الانتفاضة العربية وقضية فلسطين

ثامر سباعنه

سجن مجدو  -  فلسطين

[email protected]

تتسارع الأحداث في الدول العربية بشكل غير معتاد، ويستمر مسلسل الانتفاضات العربية، حيث ينتقل من بلد إلى بلد دون قيود، فحينا تندلع التحركات في شمال إفريقيا، وحينا آخر في الخليج العربي، وأحياناً أخرى في بلاد الشام، من تونس كانت البداية تلاها التغيير في مصر، والصراع ما يزال قائماً في اليمن وليبيا، وشرارته تحاول الانتقال إلى البحرين والأردن وسورية. ففي تونس ومصر كان التغيير.

إن الثورات في تونس ومصر جاءت لتغيير الواقع السياسي الذي تتبعه تلك الأنظمة جراء استخدامها لأساليب قمعية بحق شعوبها أو من خلال ارتباط سياستها بسياسات غربية خدمة لمصالحها الشخصية،إن صوت الشعوب العربية الآن يرتفع بقوة، بعدما ظل محجوبًا لسنوات طويلة، وحينما يرتفع صوت الشعوب، فهذا يعني مقدمة لتغييرات مهمة في الشرق الأوسط، وبغير مبالغة، حينما يحدث هذا فإنه بحد ذاته سببٌ كافٍ للاطئمنان علی المستقبل لأنه عندما ظلت شعوبنا تحت هيمنة بعض الأنظمة والحكام كانت مصائرها مرهونة بهؤلاء الحكام، فضلاٌ عن أن هؤلاء الحكام كان أغلبهم لا يمثلون رغبات الشعوب،
إن  أهمية التغيير في مصر تأتي من كونها أهم تغيير أساسي ملاصق لإسرائيل، ويقوم المشروع الصهيوني على أساس معادلة جوهرها أن شرط بقائه هو ضعف ما حوله. وبعبارة أخرى فإن شرط صعود المشروع النهضوي العربي الإسلامي هو إنهاء المشروع الصهيوني، الذي يجثم كالسرطان في قلب الأمة العربية والإسلامية.

أن القضية الفلسطينية تعد 'عصب العالم العربي والإسلامي' وكل الشعوب العربية الثائرة رفعت علم فلسطين ونادت بتحريرها من المحتل ، وان تلك الشعوب ستكون خطوتها الثانيه بعد نجاح ثوراتها هو فلسطين.

قد تكون المؤشرات على التغيير الايجابي نحو فلسطين وقضيتها بعد الثورات العربية واضحا وجليا في احياء ذكرى النكبه لهذا العام وعدد الشهداء العرب والفلسطينيين الذين سقطوا على حدود فلسطين لاول مرة منذ عشرات السنين ، بالاضافه الى فتح مصر لمعبر رفح وبالتالي بداية حقيقية لانتهاء الحصار المفروض على غزة منذ اربع سنوات، كذلك المواقف السياسيه الواضحه ضد اسرائيل في الاعلام العربي ومن المسؤلين الجدد للدول العربية الثائرة.

ربيع الثورات والانتفاضات العربية اقترب من ان يبسط ازهاره على ارض فلسطين لكن الامر بحاجة لبعض الوقت.