عن المؤامرة والإعلام السوري نتحدث

ياسر تيسير العيتي

عن المؤامرة والإعلام السوري نتحدث

ياسر تيسير العيتي

سالمحمى الله بلدنا الحبيب من المؤامرات التي تحاك ضده، وهدى أولئك الشباب المندفعين الذين لا يدركون بأعمالهم ما يجلبونه لوطنهم من فوضى وخراب.

معتصمعن أي مؤامرات تتحدث يا سالم؟

سالمإنها المؤامرة التي فضحتها أجهزة الإعلام السورية وهي تقضي بإطلاق عصابات في سورية تستغل المظاهرات السلمية فتقتل المتظاهرين ورجال الأمن لتوقع بين الاثنين وتجر البلاد نحو الفتنة والاقتتال.

معتصمولكن أنت يا سالم متى كنت تصدق وسائل الإعلام السورية؟ كنت أرى عينيك مسمّرتين على قناة الجزيرة طوال الوقت ولم أذكر أنك تابعت القناة السورية في يوم من الأيام؟

سالمبصراحة، كنت أتابع قناة الجزيرة دائماً، ونادراً ما كنت أتابع بقية القنوات.

معتصمولماذا كنت تتابع قناة الجزيرة؟

سالملأنها تتصف بالمصداقية فتنقل الرأي والرأي الآخر، وهي تنقل رأي الشارع العربي دون مداهنة للحكام إلا في حالات قليلة.

معتصمإذن أنت متفق معي أن المصداقية هو مقياس نجاح أي وسيلة إعلامية أو فشلها.

سالموأن وسيلة الإعلام التي تنقل أخباراً كاذبة، تنسف مصداقيتها وبالتالي تحكم على نفسها بالفشل والانتحار، وهذا ما تفعله الجزيرة اليوم.

معتصمكيف؟

سالمهي تعتمد في شهاداتها عن سورية على شهود عيان الذين قد يكونون كاذبين، وعلى أفلام اليوتيوب القابلة لأن يُتلاعب بها.

معتصموكيف يمكن يا صديقي سالم أن تحصل الجزيرة على شهادات عيان غير مشكوك في صدقيتهم وعلى أفلام حقيقية لا تلاعب فيها، إلا إذا سمح لها بدخول سورية وتصوير الوقائع على الأرض وإجراء المقابلات مع الناس.

سالمالمشكلة أن هذه القنوات جزء من المؤامرة ومشكوك بصدقيتها، فلا يمكن السماح لها بدخول سورية وتغطية الأحداث، لأنها بلا شك ستشوه وستفبرك القصص.

معتصمإذن هم يتهمون وسائل الإعلام بفبركة القصص لأنها ليست في الداخل وعندما تطلب الدخول يبررون منعها بحجة أنها تفبرك القصص أليست هذه هي (المهزلة) بعينها؟!

ثم لنفترض أن قناة إعلامية فبركت خبراً ما، فإن القنوات الأخرى ستصحح هذه الفبركة وبالتالي ستتضح الحقيقة، إلا إذا تواطأت كل القنوات العربية والأجنبية على الفبركة أو الكذب أي إذا اتفقت على القيام بعملية انتحار جماعي تقضي فيها على مصداقيتها عند الناس وهذا ما لا يقوله من في رأسه ذرة عقل.

سالمالسلطة برّرت عدم السماح لأجهزة الإعلام بدخول سورية حماية لها، لأن الوضع الأمني لا يسمح بذلك.

معتصموهل أنت يا سالم مقتنع بأن سورية قد تحولت إلى ساحة معركة لا يستطيع الصحفي فيها أن يمارس نشاطه إلا تحت القصف والنار! لماذا أجهزة الإعلام السورية تتنقل بكاميراتها بين المحافظات وتقابل الناس ومن دون حماية أمنية، هل السلطة السورية حريصة على سلامة الصحفيين العرب والأجانب أكثر من حرصها على سلامة الصحفيين السوريين؟ ولماذا الصحافيون السوريون يكتبون  كل يوم المقالات المؤيدة للنظام ويعيشون حياة طبيعية دون أن يتعرضوا لأي تهديد! لماذا التهديد الأمني لا يطال إلا الصحافة التي تنقل الحقيقة التي لا تعجب النظام.

يتابع معتصمتستطيع المعارضة أن تفبرك فيلماً أو اثنين أو عشرة أفلام، لكنها لا تستطيع ،،أ أن تفبرك مئات الأفلام عن عشرات ألوف المتظاهرين السلميين في كل المحافظات وهم يواجَهون بالدبابات والرصاص الحي، وإذا أردت أن تعرف مصداقية التلفزيون السوري أذكرك بثلاثة قصص:

الطالب المصري الذي يحمل الجنسية الأمريكية والذي قبض عليه في المسجد الأموي واعترف أمام شاشة التلفزيون أنه مرسل من الخارج لتصوير المتظاهرات مقابل مبلغ من المال ثم أطلق سراحه بعد يومين وسافر إلى مصر ليتحدث هناك كيف أنه سائح لا علاقة له بما يجري وصادف وجوده في المظاهرة ورأى الناس يصورون فصور معهم فألقي القبض عليه وأجبر تحت التعذيب على قول ما قاله، بعد هذه الفضيحة لم يعد التلفزيون السوري يذكر قصة العميل المصري بل لم يعتذر للمشاهدين أن خطاً ما قد حدث.

ثم صورة رجال الأمن الذين يدوسون رؤوس الناس في قرية البيضة في بانياس والتي جند التلفزيون السوري عباقرته ليثبتوا أنها في كردستان وليس في سورية إلى أن صور أهل البيضة المنطقة التي تمت فيها عملية الاعتداء وأظهرت أن معالم المنطقة ذاتها كما إن الذين اعتدي عليه في الفيلم وقف أمام الكاميرا وعرف عن نفسه وعرض هويته السورية والأنكى من ذلك أن أحد ضباط الأمن من بانياس كان واضحاً في الفيلم مما أدى إلى نقله من منصبه، وبعد كل هذه الفضائح توقف التلفزيون السوري عن عرض فيلم البيضة على أنه فيلم من كردستان ولم يقدم أي تفسير أو اعتذار عن قصته السابقة

ثم ألا تذكر سميرة المسالمة رئيسة تحرير صحيفة تشرين التي أقيلت من منصبها فوراً لأنها شككت برواية النظام عن عصابات الإرهاب وحمّلت القوى الأمنية مسؤولية ما يحدث..

ضربت هذه الأمثلة أخي سالم لأقول لك هذا هو الإعلام الذي تريدنا أن نثق به ونؤمن بمصداقيته، هذا الإعلام الذي يمنع 500 وسيلة إعلامية عربية وغربية من دخول سورية وتغطية الأحداث فيها لأنه يريدنا أن نعتقد رغماً عن أنوفنا أن كل وسائل  الإعلام في العالم كاذبة ومتآمرة وأنه – أي الإعلام السوري- هو الإعلام الوحيد الصادق المصدوق على وجه الكرة الأرضية.

 في الختام لن أدعوك أخي سالم إلى تصديق النظام أو عدم تصديقه، بل أدعوك إلى تحكيم عقلك وضميرك وتبنّي القناعة التي تشعر أنها تنسجم مع احترامك لعقلك وضميرك فإذا فعلت ذلك بصدق فأنت صديقي ولو خالفتني في الرأي.