ارحل يا تشرين فلقد كرهناك فالربيع يحبنا ونحن نحبه
ارحل يا تشرين فلقد كرهناك
فالربيع يحبنا ونحن نحبه
د.عبد الغني حمدو /باحث وأكاديمي سوري
كل يوم وكل يوم جمعة منذ انطلاق الثورة في سورية , أنظر لوطني الحبيب وأجد فيه الخريف وألوانه بقع متناثرة فيه , إلى جانب بقع من الربيع تلاصقه , أشعر بالغصة والحرقة وقد يتخلل ذلك الغضب أيضاً , من بقع الخريف , ورويداً رويداً ويوماً بعد يوم يتقدم الربيع ليلتهم البقع الخريفية المقيتة
والفرحة اليوم تغمر قلبي , لقد اختفت بقع الخريف ولا تجد على مساحة الوطن بقعة خالية من الربيع
سكت المنافقون اليوم على القنوات الفضائية , لأنهم لم يجدوا مكان سوء يطلون فيه من على ربوع وطننا
من مدينتي اللاذقية صفاء الجو والبحر والخضار والشجر والجبال الداعمة وجبلة وبانياس , فياطرطوس ألا تجدين القرف من رداء السوء الذي يحط على ربوعك لينقلب الربيع الأخضر عندك إلى لباس أهل الجحيم , انزعي عنك هذا الرداء وانضمي لأجمل منظر ربيع تتزين فيه سورية الحبيبة
فهذه الشام قرة أعيننا نزعت السوء وقبلها غداً فعلت قرة أعيننا حلبا
إدلب وريفها وعزة أهلها لم يرهبهم طاعون المجرمين من بني الوحش , ورفضوا لباس رداء السوء ,كرهوا الخريف على مدى نصف قرن
دير الزور وتوابعها حلة البادية خضراء حمراء بيضاء فيها من كل أنواع الجوري والياسمين , تفوح شذى تعطر ربيع الوطن على مساحته كلها
حماة منارة للشمس تنشر أشعتها على ندى الربيع في سورية كلها
وجارتها حمص سبحان ربي ماأعظمها , تأبى إلا أن تشرك الجنة بأريجها
درعا وحوران وحول دمشق درة وجوهرة كوكب دري ينطلق بنوره مبارك من رب رحيم عظيم لن يهمل أبدا إلا أن يعزها
فهل سترى ياتشرين لك مكاناً بعد اليوم بيننا؟
نكرهك ونكره كل من غنى و يتغنى باسمك , فلا تمثل إلا وحوش وسخة حقيرة خرجت من معاقلها
ولكن شعبي الحر أبداً مصمم على دفنك وإزالتك من قوائمنا
هذه هي جنتنا وربيعنا سورية لنا وأنت يابثار ومن معك جحيم الدنيا والآخرة فاهنأوا في مستقرها.