ويلكم لا تفتروا على الله كذبا
ويلكم لا تفتروا على الله كذبا
عبد الله زنجير * /سوريا
أمام هذيان الفرعنة ، قال الكليم موسى ( ويلكم لاتفتروا على الله كذبا فيسحتكم بعذاب ، وقد خاب من افترى ) 61 - 20
هي حكمة الحق و مطرقة الحقيقة و الميزان ، و خلودها ينسحب لحالتنا السورية ، حوارا مع دهاقنة الإعلام الرسمي ، من متحدثين و معلقين و سحرة ، و قد وصلوا لمستويات غير مسبوقة من الأكاذيب و قلة الحياء
الإسلاميون في سورية بتنوعاتهم و مسمياتهم : الإخوان ، السلفيون ، الجهاديون ، التحريريون ، التبليغيون إلخ .. هم القربان المتقبل عالميا و إسرائيليا ، وهم الفريسة المسكينة لأنياب الذئبنة الدعائية و ماكينة الدجل اليانع ، وهم العدو الافتراضي المتكامل و المتجدد ، الذي سينشر الذبح و الطائفية و الإمارات الإرهابية المسلحة ، و سيصفي كل من له رأي آخر أو مذهب آخر أو دين آخر ، من أبناء سورية الجديدة !
إذن ، هي الشيطنة الإعلامية بحذافيرها تقتات بأموال الشعب و تضرب بسيف السلطان . فالشباب المسلم لا يفهم في السياسة ولا العصر ، وهو لا بواكي له ، و إلصاق التهمة به رسالة ثنائية ناجحة للداخل و الخارج ، مأمونة العواقب مضمونة المضار . كما أن ديناصورات الأجهزة الأمنية المتضخمة لديها المهارة والخبرة في اختلاق الأباطيل و صناعة العداوات ، والقدرة الفائقة في مناوشة طواحين الهواء
أذكر الرأي العام بأن لعبة النظام هذه ، تعكس بدائية التصور و الممارسة ، في عالم وسيع متخم بالمعرفة و المعلومات . و في المثل العربي : إذا كنت كذوبا فكن ذكورا ، وما كان يصلح في مواجهة الثمانينيات يعد جهلا في الألفين و أحد عشر . إن التيار الإسلامي السوري العريض ، هو صمام الأمان و راية الخير و فصيل السلام ، و هو الذي حمل و يحمل كل السمو و التضحية و التسامح و الفضائل في تاريخ سورية الحديث . إنهم ( الأخلاقيون ) الذين قدموا كل أنواع المصالح و الذات و حق الدفاع عن النفس ، من أجل وطنهم و أمتهم ، و هذا تماما ما تعرفه السلطات المستبدة وهي تسوق للشنق عشرات آلاف الضحايا في سجون تدمر و المزة و غيرهما ، و تسعون بالمائة منهم لا صلة لهم بالعنف أو الثورة أو المعارضة ، و كثير منهم اعتقل لمجرد لحيته و أجبر على الاعتراف بأنه من الإخوان . كما يستطيع أي باحث رصد آلاف - نعم آلاف - التصريحات و البيانات و المواقف لرموز الإسلاميين ، و خصوصا منذ العام 2000 م وهم يناشدون و يطالبون و يعلنون و يمدون اليد و يفتحون القلب ، بأن تطوى صفحة النزف و أن تضمد الجراح و أن يتم التعاون و أن تتم المصالحة ، و راحوا يوسطون كل الأصدقاء المشتركين و أهل المساعي الحميدة و رؤساء الأحزاب العربية و زعماء الدول و نشامى المروءة ، لكن هيهات هيهات فالنظام أذن من طين و أذن من زفت
الأسوأ أن الخطاب المتواتر و السائد من رأس الهرم و حتى أساساته ، كان الافتخار و الغطرسة و الطاووسية بالنصر المؤزر على الإسلاميين ، وأن على الولايات المتحدة الأمريكية و الغرب استخلاص الدروس و التعلم من سورية الأسد ، كيفية محاربة الإرهاب و سحقه و تجفيفه
استمرأ خبثاء النظام و أبواقه ، حياكة الأوهام و ترويج الحكايات عن الممانعة و الصمود ، تغطية على عجز السلطة و جرائمها و تجاوزاتها لكل أعراف الأرض و قوانين الحياة إذلالا للبلاد و العباد ، وهاهم يكيلون التهم بالأطنان للحلقة الأضعف ، عسى و لعل أن تنقش معهم في ثورة الشعب السوري العظيم
المخابرات السورية المحتضرة بفروعها الأربعة عشر، نجحت سابقا في اختراق الجماعات الإسلامية الإقليمية أو بعضها ، و نجحت في زراعة الفتن و تضييع الأبرياء ، ابتداء من قصة محمد جاهد دندشي - أبو عبد الله الجسري ( قرية الكندة ) الذي استدرج الطليعة المقاتلة للاعتقال والتصفية في 1983 م و انتهاء بمحمود قول أغاسي - أبو القعقاع الكردي ، و مرورا بهاشم شعبان - أبو العلا الديري ، و أحمد أبو عدس و شاكر العبسي و الخلايلة الزرقاوي .. لكنها لن تنجح في تصنيف هذه الثورة السورية السلمية ، و الإسلاميون الذين أرادوا أن لا تصل الأمور لهذا الحائط المسدود و أن ينقذوا القتلة من قتلهم والضلال من ضلالهم والمجرمون من إجرامهم ، قد أعذروا إلى الله و البلد و التاريخ
رحم الله المتنبي : و صرت إذا أصابتني سهام / تكسرت النصال على النصال
* عضو رابطة أدباء الشام