعية يجب أن تأخذ مداها في اتخاذ الموقف من

          الحكام فليس الحكام في مواقفهم مع الحركات الإسلامية سواء، ويجب أن يكون موقف

          الحركات الإسلامية كذلك .

       - يقول الشيخ سعيد حوى رحمه الله : إذا وجد حكام مسلمون يحققون مصالح شعوبهم على

          ضوء الشريعة الإسلامية فالمفروض أن يكون هؤلاء الحكام أصدقاءنا وأن نوالي نصحهم

          ونخلص لهم , جند الله تخطيطاً ص26.

          ويقول: قد يكون هنالك حكم لايمثل طموحنا لكنه على ضوء عالم الأسباب لو زال فإنه يأتي

          ما هو شر منه فعلينا في الحالة هذه أن نحافظ عليه مع محاولة تطويره ص 102 .

         ويقول : لا بد أن تطمئن أقطار النصيحة بأن موقفناً منها استراتيجي وليس تكتيكياً ص107 

3 – نماذج من التجسير:

       - السودان:  ولهم تجارب ينبغي أن تدرس ويستفاد منها .

       - مصر: ورغم كل المحن التي كانت تمر بها الحركة في مصر فقد كانت مواقفها دائماً تتسم

         بالاعتدال والقدرة على استيعاب الصدمات فهم وان لم يتبنوا محاربة الطغاة من الحكام حرصاً

        على مصلحة الأمة ولكنهم لم يحنوا لهم الجباه .

       - سوريا : كان بينهم وبين الحكومة الوطنية جسور ولهم مشاركاتهم  البرلمانية والوزارية

         وللإخوان السوريين فقه في التعامل مع الحكام بعد محنتهم وهجرتهم ينبغي أن يستفاد منه

         وأن يراجع بين الحين و الآخر ليبقى موقفهم يمثل موقع القدوة للآخرين .

      - في اليمن : للحركة الإسلامية في اليمن منهجها الذي كان ومازال أقرب للتفاهم مع النظام

           بل وعونه عند الظروف الحرجة والصراع معه عندما يغلب عليه التأثر بالظروف الدولية

           وهم في جميع ذلك يحققون مكاسب لهم ويدرؤون عن الأمة كثيراً من الشر بحكمتهم

           اليمانية .

-    في الأردن : للحركة في هذا البلد سبقها في رسم سياسية المصالحة والمهادنة مع النظام الحاكم بما يحقق كثيراً من المصالح للحركة الإسلامية وللبلد بشكل عام, وقد أصبح للحركة في الأردن وجود فاعل على مختلف المستويات ولهم ثقل ليس من السهل تجاوزه لأي كان , وتعد الحركة الإسلامية بحق في الأردن رائدة في هذا المسار يجب أن تدرس تجربتها بعمق ويستفاد منها بجد .

* والخلاصة : لابد من التأكيد أن لكل بلد ظروفه وخصوصياته التي قد تفرض عليه نوعاً من التعاطي مع المحيط والبيئة المصاحبة, ولكن لا بد أيضاً من التأكيد على أن ثمة قواسم مشتركة ومنطلقات عامة لابد من فهمها وحسن الاستفادة منها.

*- وحكمة القيادات وحنكتها وإخلاصها وتبني مبدأ الشورى وإعطائه حقه ومداه الحقيقي كفيل بأن

    يضع الجميع على الجادة إن شاء الله .

رابعاً : مكاتب الدراسات الإستراتيجية والعمل الإسلامي في الغرب .

1 – الأسس والمنطلقات :

   - للفكر مكانته المرموقة ولا يتصور نهوض أمة لمقام الريادة والشهادة وهي خاملة في فكرها

     ومن هنا اهتم بعض الدعاة في إيقاظ فكر الأمة الإسلامية وتحفيزه للإبداع في مجالات العلم

     والمعرفة والدعوة والإصلاح .

  - وقد اختار بعض من هؤلاء الإخوة الكرام ديار الغرب لممارسة نشاطاتهم نظراً لحرية الرأي فيها

     ولما يتوفر فيها من وسائل وتقنيات حديثة ووسائل اتصالات متقدمة.

