المصالحة والحلول الوسط

المصالحة والحلول الوسط

ثامر سباعنه

سجن مجدو  -  فلسطين

[email protected]

لقد كانت ولازالت المصالحة الفلسطينية مطلبا لكل الشعب الفلسطيني بكل شرائحه وتنظيماته وأطره، وليست مطلبا حمساويا او فتحاويا، لذا لقد سعد الشعب الفلسطيني وابتهج يوم أن وقعت الفصائل على اتفاقيه المصالحة الفلسطينية بالقاهرة ، لقد خشي الكثير من الفلسطينيين على المصالحة حتى قبل أن تبدأ عجلتها بالمسير ، وشكك البعض فيها وبإمكانية صمودها ، والان وبعد مضي حوالي الشهرين على التوقيع ومع بروز نقاط خلاف بين الطرفين وتجدد الخشيه من عودة الانقسام الى الساحه الفلسطينيه كان لابد من تناول بعض الأمور المهمة والمتعلقة بالمصالحة وإمكانية صمودها :

أولا... قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((  إنما الأعمال بالنيات))  ونحن لا نستطيع ان ندخل الى صدور أطراف المصالحة لنعرف نواياهم ولكننا نتمنى منهم ان تكون النيه الحقيقية من التوقيع على الاتفاقيه هي عودة الروح للجسد الفلسطيني الواحد والالتفات الى مصلحه الشعب وقضية فلسطين وان لا تكون المصالحة مجرد هروب من واقع أو مطيه لأهداف أخرى .

ثانيا... فلسطين بقضيتها وشعبها ومكانتها اكبر من كل الشخوص ، فالتخندق خلف أسماء محدده لا يخدم احد ولا يدفع العجلة إلى الأمام .

ثالثا... الخطاب الإعلامي الغير مدروس واللا واعي هو الذي يدفع الامور للتأزم اكثر واكثر ويدفع الأطراف للتمترس خلف آرائهم، فسياسة الهجوم على الشخوص ورفضهم إعلاميا وعلنيا تدفع سفينة المصالحة للتوقف في عرض البحر بل قد يؤدي بها الى الغرق.

رابعا... لتحقيق المصالحه فعليا يجب ان يشعر بها الشارع والشعب الفلسطيني قبل القيادات والفصائل، فبقاء المعتقلين السياسيين والاستمرار في اغلاق المؤسسات وفصل الموظفين والاستدعاءات المتواصله، كل هذا يضع المواطن الفلسطيني العادي حتى في تساؤل : أين هي المصالحة؟؟؟

لابد من حلول وسط ترضي بداية الشارع الفلسطيني الذي أصابه التململ والخوف على قضيته من ان تضيع في حالة من اللامصالحه واللاإنقسام لسنوات أخرى ، خاصة وان كل الأطراف الفلسطينية لا تجرؤ على تبني إفشال المصالحة ولا تستطيع تحمل عواقبه.

إن صدقت النوايا فإن فلسطين اكبر من كل الحكومات والشخوص لذا يجب معانقة آمال شعب فلسطين والتمسك بثوابت القضية لتصل سفينة المصالحة إلى بر الأمان بكل ركابها ، لان بغير هذا سيغرق الجميع ولن ينجوا أحد.