نحترم ولا نقدس
ظاهرتان في العالم العربي وربما الاسلامي المعاصر وهما :
1- تقديس الحكام : فتسمع في نشرة ألأخبار المحلية يكيلون المديح بحق وغير حق ، للحاكم ، وكأنه جاء من السماء . مع أن معظم حكام المسلمين اليوم والغين في دماء شعوبهم .... واحترام الحاكم حق وواجب عندما يكون قد وصل إلى سدة الحكم بطريقة شرعية ...ومع هذا قلت احترامه وليس تقديسه , وفي غزوة بدر وغيرها كيف كان الصحابة يناقشون أفعال الرسول صلى الله عليه وسلم ، ويسألونه أهي وحي من الله أم هي من الرسول صلى الله عليه وسلم ، كما هو حال الحباب بن المنذر [ أهو منزل أنزله الله لك ، أم هي الحرب والمكيدة ؟؟ ] فأجاب الصادق المصدوق : بل هي الحرب والمكيدة ، فقال الحباب : ليس هذا بمنزل . لاحظوا كيف يقول عن اختيار الرسول صلى الله عليه وسلم ( ليس هذا بمنزل ) ..فلو نزلنا بعد الماء فنشرب ولايشرب ، عندئذ أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بتنفيذ ما قاله الحباب في الحال ...والمطلوب أن نلاحظ أن الحباب وغيره من الصحابة لايقدسون الرسول صلى الله عليه وسلم كما يقدس كثير من المسلمين اليوم حكامهم وعلما ءهم ...
2- تقديس العلماء : ويجب أن نحترم العلماء ونحبهم لأنهم طريق الوصول إلى الجنة ، عندما يعلموننا الحلال والحرام ، ويعظوننا فيذكرونا بالجنة والنار ، ولكن كما قلت نحبهم ونحترمهم لكن لانقدسهم .... لقد قرأت كتاب الجهاد للبوطي قراءة معمقة يومذاك ، وكتبت رسالة في الرد عليه وزعتها محليا ، ورأيت كثيراً من إخواني ينظرون لي شزراً كأنهم يقولون ( أنت ترد على البوطي !!!) ...لاشك أن كثيرا منا يقد س العلماء ، والتقديس غير جائز ، ولم يصح بحق الرسول صلى الله عليه وسلم خير خلق الله ، ومن باب أولى أنه لايصح لأي مسلم سواء كان عالما أو غير عالم .....
ولاشك أنه يجب علينا أن نعذر بعضهم ، أما البوطي فلا يعذر حسب فهمي بعد أن كتب كتابا كبيرا يجعلنا فيه من الخوارج ...ويبيح لحافظ الآسد قتلنا ، كما أنه يقول اليوم ماقاله .... ومع ذلك لانجعل البوطي معركتنا ، لأنه لايستحق هذه الثواني التي أكتب فيها هذه الكلمات .... ومثله الحسون وأمثالهم ..... ولا أحد ينكر تقصير كثير من العلماء في القرن العشرين حتى تغلغلت فينا الدعوات القومية والاشتراكية وغيرها .... ولكن يشفع لهم أن البلاء كان عاماً ....