الخطاب الإسلامي المعاصر بين الفاعلية والانفعال 3

الخطاب الإسلامي المعاصر بين الفاعلية والانفعال

الحلقة الثالثة


د. رمضان عمر

[email protected]

رئيس رابطة أدباء بيت المقدس / فلسطين

مستقبل الخطاب الإسلامي

لا جدال في مستقبل هذا الدين، ولا في حتمية انتصاره، ما دامت البديهيات العقدية قد ضمنت حفظه،وديمومته، وانتصاره؛ والأدلة على ذلك - في كتاب الله وسنة رسوله - كثيرة، منها قوله:

· "ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيراً ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز، الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور"

· :"إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأشْهَادُ"[غافر: 51].

· "وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ" [الروم: 47].

· : "إِن تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ" [محمد:7].

· : "وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ ` إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ ` وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ" [الصافات: 171- 173].

وقد ثبت ذلك تاريخيا؛ قال سبحانه:

وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِن تَأْوِيلِ الأحَادِيثِ" [يوسف: 21]، وقال تعالى: +وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ..." [يوسف: 56].

وفي معركة الإسلام الأولى مع اليهود الحاقدين، بين سبحانه وتعالى كيف أن النصر لا يكون إلا من عنده، وأن واقعية التفكير البشري-في حسابات النصر والهزيمة- ستبقى ضمن نطاقها الضيق - المنطق المحسوس الخاضع للمعاينة الآنية- لكن القدرة الإلهية الغيبية هي التي ستحسم خيارات المعركة، وذلك من خلال تناول النص القرآني لغزوة خيبر في سورة الحشر؛ قال تعالى:

 هو الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم لأول الحشر ما ظننتم أن يخرجوا وظنوا أنهم مانعتهم حصونهم من الله فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا وقذف في قلوبهم الرعب يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين فاعتبروا يا أولي الأبصار

وفي في مسند الإمام أحمد (22320) قَالَ أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ: (وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي بِخَطِّ يَدِهِ: حَدَّثَنِي مَهْدِيُّ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّمْلِيُّ، حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ، عَنِ السَّيْبَانِيِّ- وَاسْمُهُ يَحْيَى بْنُ أَبِي عَمْرٍو- عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ لَعَدُوِّهِمْ قَاهِرِينَ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ إِلَّا مَا أَصَابَهُمْ مِنْ لَأْوَاءَ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَذَلِكَ". قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَأَيْنَ هُمْ؟ قَالَ: "بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ وَأَكْنَافِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ".

فموضوع النصر والتمكين ثابت في عقيدتنا، ومستقبل هذا الدين لا يخضع لمنطق التشكيك، لكن الحديث يدور- هنا-  حول الخطاب الإسلامي، الذي يعد ترجمة بشرية للتصور الديني، وهو تصور بشري خاضع للمحاذير، وقابل لمنطق الفشل والنجاح، ومحتاج للتصويب والتعديل، وقد يخضع لمعالجات كثيرة لينسجم مع متطلبات المرحلة، وإن ركن في كليته إلى التصور الإسلامي الرصين الذي حددته نصوص الشرع التي بيناها آنفا.

لكن هذا التصور البشري" الخطاب الإسلامي المعاصر" تؤيده ضمانات كثيرة باعتباره مستمدا من أصول شرعية ضمنها المشرع؛ فقد كفل الله لعباده المخلصين أن ينصرهم ويمكن لهم إن اخلصوا -هم- له الولاء وقدموا ما عليهم من بذل وتضحية؛ يقول سيد قطب- رحمه الله-:

(وكم من شهيد ما كان يملك أن ينصر عقيدته ودعوته ولو عاش ألف عام كما نصرها باستشهاده، وما كان يملك أن يودع القلوب من المعاني الكبيرة ويحفز الألوف إلى الأعمال الكبيرة، بخطبة مثل خطبته الأخيرة التي يكتبها بدمه، فتبقى حافزًا محركًا للأبناء والأحفاد، وربما كانت حافزًا محركًا لخطى التاريخ كله مدى أجيال). (39)

إذا هي مدخلات جيدة في فصل هذا الخطاب،خطاب تتجلى أسمى صوره في ترجمة مبادئه إلى تضحيات،ومن هنا كان الجهاد ذروة سنام الإسلام

 كل هذه المقدمات لا تمنع أن نتجرد تجردا موضوعيا- ونحن نتحدث عن مستقبل هذا الخطاب- ولا يجوز أن نركن إلى تلك البشارات، ونستكين لها، لان منطق الخطاب يستدعي استراتيجيه تفاعلية لاكتمال حلقات تميزه ونجاعة منطقه.

