المنهج المعتدل في إدارة الأزمات
هايل عبد المولى طشطوش
[email protected]
لم
يترك الاسلام شاردة ولا واردة الا ووضع لها المنهج القويم وسددها نحو الطريق
المستقيم وذلك بهدف توفير سبل العيش الكريم للانسان الذي هو خليفة الله في ارضة
،ولا شك ان حياة الانسان على هذه البسيطة مليئة بالازمات والمشكلات وهذا تقرير رب
العالمين حيث خلق الانسان في كبد وذلك ابتلاءً واختباراً له لمعرفة ما يصنع وكيف
يقوم بواجب الاستخلاف الصحيح وفق منهج الله الذي ارتضاه له،وبما ان البشر عموما
والمسلمون خصوصا يعيشون هذه الأيام في أماكن شتى أيامًا عصيبة، ومصائب كبيرة،
فانهم وبلا شك بحاجة الى منهجية تخرجهم مما هم فيه. فالعالم اليوم يعيش في عصر ملئ
بالأزمات والكوارث والصراعات ولكن ماهو السبيل لكي يواجه المسلم الأزمات والمصاعب؟
يجب على كل واحد منا ان يضع نصب عينية عددا من الحقائق والثوابت لعلّها تكون عونًا
لنا في الصبر والقدرة
على مواجهة الأزمات ويمكن ايجازها بما يلي:
أولا:-
أن يتيقن المؤمن أن كل ما يواجهه في هذا الكون من حوادث وصراعات فهو بقضاء الله
وقدره
وبعلمه وإرادته ومشيئته لا يخرج شيء من ذلك، كما قال سبحانه:
{إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ
خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} (القمر:49)
كما في حديث عبد
الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول: "كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة", فإذا
علم المؤمن ذلك وآمن به انشرحت نفسه ولم يجزع أو يتسخط، ورضي بقضاء الله وقدره،
وانشغل بعبادة ربه وتحصيل معاشه بنفسٍ مطمئنة.
ثانيا:- أن الصراعات والاختلافات هي قرار رباني وسُنّة من سنن الله في خلقة (
ولا يزالون مختلفين ولذلك خلقهم )
ثالثا:-إن أفضل وسيلة تساعد المؤمن على التخلص من وقع الازمات والم الصراعات هو
الثبات والصبر والاتكال على الله اضافة الى اللجوء الى الله بالاكثار من الأعمالُ
الصالحة؛ كالدعاء والصلاة والصيام والصدقة وغيرها، وكان نبينا محمد صلى الله عليه
وسلم إذا حَزَبَهُ أمرٌ فزع إلى الصلاة، وقد أمر الله
سبحانه وتعالى بالاستعانة
بالصلاة في سائر الأحوال
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ
وَالصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} (البقرة:153).
كما ان من أعظم ما يجب على المؤمن القيام به هو التوكلُ على الله في الرخاء والشدة،
واللُّجوء إليه عند المحن والأزمات، وطلب الفرج منه، فهو الناصر والمعين
{وَمَنْ
يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} [الطلاق: 3]،
رابعا : على المؤمن ان يتقبل قضاء الله وقدرة اذا ما وقع وعلية ان يصبر ويحتسب ولا
يجزع ويعترض على امر الله .
خامسا : على العقلاء والحكماء اغتنامُ
أوقات الأزمات والكوارث والحوادث لنشر رسالتهم في المجتمع، فإن النفوس يومئذ أقرب
ما تكون إلى الخير وتحتاج إلى من ينير لها الطريق، وأن يقوم المربِّي والمعلم بربط
ما يقع ويحدث بالسنن الإلهية الكونية.
سادسا : على افراد المجتمع المسلم ان يتحلو بالوعي والادراك و ضرورة الانتباه إلى
أنة
في وقت الازمات والكوارث والأحداث العصيبة يروج سوق الشائعات والأخبار الكاذبة ، و
التي تتعلق بها الجماهير من دون أن تتثبّت من صحتها
.
إن الإشاعة ونقل الأخبار
بمجرد سماعها وعدم التثبّت منها قد يترتب على ذلك عواقب وخيمة في المجتمع واضطراب
للأمن وخلل في الاقتصاد، والإسلام جعل
منهجًا واضحًا عند سماع الأخبار ونقلها، وهو التثبت والتبيين منها، بل جعل من يحدّث
بكل ما سمع كذابًا، كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه
وسلم قال: "كفى بالمرء كذبًا أن يحدث بكل ما سمع"
وهذا المنهج لا يتغير سواء في حال
السِّلم أو الحرب في الأزمة أو الرخاء، بل إنه ليتأكد حال الحرب والأزمات والكوارث
حفاظا على أمن المجتمع وسلامته.
وهذا المنهج القويم يصلح لعلاج كل انواع الازمات التي قد يواجهها الفرد والمجتمع
المسلم معا ومنها :
-
الازمات الاجتماعية مثل :
-
أزمة الأخلاق :
-
-
الأزمة الأسرية.
-
الازمات الاقتصادية مثل:
-
-
أزمة البطالة.
-
-
أزمة التضخم
.
-
-
أزمة الديون .
-
الازمات السياسية .
ان اتباع الطرق القويمة والسبل السليمة في علاج الازمات وادارتها وفق منهج الله
يساهم وبلا شك في حلها وتلافيها او على الاقل التخفيف من اثارها وعلى الامة ان تدرك
( ان الله لايغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم ).