في قاموس النظام السوري

في قاموس النظام السوري:

التهريج هو المرادف الآخر للإصلاح

م. هشام نجار

najjarh1.maktoobblog.com

المنسق العام لمنظمات حقوق الإنسان العربي - نيويورك

أعزائي القراء 

الأنظمه الديكتاتوريه التي إنهارت والأخرى التي هي في طريق الإنهيار تشترك جميعها بصفات واحده

الصفه الأولى : هي التفاهم مع شعوبها بالإسلوب الأمني فقط ويتناسب قسوة  هذا التفاهم طرداً مع  مستوى المطالبات الشعبيه , فإن بلغت هذه المطالبات حدها الأقصى برحيل النظام ردت الأذرعه الأمنيه مدعومة ( بفرق عسكريه كاملة التجهيز بكل الأسلحه الهجوميه والمروحيات "بإستثناء حالة مصر") بعمليات إباده جماعيه لا تستثني طفلاً أو إمرأة أو كهلاً..ويعتبر النظام السوري سيد الإباده الجماعيه لخبرته المتوارثه منذ عهد الأب المؤسس لهذا النظام العائلي البغيض..

  الصفه الثانيه : لهذه الأنظمه تتلخص في تبرير جرائمها بحجج واهيه تبلغ حداً من السذاجه بحيث يصبح تداولها بين افراد الشعب نوعاً من التندر وتجمع على أن القمع والقتل يشمل فقط تلك الفئه المندسه المسلحه والتي تمت بصلة القرابه للقاعده حيث تعتقد هذه الأنظمه ان هذا الإتهام سيخفف عنها المساءله والملاحقه القانونيه من الدول الغربيه ناسية تماماً ان مخابرات الولايات المتحده مرتبطة مع مخابرات الدول العربيه بلا إستثناء بإتفاقيات إجباريه وملزمه للإطلاع على أي معلومات لديها تتعلق بنشاط تنظيم القاعده أو أي تنظيم مسلح في اية دولة عربيه. فالدول الغربيه تعرف ان سوريا محصنة تماماً ضد هذه التنظيمات, إلا أن مشكلة هذا النظام العائلي انه يريد من كل شعوب العالم ان تعتقد فقط بصحة رواياته والتي ينقلها إعلام مريض فقد مصداقيته منذ يوم تأسيسه

  والصفه الثالثه : هي إعتماد هذه الأنظمه على إسلوب التهريج في تقديم نموذجهم في مايسمونه بالإصلاح . لقد كان لدى النظام السوري فسحة من الوقت لتقديم وجبة شهيه من الإصلاحات الحقيقيه لشعبه حيث مرت أمامه اربع تجارب ثوريه كان بإمكانه دراستها وإستخلاص العبر منها ,الا انه يبدو ان الديكتاتورين من طينة واحده ومن خريجي مدرسة واحده. فقدم السيد بشار الأسد لشعبه إصلاحاً تهريجياً لا يختلف عن إصلاحات من سبقه فوقع في شر إصلاحاته التهريجيه وإنزلق إلى الهاويه التي سبقه إليها رموز التهريج

   أعزائي القراء

في مساء الخميس ١٦ حزيران / يونيو ٢٠١١ أذاع إعلام النظام خبراً إصلاحياً مفاده أن السيد رامي مخلوف إبن خال الرئيس بشار الأسد سيتوقف عن مزاولة الأعمال التجاريه والإستثماريه وسيقوم بتوزيع ثروته على المحتاجين وتنفيذ المشاريع الخيريه, وعلّقتُ على ذلك ساخراً في صفحة الثوره السوريه على الفيس بوك بقولي بأن السيد رامي مخلوف عليه إستكمال هذا الدور بتربية لحيته.. ووضع مِسبحه مائة حبه وحبه في يده.. وتنظيم قوافل للحجاج على نفقته.. والدعوه العامه للإفطار الرمضاني على مائدته..وذلك حتى تكتمل تمثيلية الإصلاح..فرد على أحد المتابعين ساخراً: إذن فإن رامي مخلوف قد تحول إلى إرهابي سلفي وعلينا إبلاغ النظام عنه.

  إلى هذا الحد من التهريج الغبي إخوتي وأخواتي وصل مستوى الإصلاح في سوريا,إن تنازل السيد رامي مخلوف عن ملياراته بهذه البساطه"وهو كاذب طبعاً" لايعدو عن كونه سوى إعترافاً قانونياً صريحاً بسرقته لهذه الأموال مع عصابته,فمن يعرق في تحصيل أمواله لايتبرع بكاملها لأعمال خيريه بهذه البساطه بل التبرع بنسبة عشريه منها يعتبر امراً ممدوحاً فما بالكم بالتخلي عنها علماً بأن السيد المحسن الكبير لايدفع حتى ضرائبه للدوله؟

إن الإصلاح الحقيقي هو أن يتم توقيف رامي مخلوف وكل شركائه ومصادرة كافة أمواله وتقديمه وعصابته إلى محكمة نزيهة ليجيب فيها على سؤال واحد:من أين لك هذا؟

 أعزائي القراء

 ومادام الشيئُ بالشيئِ يذكر, فقد بقي في جعبتي مثالاً تهريجياً واحداً قدمه لنا الرئيس حافظ الأسد في سبعينات القرن الماضي,عندما دخل على مجلس التصفيق وسط هتافات المصفقين وأشعارهم وخطبهم حيث إرتجل خطاباً قال في

السيدات والساده أعضاء مجلس الشعب ..وبكل نفس راضيه أقول لكم إني كل ما أملك من حطام هذه الدنيا بيتاً وحيداً سجلتٌ عليه في الجمعية السكنيه للعسكريين وإني أقدمه هدية للشعب ...وهنا وقف الأعضاء الموقرين  يهزجون ويهتفون ويصفقون وبعضهم اعينهم تدمع على هذه المكرمه حيث آثر الرئيس ان يعيش مع عائلته في الشارع على أن يملك بيتاً واحداً وجاره بجانبه جائع.

القصه لم تنته بعد..فقد إجتمع مجلس المصفقين وقرروا إنتشال السيد الرئيس من محنته وتمليكه القصور الجمهوريه كلها تعويضاَ عن بيته وكتبوا على بواباتها :"حافظ أسد للأبد" ولما جاء دور إبنه لوراثة سوريا عدّل مجلس المصفقين الدستور وكتبوا لائحة جديده على بوابات القصور الجمهوريه تقول: عائلة الأسد لحكم سوريا للأبد.

أعزائي القراء

من أجل هذا التهريج الممنهج قام الشعب السوري بثورته..وإنه بإذن الله لمن المنتصرين

مع تحياتي