 هذه المقدمات الواقعية هي التي تعطي تحليلا دقيقا- ضمن قراءة موضوعية- لما يمكن أن يكون عليه الحال في الغد، فمع الأمل والرجاء،ستعيد القراءة الموضوعية أبجديات التحليل المنطقي لمستقبل هذا الخطاب، من أجل إعادة هيكلة  هذا الخطاب، ورسم استراتيجياته المستقبلية.

ولعل منطق التحليل السليم يقوم على قاعدة : إذا صلحت المقدمات جاءت النتائج سليمة موفقة، وعندما تحسن الزرع  فانتظر الحصاد.

وحينما نخلص من هذه المقدمات ندلف مسرعين إلى موضوعنا الأصلي ونحدده بزاويتين :

أولا- مستقبل الخطاب الفكري

ليس بمقدور الخطاب الإسلامي المعاصر أن يبقى رهين التصور التاريخي القديم،ومهما أصر المنظرون على ضرورة التغذية العميقة القائمة على أصول التجربة الإسلامية، فإن هذه التغذية لا يجوز أن تأخذ من مساحة التصور أكثر من القاعدة الإسمنتية الرصينة، التي يبنى عليها بناء جديد  عصري وفاعل، ومن هنا فإن قابلية هذا الخطاب للتطور والتحديث ضمن نطاقه المسموح به ستعطيه مشروعيته في البقاء، من خلال مواكبته الفاعلة لمقتضيات العصر مما يعني أن هذا الخطاب لا بد أن يستفيد من النظريات الفكرية والفلسفية الكونية دون أن ينصهر فيها أو يذوب، بل عليه أن يحدث اختراقا نوعيا في التصور البشري للحياة في عصر العولمة والاتصالات والصناعات الالكترونية الجبارة من أجل تهيئة العقل البشري لقبول فكرة الإسلام الحضاري، وأعتقد أن العقل المسلم في القرن الواحد والعشرين قادر على صياغة واقع فكري حيوي منضبط يستجيب لمستوى التطور المادي المهول دون أن ينزلق في غياهب الانحلال الخلقي والردة الفكرية والطغيان المادي. 

 والراصد لحال الصحوة اليوم يجد المبشرات كثيرة؛فواقع الصحوة يحمل بذور مبشراته؛ فلم يعد الخطاب الإسلامي متحجرا منغلقا على نفسه كما بدا في بدايات القرن الماضي  وأواسطه، فقد استوعبت الأمة مقتضيات المرحلة، وتجاوزت مرحلة البحث عن الطرق والوسائل، وانتقلت إلى مرحلة متقدمة خاضت فيها معارك فكرية كثيرة، أهلتها لمزاولة السياسة وطرح منهج متكامل، بل إن التجربة الإسلامية نجحت في غير موقع لتصدر العمل السياسي والاجتماعي والاقتصادي، وقدمت نماذج رائعة، وذاق عدوها ويلات ضرباتها وترنح كثيرا، وأصبح التحول الكوني نحو العالمية الإسلامية اقرب من حلم المتشوفين لعولمة تعم العالم.

وعلى مستوى الفقه، فقد شهدت الصحوة الإسلامية دعوات جريئة لكي يكون الفقه مواكبا للعصر، ومستجيبا لمتطلبات الواقع؛ ففي ندوة نظمتها وزارة الأوقاف والشؤون الدينية بسلطنة عمان- في الفترة من 9 ولغاية 12 من الشهر الجاري( نيسان 2004)تحت عنوان: "الفقه الإسلامي في عالم متغير" بمشاركة عدد من العلماء والمفكرين والباحثين-دعا علماء وفقهاء عرب ومسلمون إلى أهمية مواكبة الفقهاء المتغيرات الحاصلة بالمنطقة العربية، وقد أوضح رئيس رابطة علماء الشام وهبة الزحيلي أن فقهاء الأمة الإسلامية في أشد الحاجة للانطلاق على أساس من العلم الرصين، والانفتاح على ثورة المعلومات، وآفاق التغيير في العالم المعاصر، رافضا تجاهل الفقهاء للقضايا المعاصرة ومتعلقاتها.

