الخلطة السحرية لتوحد فصائل المعارضة
الخلطة السحرية لتوحد فصائل المعارضة
د.عبد الغني حمدو /باحث وأكاديمي سوري
قبل كل شيء لو طبقنا فلسفة نظريات العلوم الوراثية والخاصة بالتهجين وتفسير السبب الناتج عن مايسمى في قوة الهجين من النسل والذي تم تهجينه من قبل
نتائج هذه العملية أن النسل الناتج يتفوق على كلا الأبوين في اكتسابه قوة مميزة عنهما
فعلى سبيل المثال : تستخدم هذه الطريقة في النبات والحيوان , وذلك من خلال تربية كل سلالة لوحدها عن طريق التزواج بين الأقارب , حتى يتم الحصول على سلالة نقية , ومن ثم يتم تزاوج السلالتين مع بعضهما فينتج جيل واحد مختلف يستخدم لمرة واحدة في التزاوج , للإستفادة من قوة الهجين المكتسبة
فلو تزوج رجل عربي من عشيرة لاتقبل التزاوج مع غيرها , من امرأة اسكتلندية ومن عائلة لم يختلط نسلها بقوميات أخرى , والنتيجة الحتمية أن الأبناء سيتفوقون على أبويهما في القوة والتحمل والجمال والذكاء, مستفيدين من قوة الهجين تلك
لنطبق هذه الفلسفة على المعارضة السورية في الداخل والخارج , ونقدم لهم هذه الخلطة السحرية والمبنية على التهجين فيما بينهم والخروج بقيادة قوية ومركزية تستخدم لمرة واحدة وبعد استقرار الأمور والإنتقال للحياة السياسية المستقرة والمبنية على التعددية وتداول السلطة عندها يحق لها التزاوج مع الهوى الذي يطابق ايديلوجياتها أو قلبها والدخول للمعترك الانتخابي والمنافسة على البرامج السياسية
بعد الثورة تحركت قوى المعارضة السورية في الداخل والخارج على السواء , وعقدت العديد من المؤتمرات , وكل مؤتمر نتج عنه مجلس أو تنسيقيات أو مجموعة ناطقة باسم المجلس أو المؤتمر وتمثل هذا التجمع
وبعد أن تعددت التجمعات وكثرت المجالس المتشكلة , والهيئات وغيرها , فهذه الأحزاب والتكتلات تقسم إلى قسمين رئيسيين :
القسم الأول :أحزاب المعارضة التقليدية , وهذه الأحزاب كلها أصبحت نقية وراثياً , وكلها تمتلك كوادر فكرية وسياسية أصبحت أصيلة وراثيا , وهذا لايعني أنها قوية وإنما ضعيفة جداً
القسم الثاني : المعارضون المستقلون والذين امتلكوا نفس النقاوة
والثوار يمثلون الذرية والتي تفوقت على كلا الأبوين بامتلاكهم قوة الهجين تلك المشار إليها آنفاً
المطلوب من الآباء الآن إيصال ذرياتهم القوية لقيادة المرحلة القادمة ,وتقديم الخبرة النقية لهم من خبراتهم ليعتمدوا على أنفسهم , وحتى يتم الاستفادة منهم جميعاً , والخروج بصوت واحد وفعل كبير نتيجة التجمع والتوحد , فمن السهل جداً فعل ذلك في حال وجدت النية الصادقة عند هؤلاء الآباء , وحرصهم على ذرياتهم من بعدهم
والطريقة بسيطة جداً
عندنا حتى الآن تكتلات رئيسية هي :
ماتمخضت عنه المؤتمرات الآتية :
1- مؤتمر انطاليا
2- مؤتمر بروكسل
3- مؤتمر الدوحة والمجلس الذي تشكل عبر بيان أنقرة
4- مؤتمر اسطنبول والمجلس الانتقالي
5- مؤتمر الانقاذ في دمشق
هذه اللقاءات الخمسة لايوجد فريق أو مستقل من المعارضة إلا واشترك بواحدة منها على الأقل إن لم يكن في كلها , ولا أجد إلا طريقة واحدة للخروج من هذا التشتت للمعارضة , في أن يجتمع كل الذين تم انتخابهم , او ذكرت أسماؤهم في القوائم والمجالس واللجان , وتتم عملية خلط , ومن ثم انتخاب هيئة عليا تعتمد على شروط محددة , هذه الشروط تكمن في انتخاب مختصين من كل الاختصاصات العلمية والثقافية والسياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية , بحيث تكون جاهزة لادارة البلاد بعد اسقاط النظام , ويشترط على الشخص الذي سيتم اختياره أو يرشح نفسه , أن يجمد عضويته الحزبية خلال مرحلة الانتقال للدولة الحديثة , والعمل تحت مباديء الدستور السوري السابق لعام 1951 , حتى يتم تعديله أو اعتماد دستور جديد من قبل اللجان المختصة في المرحلة القادمة
وإن أعرضت المعارضة عن التوحد , فهناك بديل آخر
اعتماد الذرية على أنفسهم في أن يتم تشكيل مجلس سياسي ومجلس عسكري , فالمجلس العسكري نواته موجودة , وهم قيادات الضباط الأحرار , ومن المجالس الثورية في المحافظات يتم تشكيل المجلس السياسي للثورة , ولتسقط المعارضة مع سقوط النظام.