  - على أن بعض هؤلاء الأحبة فرضت عليه الهجرة من بلده الذي لا يحترم أهل العلم والفضل.

2- المعهد العالمي للفكر الإسلامي ( مثالاً ) :

  - تعريفه : هو مؤسسة فكرية إسلامية ثقافية مستقلة أنشئت في أمريكا مطلع القرن الخامس

    عشر للهجرة

  - أهدافه:

    1- تأصيل الرؤية الشاملة للقضايا الإسلامية.

    2– استعادة الهوية الثقافية للأمة الإسلامية.

    3- إصلاح مناهج الفكر الإسلامي المعاصر .

  - وسائله :

   1- الندوات.

  2 – دعم الباحثين ومراكز البحث.

  3 – توجيه الدراسات الفكرية.

   - انجازاته: – أصدر مجموعات من الكتب - سلسلة إسلامية المعرفة - وإسلامية الثقافة

     وقضايا الفكر الإسلامي - والمنهجية الإسلامية - أسئلة المعرفة - كما عقد كثير من

     المؤتمرات الفكرية في العالم الإسلامي.

 3- هناك أخيار آخرون .

4 – العمل الإسلامي في الغرب في الميزان :

 أ – تجديد الفكر ورصد الواقع وترشيد الصحوة إيجابيات لا تنكر.

ب – البيئة الإسلامية مغايرة للبيئة الغربية عموماً والإصلاح من بعد عسير والتنظير من وراء البحار لن يجدي شيئاً ولن ينهض بجماهير الأمة من لا يعيش بينها ويكتوي بهمومها ويتجرع معها الآلام والغصص اليومية وتلك سنة التاريخ .

 

ج – الميدان الأساس للدعاة في الغرب حيث يعيشون حفاظاً على الإسلام في نفوس المسلمين

     وخاصة الأجيال الجديدة.

* – أما أن يتبنى العاملون في الغرب التخطيط والتنظير والتوجيه للعمل الإسلامي في غير البيئة

     التي يعيشون فيها فهذا من أكبر المخاطر التي تهدد مصير العمل الإسلامي المعاصر.

  - والسفينة لا يقودها إلا ربانها الذي يقف على مقدمة متنها ويرتبط مصيره بمصير جميع الركاب

     خلفه وليس له سلم للنجاة عند الخطر إلا ما ينقذه وركابه.

     أما أن يعيش القائد في مأمن وينظر لمن هو عرضة للخطر فهذا ما يهدم المصداقية ويجعل

     السفينة غير آهلة بالركاب العقلاء.

  *- ولابد من التأكيد على أن هذا الرأي ليس موجهاً لأحد بعينه من الدعاة أو القيادات الإسلامية

      لا والله ما هو إلا الرأي المجرد والقناعة الحرة, وقد كتبت هذا الكلام في أحد كتبي

      عام 1416 هـ / 1995 م .

   - اللهم ألهمنا الإخلاص في القول والعمل والسداد في الرأي والعزيمة في الرشد يارب العالمين .

خامساً : العمل الإسلامي الجماهيري وآثاره .

1 – لقد بدأ العمل الإسلامي شعبياً جماهيرياً منذ عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم.

  - وفي العصر الحديث بدأت كبرى الحركات الإسلامية العالمية ( الإخوان المسلمون ) عملها شعبياً

    جماهيرياً وتهدف إلى بناء الفرد المسلم والبيت المسلم والمجتمع المسلم والدولة المسلمة والأمة

    المسلمة.

  - وانطلق الإمام البنا رحمه الله من المقاهي والتجمعات الشعبية ثم انتقل بمن أحبه وأجاب نداءه

    إلى المساجد .

  - وبعد ظهور الحركة الإسلامية وانتشارها كادت لها الدول الكبرى وحرضت عليها الأنظمة الحاكمة

    ودخلت الدعوة عصر المحنة و الإبتلاءات.

 *- مما اضطرها لتعيش مرحلة سرية في معظم أنحاء العالم.

   - وهنا توجه اهتمام الحركة إلى الصفوة والنخبة من المجتمع طلاباً وحملة شهادات علمية كان

     هذا خلال عقدين تقريباً هما 50 – 60 الخمسينيات والستينيات.

   - وفي منتصف السبعينيات بدأت الحركة تراجع مسيرتها وبدأت تتطلع من جديد إلى العمل

     الشعبي والجماهيري لأنه الأصل والأساس.

2 – نماذج من الجبهات الإسلامية المعاصرة :

  - الجبهة الإسلامية القومية في السودان .

  - الجبهة الإسلامية في سوريا .

  - جبهة العمل الإسلامي في الأردن .

  - التجمع اليمني للإصلاح .

  - الجبهة الإسلامية للإنقاذ في الجزائر.

وأخيراً : لابد من التأكيد على أن العمل الجبهوي الجماهيري لا يغني عن العمل الصفوي والنخبوي بل يجب أن يتكاملا وأن تكون الصفوة والنخبة طليعة الجماهير وقلبها النابض وهذا هو ضمان سلامة المسيرة الإسلامية وبدونه لا أمل في تحقيق النجاح بحسب السنن الربانية والله أعلم .

سادساً : الجهاد والعمل العسكري في مواجهة الأنظمة الاستئصالية:-

-       أسس و منطلقات عامة :

1 – مفهوم الجهاد الإسلامي وتخوف الغرب من استيقاظ المارد الإسلامي .

       2– مواقف متشنجة لبعض الأنظمة الحاكمة من الحركة الإسلامية .

       3–  متى تستخدم الحركة الإسلامية الجهاد ضد الحكام ؟*

4– نماذج من التجارب الجهادية ضد الأنظمة الطاغية الاستئصالية .

        - السودان صراع 1970 -1976 ثم المصالحة والمشاركة والحكم .

        - سوريا حدثت مجابهة عام 1979 -1982 لم تبدأها الحركة الإسلامية.

        - اليمن عام 1980( ضد الشيوعيين في الجنوب)  1994  لتقرير الوحدة اليمنية .

        - أفغانستان تجربة راشدة ولكنها مرة وآثارها لم تنته بعد.

        - فلسطين الجرح النازف و لحماس والشعب وراءها دور رائد .

        - الجزائر اختلوا فها الصواب بالخطأ ولابد من قراءات متأنية لما حدث .

        - أخيراً العراق الجريح , والموقف الإسلامي الجهادي المشرف.

5 – الجماعات الإسلامية لم تتبن المجابهة مع أنظمة الحكم ابتداء .

       * - يقول الشيخ المجاهد سعيد حوى رحمه الله :

            قد سرى مفهوم خاطئ أن الجماعة الإسلامية تعد للقتال في كل مكان, وهذا ليس

            صحيحاً، إن الحركة الإسلامية الحديثة لا تفكر في القتال إلا في أماكن محدودة لا يكون

            أمامها خيار إلا القتال كحربها العادلة في أفغانستان مثلاً, ولابد أن يفهم شعار الأستاذ

            البنا رحمه الله ( الجهاد سبيلنا ) على أنه جهاد ضد الاستعمار أو ضد كفر بواح أو ضد

            من يريد استئصال الإسلام. جند الله تخطيطاً ص114 .

         - ويقول رحمه الله: إننا ندعو الإسلاميين في كل مكان قي العالم إلى أن تبقى حركتهم

           ضمن القانون وأن يطوروا جودهم وحركتهم عبر القانون ويجب أن يعرف العالم أن خطتنا

           السياسية لتحقيق أهدافنا لا تقوم على أساس ثورة في كل قطر بل نحن نعتمد في حركتنا

          السياسية على نظرية تقول : إننا سنصل إلى كل أهدفنا المحلية والعالمية عبر القانون إذا

          أعطينا حرية عمل ص106 .

وأخيراً : إن ما يعبر عنه الشيخ سيعد حوى رحمه الله هو رأي القيادات الإسلامية الواعية والمعتدلة

          في سائر الحركات الإسلامية المعاصرة والواقع يؤكد ذلك .