وأكد غير باحث  ومفكر، في غير  مشهد وموقع، على ضرورة هذا الانفتاح المعرفي،والمواكبة الفاعلة لمقتضيات المرحلة؛يقول الباحث عبدالله أحمد اليوسف

" ومن المهم للغاية أن يرتقي الخطاب الإسلامي المعاصر إلى مستوى التحديات الجديدة التي تواجهها الأمة الإسلامية، وذلك من خلال فهم لغة العصر وثقافته، وتجديد الخطاب الإسلامي بما يتلاءم مع روح العصر ومنجزاته العلمية،‏وتجاوز الاستغراق في قضايا الماضي وموروثاته،‏إلى الانفتاح على قضايا الحاضر،‏واستشراف المستقبل."

فهو مثلا بحاجة إلى الاستفادة من وسائل الإعلام الحديثة كأدوات فاعلة في نشر فلسفته وأفكاره، وهو- أيضا- بحاجة إلى العمل على إحداث خرق نوعي في مؤسسات عالمية كانت طوال فترة القرن الماضي حكرا على الصهيونية العالمية أو الصليبية الحاقدة، أو العلمانية المتحررة، وذلك لن يتنافى مع سعيه الدءوب لتحكيم شرع الله؛ فالحرب سجال، ووسائلها متعددة، ولا يحوز أن يبقى منطق التغيير والإصلاح في الفكر الإسلامي يدور حول فكرة تحطيم الصنم بالفأس، إذا كانت هناك أدوات فاعلة غير الفأس؛ فقد استطاع الرسول- صلى الله عليه وسلم- أن يقيم دولة في المدينة دون أن يريق قطرة دم واحدة، وفي سيرة الرسول-صلى الله عليه وسلم - من الأمثلة ما يكفي على تأكيد هذا المنهج.

ثانيا- مستقبل الخطاب السياسي

واقع الصحوة الإسلامية المتحرر من قيد الجمود سيسارع في تحطيم صنم العربدة الغربية، وسيعمل  على انهيار النظم العربية الدكتاتورية، وسيسعى إلى  ونشوء دولة المؤسسات والقانون، وغياب سياسة القطب الواحد؛ وانفراج أزمة العمل الإسلامي؛ مما يعني ميلاد مرحلة جديدة تسمح لهذا الخطاب أن يجوب الأرض ذهابا وإيابا بعد أن تسلح بمنطق حضاري وواقعية إسلامية ورؤية عميقة .

أما الواقع الغربي المتغطرس، فهو واقع متهاو قريب الزوال؛لأنه يخضع لسنة الحياة في التغيير "وتلك الأيام نداولها بين الناس "، وقد بدأت تصدعات ذلك الجدار الفولاذي تتراءى للعيان في أكثر من موقع، وعلى غير شاكلة.

 وإذا كان الفيلسوف المؤرخ العالم الألماني (اوزوالد شبنجلر 1880-1936) قد تنبأ قبل نصف قرن تقريبا بانهيار الغرب من خلال  كتابه “تدهور الحضارة الغربية”؛فان قراءات القادة السياسيين المعاصرين أثبتت ذلك بالفعل،فهذا "دونالد رامسفيلد" الوزير السابق للدفاع الأمريكي يقول، في تعليق له حول مستقبل العراق، وكان ذلك في جامعة " جون هوبكنـز" بتاريخ 5/12/2005 : (ستكون العراق بمثابة القاعدة للخلافة الإسلامية الجديدة التي ستمتد لتشمل الشرق الأوسط، وتهدد الحكومات الشرعية في أوروبا وأفريقيا وآسيا، وهذا هو مخططهم، لقد صرحوا بذلك وسنقترف خطأ مروعاً إذا فشلنا في أن نستمع ونتعلم)

