شعب لا يهاب الموت... تكتب له الحرية

علي الأحمد

[email protected]

أثبت الشعب السوري خلال هذا الشهر أنه شعب حر أبيّ عملاق ، لا يهاب الموت ولا يعرف الإستكانه . صبر عشرات السنين ووضع على الجرح ملح وسكت لان الظروف لم تكن تسمح له أن يقف كما يقف اليوم ، فرصة تاريخية لاحت له فاستغلها أحسن إستغلال ووثب في وجه البغاة : الشعب يريد إسقاط النظام .

بإصرار وبعناد نادرين يقف مكشوف الصدر أمام المسلحين المدججين ، يمارسون عليه السادية البغيضه ، يقيدون الرجال ويسوقوهم الى المعتقلات كما كان يفعل الطليان بالشعب الليبي إبان ثورة التحرير المجيده ، يدوسون على رؤوسهم بالنعال ، وفي اليوم التالي تنطلق الحرائر لتفك أسر الرجال والشباب والاطفال معصوبي الاعين مكسري الارجل ومشوهين ، ولكنهم يستمرون ويثابرون في الغد لإيقاد شمعة جديده للحريه . إنه شعب الابطال يقدم كل يوم عشرات القرابين من خيرة أبنائه في تلبيسه وحوارن البطله وحمص الابيه الصابره المتحديه ، تخرج عن بكرة أبيها لتشييع أبنائها وللاستعداد ليوم جديد حافل بالامل والعطاء والبذل والتضحيه في سبيل الله وتحرير الانسان .

لن نبخس من حق إخواننا الذين سبقونا في الثورات ، ولكن الحقيقه تقال أن الليبيين فقط كانوا الاكثر تضحية وعطاء من دمائهم ، ويليهم السوريون الذي قدموا لحد الان مئات الابطال بين شهيد وجريح ومفقود .

إنها ثورة الابطال سيخلدها التاريخ في أوسع صفحاته ، ثورة المحرومين والمقهورين والمعذبين في وجه جلاديهم ، ثورة الضعفاء وثورة المثقفين والجامعيين ، وثورة الكادحين الذين أعياهم الركض وراء رغيف الخبز الحلال .

سوريه تنتصر .. تتحرر .. تفك قيودها ... تحطم الاصفاد لتفتح عصرا جديدا لأبنائها ، عصر الامل بالغد القريب القريب ، الخالي من الظلم والبطش ، والمفعم بالحرية والحب . سوريه الى الامام .