بشّار.. يتنازل عن الانتقام

بشّار.. يتنازل عن الانتقام !!

مرام شاهين

يصعدُ المنصّة بعد غياب لايدري حتى (بانكيمون) سرَّه ،

ويبدأ بالضحكِ وسطَ جمع حاشد من التصفيق ، ودويّ دبابات في بانياس أفقدت الأطفال حلاوة النوم ! ..

يتحدث سيادة الدكتور وبكلّ ثقة ، بلسانِ الرئيس الديمقراطيّ المتسامح المخلص لشعبه  : "تأكّدوا أننا لن ننتقم منكم " !!

عفواً يابشّار ، أقصد .. ياجزّار ؟

هل جرّبتَ أن تفتح معاجم اللغة وتتعرّف على معنى الانتقام ؟

أتفكّرُ أن تنتقمَ من صغيرة قتلتَ أباها وشردتها دونَ أهل ، ليرأف بها رئيسُ وزراء تركيّا ويجرّدها من وطن لم تعرف من أبجديّته سوى الدم ..

ليحتضنَها بحضنٍ غريب لارائحة لياسمين سوريّا بين يديه ، ويقبّل جبينها مانحاً إيّاها شيئاً من كرامة ؟!

أم تريدُ أن تنتقمَ من عجوز أحرقتَ منزلها وجعلتها تنامُ على حصير الخيام ؟

هل كسرَ (المندسّون) رقبة ابنك ، وأحرقوا جسده ، وقلّعوا أظافره .. وبتَّ سهرانَ الليل تهدئ من روع والتده وتعدها بالانتقام!!

أم أنَّ جماعات (المخرّبين) أقبعوكَ في سجن تدمر وأشبعوكَ إهانة وتعذيباً ، فأخدتَ على نفسكَ عهداً بالانتقام !! . .

ومن قال لك أنّ حق الانتقام هو من سلطتكَ المشروعة ، لتجعلَ نفسكَ شهماً متسامحاً يتنازلُ عن هذا الحق وينالُ تصفيقاً وإعجاباً ؟

إنني أرى أنّ الانتقام هو حقّ الأسد أولاً ، الذي تلبّستَ وأباكَ وعصابتكَ اسمه .. زوراً .. وبهتاناً !

مبعدونَ عن ترابِ الشّام ، مشوا على أقدامهم نازحين ،

تركوا السنابلَ وحنان الأمهات ، فارّينَ من ظلمِ هدّم مدينتهم "حماة" قبل عشرين عامِ ونيف .. أولئك من خرجوا لأجل الانتقام ، وفقط الانتقام!

شابٌّ لايذكرُ في طفولته أباً ولا عماً ولا خالاً .. الأول مفقود ، والثاني مسجون ، والثالث إما حيّ أو ميت ! إنه تربّى على الأخذ بالثأر ، إنه من سينتقم ! ..

ابنة الشّهيد ماجد العكاري ، التي أبكت العالمَ لبكائها على قتلهم أباها ..

توعّدت أماَ كلّ شاشات التلفاز : (والله لآخد بتاره)

خنساءُ سوريّا أيضاً ،التي ضحّت بكلّ أولادها في سبيل حرّية تجهلُ أنتَ معناها ،

تلكَ من ستقابلكَ يوم القيامة وأنتَ في شواظ من نار .. لتريكَ كيف يكون الانتقام !

ساعاتٌ معدودة تفصلكَ عن كرسيّ نسيت إيران أن تعلّمكَ كيف يكونُ الجلوس "الصحيّ" عليه ..

مستمرّون ياجزار ، مستمرّون .. لانهبأ بخطاباتك ، ولا حُزمِ إصلاحاتك !