تقف الكلمات حائرة عن مدحك ياأختاه

د.عبد الغني حمدو /باحث وأكاديمي سوري

[email protected]

[email protected]

كانت تسمع خطاب المهزلة

لعلها كانت تريد أن تر رجلاً واحداً في مجلس النواب

ولكنها لم تجد بينهم رجلاً مع أن منهم من يلبس العمائم ويقف خطيبا وإماما للمسلمين في الجوامع , ومنهم من يلبس اللباس العربي الأصيل والشوارب منتشرة فوق فمه كشكل قنفذ على فتحة مجارير , والبدلة الرسمية والثقافة التي يحملها , ظهرت لها في البداية أو بالأحرى بدت لها أن هؤلاء القوم رجالا يمثلون الشعب والنخبة فيه

وانتهت حفلة الزفاف وخرج عريسهم الأهبل وخرجوا معه مهللين مكبرين , فمنهم من وصفه بالزعيم الأوحد ومنهم من قال عنه حاكم العرب , ومنهم من قال حاكم في السماء والأرض والبقية منهم من أطلق عليه ملك ملوك العالم

وأحاطت فيه المرافقة ويحملون السلاح والهواتف والكميرات وكل شيء له علاقة بالحماية

والمنافقون يهللون له

وفجأة دب الرعب عند الجميع , وبدأت الفوضى بين صفوف المتظاهرين وهرب الكثيرون منهم واختلط الحابل بالنابل , واستنفرت المرافقة وخافوا من الوضع

لم يكن ذلك الذي أخاف الناس ودب الرعب في أوصال القيادة السورية من الرئيس للمرافقة للنواب للمتظاهرين , والذين كانوا يهتفون وقتها بالروح بالدم نفديك يابشار

وكانت الصدمة شديدة وتبين النفاق بسرعة وتبدد الكلام الذي كانوا يرددونه علنا ليقول كل واحد فيهم نفسي ....نفسي , ويتحول للوراء هاربا على وجهه , وانقطع ألصوت فجأة ولا تسمع بعدها إلا ضراطا

لم تكن هناك قنبلة صغيرة ولا كبيرة , ولم تكن هناك طائرة حربية ولا صاروخ قادم , ولا شخص يحمل سلاحا , أو حزام ناسف

هي تعلم أنها لن تستطيع أن تؤذي أحدا ومن هرب وارتعد وخاف  يعرفون ذلك , ولكن الجبن يكمن في قلب نوعين من البشر الظالم المستبد والمنافق , وكل الذين كانوا هناك ينتمون لهاتين الفصيلتين , ويدافعون عن بعضهم في الرخاء ولكن عندما يشتد الخطر يحطمون بعضهم بعضا وكل واحد منهم يقول أسألك نفسي

هي لم تستطع أن تنال من الجميع , ولكنها استطاعت بسلاح بسيط أن تجبر الجميع على مسح البصاق عن وجوههم , الكل حمل المنديل ومسح وجهه وأولهم الرئيس

لعل البعض يتساءل

أن مافعلته هذه المرأة يعد انتحاراً , ومصيرها القتل لامحالة بعد تعذيب طويل تفنن فيه رجال المخابرات السورية على مدى عقود وذهب ضحيته عشرات الألوف من المجتمع السوري.

لو كنا نعرف المرأة والمظالم التي وقعت عليها فليس من الضروري اللجوء لهذا السؤال,ولكن يمكن القول أن الذي أوصلها لهذه التهلكة هو :

 حرقة قلبها , والأمل الذي كان في داخلها من انتظار الخطاب طويلا , والأمل في رجولة ممثلي الشعب لكي يتم التخفيف عن كاهلها وعودة بعض حقوقها ربما أباها او اختها أو كل أفراد عائلتها مفقودون في زنازين هذا النظام

استجمعت قواها وكانت أعظم مجاهدة , في هذه الحركة البسيطة من فم هذه المرأة الحرة والمنكوبة , أعطت دليل مادي لايقبل التأويل , أن من يطبل ويزمر ويتحدث ويهتف بسوت عال (بالروح بالدم نفديك يابشار) ماهم إلا مجموعة من المنافقين الكاذبين الدجالين من شيوخ بعض العشائر لبعض الكتاب والمثقفين للعامة والخاصة من المفتي ومن والاه, فهو يمثلهم فقط , أما البقية من الشعب السوري فحاله كحال هذه اللبوة المنتفضة والتي أعطت درسا لكل حر في سورية

بأي وصف أصفك فيه ياأختاه؟

إنني محتار بأي كلمات الثناء أحيطك فيها

فلم أر وجهك ولكن رأيت غطاء رأسك الأبيض , فالله تعالى يحب البياض من اللباس , ودعائي إلى الله تعالى ان يثني عليكي من خلقه ويجعلك من الصفوة المقربين والشهداء والصديقين عنده , أما عندنا فمقامك في قلوبنا يملأها فخرا وشافيا لغيظها  في الانتقام من هؤلاء المنافقين أمام العالم أجمع

لقد اختفت الرجال واندثرت من الشام ولم يبق إلا أنت

فهل سيتحرك الجمع بعدها حتى يخلص أخته من بين أنياب الذئاب ؟

فهي وحدها فقط تستحق خروج سورية عن بكرة أبيها للمطالبة في حريتها وصونها وصون عرضها من مجتمع الذئاب هؤلاء والمنافقين

وإن شاء الله يوم الجمعة إليك قادمون ليخلصوكي من الأسر , ياأشجع امرأة ورجل في سورية , فأنت التي تستحقين أن تكونين ملكة سورية لاهذا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!