مصطفى لطفي المنفلوطي
مريم سيد علي مبارك/الجزائر
[email protected]
تُراني ماذا سأكتب وما عساني أقول؟؟
هل سأتحدث عن «المنفلوطي» الكاتب المتواضع الذي يخبرك في مقدمته
وقبل أن تغمرك أفكاره بأنه ليس صاحب فضل وبأن الناس يزعمون له الفضل..!؟
هل أتحدث عن المنفلوطي الذي يرسم الابتسامة أم المنفلوطي الذي
يمسح الدمعة؟؟
رجل أحبّ الجمال فتفنّن في رسم الخيال كالحقيقة ورسمِ الحقيقة
كالخيال على صفحات كتابه، بل على لوحاته..!
تحدَّث بكل صدق وروح عن الصداقة، عن الحب والزواج، عن الصدق
والكذب، عن العلماء والجهلاء، عن الحرية، عن الإسلام والمسيحية، عن الإحسان، عن
العدل والإنصاف، عن السلام..أين لعبت الفضيلة أدوار البطولة في النظرات "واحد
واثنين وثلاثة.."
قام بمناجاة القمر وحاكى الطبيعة، فسمع القارئ خرير السواقي
وتغريد البلابل وشعر بوهج الشمس ودفئها..
تحدّث عن الحرية فأبدع في الوصف وقال «الحرية شمس يجب أن تشرق
في كل نفس»..
تحدّث عن الرحمة فكان -كما أراد- شاعرا بلا قافية ولا بحر ونظم
نثرا كالشعر وألف قصائد قلت نظائرها..
ضرب أروع الأمثلة عن النفس البشرية، تحدث عن متناقضاتها وسبر
أغوارها حتى يخيل إليك أحيانا أنك تقرأ لعالم من علماء النفس شهير، يداوي بالفضيلة
من درن الرّذيلة..
لقد أدركت بعد أن قرأت للمنفلوطي أن القلم يمكن أن يعالج
!
يشدك وهو يحكي عن فيكتور هيغو ولامارتين وشكسبير ويهزك وهو يحكي
عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم
فهل أنت ترسم يا منفلوطي أم أنت تنحت؟؟
هل أنت تكتب أم أنت تشدو أم أنت تطرب ؟؟
هل أنت تعزف يا سيدي هل أنت تعزف؟؟
حقا، إن الكتبَ تسكنها أرواحٌ ما أروعها تفهمنا ونفهمها، تحدثنا
ونحدثها من غير أن تتواصل الأجسام أو تتناقل الأقدام أو تتراسلالأقلام !
هي دعوة لكل القراء لإعادة قراءة هذه السلسلة الذهبية
ودعوة لكل الناشرين لإعادة نشر هذه التحف الفنية