الحراك الشبابي والأسرى

ثامر سباعنة

سجن مجدو  -  فلسطين

[email protected]

(( نصرت بالشباب )) الشباب هو القوة والقدرة على العمل والإنتاج وهو طاقة حية قد تستخدم في الخير والصلاح إذا تسلحت بالاستقامة ، وقد تكون عبئاً ثقيلاً إذا تركته في المنبت السيئ ، والشباب هم طليعة الحاضر وقادة المستقبل ورواد الشعوب إلى الحرية والرخاء ، والدولة في الإسلام تبسط لهم جبال الأمل والعمل والرأي والتخطيط وتستشيرهم في الأحداث الكبيرة . للشباب قيمة عظيمه لدورهم في خدمة قضايا الأمة وبنائها ونهضتها ، و كان هذا واضحاً في أمتنا مؤخراً من خلال الثورات العربية التي قادها الشباب وقدم التضحيات والتضحيات من أجل إنجاح ثوراته.

الأسرى الفلسطينيون والعرب في سجون الاحتلال الصهيوني جزء مهم وحساس في جسد الأمة العربية والمسلمة ، خاصة لقيمة الأسير في الإسلامففي الحديث الصحيح : " أطعموا الجائع ، وعودوا المريض ، وفُكّوا العاني " (رواه البخاري)، والعاني هو الأسير . فيجب على المسلمين أن يبذلوا كل ما يستطيعون من أجل فك أسراهم وتحريرهم من تحكم الأعداء الكفار في رقابهم ، فإذا كان الأمر يتطلب فداء بالأسرى من العدو ، فادَوهم ، وبادلوا أسرى المسلمين بأسرى العدو. ويجب على أمراء وحكام المسلمين أن يسلكوا كل سبيل تؤدي إلى فكاك الأسرى من أيدي الأعداء. 

لذا كان لابد من حراك شبابي عربي ومسلم من أجل الأسرى وعدم اقتصار هذا على الشباب الفلسطيني ، فنجاح التحركات الشبابية العربية في عدة دول وتحقيق بعض أهداف هذه الحراكات يجعل من ملف الأسرى ملفاً يجب أن يكون حاضراً في الحراكات الشبابية ويستوجب تفعيل الأنشطة والتحركات الداعية لإنهاء هذه المعاناة ، وهنا لن أتكلم عن معاناة أسرانا إنما عن الدور الشبابي لإزالة وتخفيف هذه المعاناة :

بداية الموضوع يحتاج إلى جهد إعلامي وإعلاني كبير ، فللأسف يجهل بعض العرب والمسلمين حين الحديث عن الأسرى والأسيرات فمنهم من لا يعلم أن هنالك أسرى في سجون الاحتلال وكثير منهم يجهل أن هنالك أسرى قضوا أكثر من 30 عاماً خلف القضبان ، لذا على الحراك الشبابي وأبطال الإنترنت والصفحات الاجتماعية تفعيل موضوع الأسرى وتناوله من جميع الجوانب الإعلامية كنشر الأخبار والتقارير التي تتحدث عن الأسرى ، والعمل على ترجمة هذه الأخبار لجميع لغات العالم وإرسالها بكافة الطرق المتاحة من فاكس إلى إيميلات إلى صحف إلى فيس بوك ......

كمان أن على الحراك الشبابي الاتفاق على تخصيص جمعة للأسرى كجمعات الغضب والرحيل ووو .. فلتكن هنالك جمعة موحدة عربياً للأسرى  تبدأ من خطبة الجمعة التي تتناول الأسرى وتمر بالمسيرة والاعتصام في الساحات الرئيسية للدول العربية وتنتهي بتسليم مقرات الصليب الأحمر رسائل تضامن مع الأسرى واعتراضٍ على أوضاعهم.

يمكن للحراك الشبابي أيضاً أن يخاطب كافة المسؤولين العرب والغربيين من مسؤولين سياسيين إلى فنانين ولاعبين وإعلاميين من أجل تبني قضية الأسرى وبأن تكون فاعلة في كل الاجتماعات الدولية والعالمية وأن تكون حاضرة في شتى المواقع.

إطلاق الحملات المتنوعة من أجل نصرة الأسرى وإقامة المعارض والمهرجانات التي تتحدث عن الأسرى ، وتنقلها في عواصم العالم أجمع ، بالإضافة إلى طبع النشرات والكتيبات حول الأسرى وبكافة اللغات ونشرها وتوزيعها بشكل واسع ، واستغلال الإنترنت وخاصة الفيس بوك أحسن استغلال من أجل تفعيل قضية الأسرى ، خاصة للدور الواضح للفيس خلال الفترة السابقة والإقبال الكبير على صفحاته ، وأذكر هنا إحدى أهم المجموعات التي تتناول موضوع الأسرى وهي (أخبار الأسرى) والتي تضم أكثر من 8آلاف عضو وتتفاعل مع موضوع الأسرى بشكل رائع وعظيم وقامت بإقامة عدة أنشطة لتفعيل موضوع الأسرى ، فقد انتهت من مشروع زراعة شجرة لكل أسير ونُفّذ المشروع في العديد من دول العالم ، لتنتقل المجموعة إلى مشروع كتاب لكل أسير حيث استطاعت المجموعة جمع آلاف الكتب من الدول العربية لنقلها إلى الأسرى في سجون الاحتلال ، بالإضافة إلى إطلاقهم مؤخراً حملة ( رمضان والأسرى ) والتي تشتمل على عدة أنشطة رمضانية للتضامن مع الأسرى في سجون الاحتلال.

 ماسبق عباة عن مجموعه متواضعه من الافكار تنتظر التطبيق الفعلي على ارض الواقع كجزء من الانتماء لقضية من قضايا الامه ..ألا وهي الأسرى،

(( نصرت بالشباب)) فهل سينصر هؤلاء الشباب إخوانهم الأسرى!