عن "تجربة الحوار" في واشنطن
رمضان مبارك...
وعن "تجربة الحوار" في واشنطن
مع أطيب التمنيات لكم في مناسبة بدء شهر رمضان المبارك
وكل عام وأنتم بخير
عن "تجربة الحوار" في واشنطن:
· "مركز الحوار العربي" هو تجربة عربية غير مسبوقة، بما هي عليه من طبيعة وأسلوب وهدف. فهناك لقاءات عربية هامّة عديدة، تحدث في أكثر من مكانٍ وزمان، لكنّها بطابعٍ موسمي، أو تحدث مرة كل عام، أو محكومة بخصوصية وطنية (بطبيعتها أو في مكان حدوثها)، أو بخصوصية دينية أو فكرية أو سياسية أو إعلامية، ولوقتٍ محدد أو هدف مؤقت. بينما الحوار العربي الدوري أينما كان، وليس فقط من خلال تجربة المركز في واشنطن، هو حاجة مهمة لمسألتين متلازمتين معاً: تأكيد الهوية الثقافية العربية المشتركة، وتفعيل الدور الساعي لمستقبل عربي أفضل. كذلك، فإنّ أسلوب الحوار هو حاجة أساسية مطلوبة لبناء مفاهيم ثقافية تضمن وجود الرأي الآخر وحقه بالتعبير، وهي مفاهيم مغيبة عند الممارسة لدى معظم العرب بشكل عام.
· إنّ وحدة الانتماء الحضاري ووحدة الانتماء الثقافي للعرب لا يجب أن تعنيا إطلاقاً وحدة الانتماء الفكري أو وحدة الرأي السياسي .. ولا يجوز ولا يجب أن يكون اختلاف الفكر والتوجه السياسي سبباً للخلاف بين الأشخاص أو لصراعات عنفية بين الجماعات في المجتمع الواحد.
· هناك آية قرآنية كريمة، ينطبق معناها على ندوات "مركز الحوار"، والتي تقول:
" الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه.. أولئك الذين هداهم الله".
أي ليس المهم من القائل لهذا "القول"، بل المهم هو "القول" نفسه.. وعلى الإنسان أن يستمع أولاً قبل أن يحكم سلباً أو إيجاباً.. ثم على الإنسان أن يستخدم عقله للتمييز بين الأقوال أو الأفكار لكي يتبعها فلا تُفرض عليه بل يختار أحسنها.. هؤلاء هم الذين "هداهم الله" .. والإنسان المهتدي هو الذي يعرف إلى أين يسير وما الذي يريد فعله. هذا هو باختصار معنى وجود "مركز الحوار العربي".. أي تجربة تتفاعل فيها الأفكار والآراء والأقوال.. ويستفيد منها من يشاء بقدر ما يشاء، وبغض النظر عن "القائل" في الندوة أو المقال.
إنّ الشعوب أو الجماعات التي تهمّش دور الفكر في حياتها تُهمّش عملياً دور العقل لتُحِلَّ مكانه الغرائز والانفعالات فتصبح الشعوب أدوات فتن، وتتحوّل الأوطان إلى بؤر صراعات تؤجّحها القوى التي تملك "أفكارا" لتنفيذها هنا وهناك.
· كيف يمكن للعرب أن يخرجوا ممّا هم فيه من انقسامات وأن يواجهوا ما أمامهم من تحدّيات إذا كانت هويّتهم الثقافية المشتركة موضع شكٍّ أصلاً، يصل إلى حدِّ الرفض لها أحياناً والاستعاضة عنها بهويّات ضيّقة تسمح للقوى الأجنبية بالتدخّل في شؤونها وباستباحة أوطانها؟!
· كيف يمكن مخاطبة الآخر غير العربي ومحاورته بالقضايا العربية العادلة إذا كان الإنسان العربي نفسه لا يملك المعرفة الصحيحة عن هذه القضايا ولا يجد لديه أي التزام تجاهها؟! وهل يمكن بناء جالية عربية واحدة في أي مجتمع غربي إذا كان أفراد هذه الجالية رافضين لهويّتهم العربية؟!
· إن تعميق الهوية الثقافية العربية ومضمونها الحضاري النابع من القيم الدينية، أساس لبناء أي دور عربي مستقبلي أفضل في أي مكان. كذلك بالنسبة للعرب في أميركا حيث لا يمكن تحقيق دور عربي فعّال في المجتمع الأميركي ما لم نحقق أنفسنا أولاً. وتحقيق الذات لا يمكن أن يتم في فراغ فكري وثقافي، ف"فاقد الشيء لا يعطيه"، ولا يمكن تحسين "صورة" العرب والمسلمين في أميركا ما لم يتحسن وضعنا أولاً: فكراً وأسلوباً. فتحسين "الأصل" هو المدخل لتحسين "الصورة". وهذا هو مبرر وجود تجربة "مركز الحوار العربي" وهذا هو ما تقوم به ومن أجله هذه التجربة العربية الفريدة على مدار عقدين من الزمن رغم صعوبات الظروف وضعف الامكانات..
· "مركز الحوار العربي" ليس هو بجمعية حركية سياسية بل هو تأسس كمنتدى فكري وثقافي عربي في منطقة واشنطن، رغم ذلك، فإنه كان دائماً في مقدمة المؤسسات والجمعيات العربية الأميركية التي تعمل وتنشط دفاعاً عن قضايا عربية هامة داخل المجتمع الأميركي. كذلك في الجانب الفكري والثقافي، حيث كان تاريخ 22 سنة من عمر مؤسسة "الحوار" هو سجل ناصع من العرض السليم للثقافة العربية ولمضامينها الحضارية، وفي الرد على الحملات العنصرية داخل المجتمع الأميركي ضد العرب خصوصاً والمسلمين عموماً.
ألا تستحق هذه التجربة دعمكم ومساهمتكم في الحفاظ على إستمراريتها؟!
كيف يمكن دعم مركز الحوار
إن "مركز الحوار العربي" حقق ويحقق الكثير من الفوائد العامة لكل من يتفاعل معه، وللعرب عموماً، لكن أنشطته ومطبوعاته تحتاج إلى مواصلة دعم المركز وتوسيع دائرة المشتركين فيه ..
إن أي دعم ل"الحوار"، هو دعم لعمل إعلامي وثقافي عربي مميز، يشمل إصدار مطبوعات باللغتين العربية والإنكليزية، ندوات أسبوعية متنوعة في "مركز الحوار العربي" إضافة إلى موقع على الإنترنت ورسائل ونشرات تننقل تجربة "الحوار" وأنشطتها إلى بقاع العالم كله.
لذلك ندعوكم للمساهمة في الحملة الهادفة إلى التشجيع على الاشتراك بالمركز وعلى تقديم الدعم لهذه التجربة العربية الفريدة.
يمكنكم دعم "الحوار" من خلال:
الاشتراك السنوي في المركز: (الفردي: 100 دولار، العائلي: 130 دولاراً، المؤسسات: 300 دولار، التشجيعي: 500 دولار)
· الإسراع في تجديد الاشتراكات التي انتهت صلاحياتها.
· دعوة أصدقاء وأقارب للاشتراك في "مركز الحوار".
· تشجيع المؤسسات وأصحاب المهن على نشر إعلانات على "موقع الإنترنت"