 وفي السياق ذاته يقول الـ"د. أحمد القديدي" وهو تونسي مقيم في الخارج في مقال نشر له في صحيفة الشرق القطرية الصادرة يوم 17/5/2006م تحت عنوان "العلماء الأميركيون يتوقعون عودة الخلافة عام 2020م يقول «في الصفحة 83 من التقرير الخطير الصادر هذه الأيام عن مؤسسة "روبير لافون" للنشر الباريسية بعنوان:" كيف ترى المخابرات الأميركية العالم عام 2020م؟" نقرأ الفقرة التالية: سوف يتمتع الإسلام السياسي من هنا إلى عام 2020 بانتشار واسع على الصعيد العالمي، ونتوقع أن ترتبط الحركات الإسلامية العرقية والوطنية ببعضها البعض، و تسعى ربما إلى تأسيس سلطة تتجاوز الحدود القومية». ويتابع فيقول: «هذا بالضبط ما يتوقعه علماء أميركيون وأشهرهم على الإطلاق عالم الاجتماع وأكبر خبراء استشراف المستقبل "ألفين توفلر" صاحب كتاب -صدمة المستقبل- و العالم "تيد غوردن" أكبر خبراء المشروع: ميلينيوم بروجكت الذي أنجزته منظمة الأمم المتحدة، و العالم "جيم ديوار" من مؤسسة راند كوربوريشن، والعالم "جاد ديفيس" المخطط لكل برامج شركة شل البترولية و غير هؤلاء من الأعلام الذين لا يشق لهم غبار في علوم استشراف المصير». ويضيف: «وبالطبع فان هذه الكوكبة من الأساتذة الجهابذة عملوا لمدة عامين لفائدة الوكالة المركزية للمخابرات بواشنطن، وخرجوا بتقرير خطير وأمين يرسم ملامح العالم بعد 15 سنة من اليوم، كما يرونه و من خلال المؤشرات التي بين أيديهم».

 

أما جريدة "مليات" التركية فقد ذكرت في 13/12/2005م نقلاً عن صحيفة نيويورك تايمز أن «أصحاب الصلاحية في إدارة بوش باتوا يتداولون كلمة «الخلافة» في الآونة الأخيرة كالعلكة. لقد باتت إدارة بوش تستخدم وصف الخلافة قاصدةً به الإمبراطورية الإسلامية، التي كانت في القرن السابع تمتد من الشرق الأوسط وحتى آسيا الجنوبية، ومن شمال أفريقيا إلى إسبانيا...». وكتب المعلق الأميركي " كارل فيك" في صحيفة الواشنطن بوست، في 14/1/2006م، تقريراً مطولاً ذكر فيه أن «إعادة إحياء الخلافة الإسلامية، الذي يهاجمه الرئيس الأميركي جورج بوش، يتردد في أوساط السواد الأعظم من المسلمين»، وذكر أن «المسلمين يعتبرون أنفسهم جزءاً من «الأمة» التي تشكل قلب الإسلام، كما ينظرون إلى الخليفة كشخص جدير بالاحترام». وأشار هذا المعلق إلى أن «حزب التحرير، الذي ينشط في عدد من البلدان عبر العالم، يصرح بأن هدفه هو إعادة الخلافة لسابق عهدها».وفي 5/9/2006م عاد جورج بوش ليتحدث عن الخلافة فقال: «إنهم يسعون إلى إقامة دولتهم الفاضلة الخلافة الإسلامية، حيث يُحكم الجميع من خلال هذه الأيديولوجية البغيضة، ويشتمل نظام الخلافة على جميع الأراضي الإسلامية الحالية».

وفي 11/10/2006م أكد بوش 3 مرات أثناء مؤتمر صحفي مطول في البيت الأبيض أن وجود أميركا في العراق هو لمنع إقامة دولة الخلافة التي ستتمكن من بناء دولة قوية تهدد مصالح الغرب وتهدد أميركا في عقر دارها.

كل هذه القراءات الغربية تؤكد ان المشهد السياسي المستقبلي

لن يكون أبدا في مصلحة الغرب، وإن زلزالا كونيا ينتظر حدوثه في هذا القرن يحمل بصمات إسلامية، وما ثورات التغيير العربية التي بدأت تجتاح العالم العربي إلا إنذارا أوليا لطبيعة التغيير المستقبلي المنشود، فهذه الثورات وإن لم تتسم بالصبغة الإسلامية الخالصة إلا أنها تمثل مناخا ملائما وأرضا خصبة لزراعة المشروع الإسلامي الكبير والمنشود بإذن الله تعالى.