عبد المسيح سقط قولا و سقط فعلا
نسيبة بحرو
سعادة كبيرة تملكتني بسقوط أداة النظام عبد المسيح من على الكرسي في حلقة الاتجاه المعاكس على قناة الجزيرة !! ..
سعادة لم أشعر بمثلها ومقدارها منذ فترة طويلة .. حيث أنها زلزلت كياني وأنعشت قلبي .. ورغم أني لا أحب الشماتة بالآخرين ، إلا أنني حينها أحببت ذلك وفعلته بجدارة ..
ومصدر سعادتي لم يكن كرهي لشخصه وكذبه ونفاقه بقدر ما كان مما التمسته من دلائل وبشائر ربانية بهذا السقوط في هذا المكان والزمان تحديداً .. ولو رأيته يسقط في مكان وزمان آخر لما شعرت بهذه السعادة ..
فعلى مدار الحلقة كاملة ، كان عبد المسيح يواجه الحق بالباطل ، ويغير الوقائع ويكذب الحقائق ، مؤيداً ومدافعاً ودون خجل عن قاتل الأطفال وسفاح البشرية الأول بلا منازع ..
وعندما كان يشعر بنفسه وقد حشر في الزاوية وضعفت حججه الواهية ، رغم ضعفها الحقيقي الأسبق وابتعادها عن المنطق الأصدق ،
كان يسرع الى كلمة : ما سمعت بذلك .. وما رأيت وما علمت !!
لقد باع ضميره وفقد انسانيته وأسقط نفسه ، فأسقطه الله قولاً ثم أسقطه فعلاً ..
وسقوطه لم يكن في بداية الحلقة أو منتصفها .. كما لم يكن متأخراً بعد انقطاع البث ، وإنما سقط في اخر ثانية من الحلقة التي حملت عنوان ( هل ما زال النظام السوري صالحاً للحكم ) ،
وكأن في ذلك اشارة إلى أن نهاية الثورة ستترافق بسقوط النظام .. تماماً كما انتهت الحلقة مترافقة بسقوط أداة النظام ..
وهذا الموقف رغم سطحيته وبساطته الشكلية وقصر مدته الزمنية ، إلا أنه أدخل السرور والبشرى الى قلوب الملايين من الناس الذين يرون الحق حقاً وينتصرون له ..
كما أنه أضاف روحاً جديدة للثورة والثوار يواجهون بها الكرب والشدة ، وذلك لأن دلالته الربانية والتي حملت التأييد والدعم والنصرة ، وصلت الى عقولهم وقلوبهم فأنعشت نفوسهم ..
فهو كقطرات الماء التي أنزلها الله على المسلمين في غزوة بدر ، فأذهبت عنهم ما كان بهم وبشرتهم بأن الله معهم وأن النصر قادم وقريب ..
وكطفل رضيع نطق عند الأخدود ليحث أمه على الثبات والاقدام، ويبشرها أنها على الحق ..
كما أنه رسالة لمن لا يزال مستمراً في نفاقه ودفاعه عن بشار وزبانيته ، أن مصيركم هو جزء من مصير طاغيتكم ، وأنكم ساقطون كسقوطه لا محالة ..
وصدق قوله تعالى ( لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم ) ..
فلقد نال عبد المسيح ما ناله من الخزي والعار ، ابتداء بموقفه الجبان ومداخلاته وردوده الواهية وضعف أدلته ، والارتباك الذي ظهر جلياً في وجهه ، وختاماً بسقوطه أمام أعين الملايين وفي بث مباشر .. هذا السقوط الذي أصبح عنواناً يترأس الأخبار وصفحات النت وعلى كل لسان ..
خزى الله بشار الأسد وأعوانه ومحبيه وكل من والاه .. كما أخزى عبد المسيح .. وأسعد الله بسقوط النظام الثوار والشعب السوري وكل من أعانهم ونصرهم .. كما أسعدهم بسقوط عبد المسيح ..
وفي الحقيقة يراودني سؤال .. إن كان سقوط أداة النظام من كرسي الجزيره قد أسعدنا الى هذا الحد .. فما مقدار السعادة التي سنستشعرها عندما سيسقط النظام نفسه ومن كرسي الحكم؟!!
عاجلاً غير آجل باذن الله .. إن الله على كل شيء قدير.