سأخلع جلدي وألبس جلداً آخر
د.عبد الغني حمدو /باحث وأكاديمي سوري
سأخلع جلدي وألبس جلد شخص آخر , لعلي أجد مايفكر فيه الشخص الذي لبست جلده , واستنسخت عقله ونفسه داخل نفسي , لم ألغ ذاتي وضعته أمامي في داخلي , حاكمته وحاكمني جادلته ورد علي بما يناسب ووصلت لنتيجة مفادها :
مهما اختلفت الآراء ومهما تعددت اللغات والجنسيات ومهما بعد الزمان أو قرب ,هناك ثوابت لامجال فيها إلا التوافق , قالها لي مسئول من المعارضة , أنا اتوافق معك على هذه الثوابت ولكن قليل منها خير من لاشيء , ولو كان زهيداً
وقال الثاني كنت بعيدأ عنها حتى في أحلامي والآن وجدت طريقاً أسلكه, فمركز في مكان فوقي ٌّولو كان بسيطاً , هو فيه فائدة لي ولتجمعي فهل تنكر علي هذا ؟
وجاء الثالث بالقول لمن المستحسن أن أبدأ بشراكة ولو كان شريكي سيستولي على نصيب أكبر فهذا خير لي , فهو أفضل من التصفيق فاليد الواحدة لاتصفق أبداً
وتتعدد الآراء وتختلف التجمعات والكل في الكل وكل تلك الشخصيات وجدتها تقول لامانع من الشراكة ولا مانع من البحث عن الفوائد وفي ذلك مرده إلى القول الرائد فالقناعة كنز لايفنى
وأنا على هذه الحال في الصراع القادم من كل مكان في داخل النفس , وجدت بداخلي صوتاً آخر
لعله يكون ذك الطفل هو ...حمزة الخطيب
قد يكون .....غياث مطر
قد يكون...... القاشوش
قد تكون الطفلة ......هاجر
ياإلاهي كيف لي القدرة ان أستوعبهم في داخلي دفعة واحدة
دخل الرعب قلبي اقشعر بدني انتصب شعري , حاولت التنفس بقوة لعلي أجمع قواي , أصوات أطفال تصرخ بقوة , فتيات بعمر الورد تقول لا...لا ...لا
حاولت الاستمرار حاولت النطق صكت أسناني تجمد لساني ارتعدت مفاصلي فلم أدر في أي مكان أنا
تقدمت هاجر فمسحت على وجهي بأناملها الناعمة ورائحة عطرة تفوح منها , أمسك بيدي حمزة جميل وضاء وجهه كوجه القمر , وجلس امامي غياث مطر
ابتسم الجميع كلمني حمزة وعطرت جبيني قبلة هاجر بقولها لاتحزن ياجداه , وقال حمزة استمر ياعم ولا تبالي ووضع يده في يدي تفوح منه روائح طيبة ولون جروحه لونها لون دم ولكنها بدعة في الجمال و الروعة في أجمل لوحة من صنع رب كريم
ودار حديث بيني وبين غياث بابتسامته المعهودة ووجهه السمح ليزداد جمالاً وتألقاً وكبرياء , وتحدثنا عن لاآت أربعة , ووصية للثوار من بعده فقال :
لاعبودية , ولا ذل , ولا عودة , ولا تنازل
وأضاف لها الثوار في كل الأرض السورية بقلبها حمص وشراينها كلها الممتدة لكل المناطق الثائرة ,الشعب سيعدم النظام ,الحرية ولا المزلة , يسقط النظام , الله سورية حرية وبس
لاآتهم هي كل شيء أو لاشيء , لاقشور ولا رتوش ولا بذور هو الحق حقنا ,والنظام ومن يريد القليل فمصيرهم سواسية جهنم يصلونها ,ولا حياة مستقرة ولا معنى للحياة ولا الوطن حتى يسقط هؤلاء المجرمون سقوطا لانهوض بعده أبداً, ويحيا الوطن وتحيا الحياة , فلاصلح ولا حوار مع هؤلاء المجرمين .