الباطل في الوطن العربي ج1

الباطل في الوطن العربي ج1

الناصر خشيني نابل تونس

قال تعالى في محكم تنزيله بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ 18 الانبياء

-- وبناء على هذا اذا بحثنا في القرآن الكريم عن مفردات الحق والباطل وكم كان ورودها فيه نجد أن الباطل ومشتقاته وردت في القرأن الكريم خمسا وثلاثين مرة بينما كلمات الحق ومشتقاته وردت في مآئتين وأربع وثمانين موضعا فهذا يدل على أن الأصل في الأشياء الحق لكثرته وانتشاره والشذوذ هو للباطل لقلته ومحدوديته ولكن هل هذا هو واقعنا في وطننا العربي أبدا اننا في وطننا العربي نعاني من كثرة الباطل وقلة الحق وكأننا أمة لا تقرأ قرآنها ولا تعمل به ولا تستخرج كنوزه لتسير به حياتها ولنتأمل حجم هذا الباطل في وطننا العربي والذي يحتاج وبأسرع ما يمكن من الوقت الى الغائه فورا ودون تردد حتى نكون جديرين بالصورة التي خلقنا الله عليها وهي الاستخلاف لرب العالمين في هذا الكون والا فاننا خرجنا عن مراد الله وانخرطنا في اتجاه معاكس للأصل في الأشياء .

 ولنبدأ بتعداد بعض من الباطل في وطننا لاننا نراه كثيرا وغير قادرين على مجرد احصائه فضلا عن الغائه وتغييره ومنه كل الحكام العرب وبدون استثناء لانهم جميعا استولوا على السلطة دون وجه حق فاما انهم ورثوها عمن سبقهم أو وصلوا اليها بانتخابات مزورة أو عن طريق انقلابات عسكرية وقد قرر الشعب العربي ثوريا ازاحتهم جميعا وفي مستهل هذه السنة تم خلع ثلاثة منهم في تونس ومصر واليمن والبقية منهم ينتظرون دورهم في الخلع ونتمنى أن لا يطول ذلك اذ لينحقق هذا الأمر فأرواح الآلاف وربما الملايين من مواطنينا العرب ستزهق أملا في حفاظ حكامنا الميامين على كراسيهم

الحدود والبوابات والتاشيرات وحرس الحدود القائمة بين أقطار الوطن العربي باطلةوعبىء ثقيل على هذه الامة يؤخر تقدمها ويجمده وتدفع ثمنا باهظا لأمر سلبي وغير مجد لهذه الامة لابد ان تزول كل هذه الاشياء لارتباطها بمؤامرات سايكس بيكو ولجنة خبراء الاستعمار لعام 1907 ووعد بلفور وغيرها من الاطماع العدوانية للمستعمرين الاجانب واذيالهم من الحكام العرب الفاسدين جميعا لقبولهم وتعاملهم مع هذا الواقع المريرالذي يجب ازالته فورا ودون ترددفالشعوب اليوم في العالم تتجه الى مزيد من التوحد وتسهيل اجراءات التنقل والاقامة والتملك وتبادل التعاون بالرغم منكونها امما متعددة كالاتحاد الاوروبي في الوقت الذي قسمت فيه السودان ويصار الى تقسيم العراق والكثير من البلدان العربية خدمة للاجندات الصهيونية والغربية والاقليمية في المنطقة

شرطة مكافحة الشغب والأمن المركزي وأجهزة الحرس الرئاسي وفرق حفظ النظام  والمباحث والامن السياسي وغيرها من الاجهزة القمعية باطل والمواطن العربي يدفع من قوته وكرامته في سبيل هذه الاجهزة التي تجهز على حريته وكرامته ولا تسمح له حتى بالتنفس الا بالقدر الذي تسمح به فانها اساسا اجهزة وادوات للمحافظة على الحكام في كراسيهم وليست لحفظ الامن العام فهذه تتطلب فقط شرطة مدنية غير مجهزة بادوات التصنت والقمع وارهاب المواطنين بل رجال مدربين على الحوار والتخاطب المؤدب مع المواطن وخدمته

التطبيع والتعامل البرجماتي والواقعي مع الكيان الصهيوني والاعتراف به وتبادل الوفود الثقافية والتجارية والسياحية معه باطل لا يجوز ان يكون في امة احتل الصهاينة الآتين من كل أصقاع الدنيا دون وجه حق وقتلوا مئآت الآلاف من شعبنا ونكلوا وعذبوا ومارسوا كل انواع الارهاب كل هذا وغيره كثير من الجرائم ارتكبت فهل ننساه كله بسهولة ونرحب بقتلة اطفالنا ونسائنا وشبابنا اللهم ان هذا باطل لا يجوز السكوت عنه ولاحقاق الحق لا بد من اعلاء الصوت والمناداة بحي على الجهاد والمقاومة والمقاطعة والمحاصرة لهذا العدو الغاشم حتى نحرر وطننا من دنسه ونريح شهداءنافي قبورهم ونعيش بكرامتنا على أرضنا أيعقل هذا ونحن نعايش كل جرائمهم وصلفهم وجبروتهم

احتلال العراق وتدميره ارضا وشعبا وحضارة وتاريخا وتهجير ابنائه وتقتيلهم والزج بهم في معتقلات الخزي والعار والسماح للميليشيات الطائفية والعميلة للمحتل الامريكي باطل لا يجوز السكوت عنه خاصة وان امريكا الان تمر بظروف اقتصادية وعسكرية صعبة بعد تورطها في هذا البلد وقبله في افغانستان الا يجدر بنا ان نعلن ان ذلك لا يجوز ونساعد اهلنا هناك ولو بكلمة حق تسندهم وتجبر خاطرهم وترفع من معنوياتهم وقد وقفوا سدا منيعا وظهرهم يكاد يكون متاحا لكل اعدائهم من المحتلين او عملائهم ولكن لا احد من العرب فتح ولو مكتبا اعلاميا للمقاومة العراقية هل بعد هذا الخذلان خذلان آخر وهناك من تآمر وسمح بمرور البوارج والطائرات من مجال سيادته الباطلة ايضا وبكل مقاييس النخوة والعروبة والاسلام .