عرش بلقيس والمارد الأعزل

عبد المعز الحصري

[email protected]

1- عرش بلقيس "المعاصر" والمارد الأعزل

انّ عرش بلقيس الاول انما انتزعه وزلزله عبد آتاه الله العلم – قالت عائشة رضي الله عنها قال النبي صلى الله عليه وسلم " إن اسم الله الأعظم الذي دعا به آصف بن برخيا يا حي يا قيوم " وقال الزهري : دعا الذي عنده اسم الله الأعظم ( يا إلهنا وإله كل شيء إلها واحداً لا إله إلا أنت إيتني بعرشها) فمثل بين يديه ، المرجع تفسير القرطبي ج12 ص204 – قلت : وهو جندي من جنود الله في جيش نبي الله سليمان –عليه السلام – آتاه الله علم من الكتاب ، وها نحن نرى عروشا لبلقيس -المعاصرة ،وهم أشباه الرجال - تتزلزل تحت صحوة الشباب الأعزل المصمم على رؤية أمة واحدة تحت شعار " كلكم لآدم وآدم من تراب " ، " إنّ أكرمكم عند الله أتقاكم "هذا الشباب تسلح بسلاح العلم و الايمان والعزيمة والطهارة ،فكانت ثورته – من آيات الله في خلقه- من عجائب عصر الجبابرة الذين لايرقبون في مؤمن ضعفا ولاعهدا يأكلون خيرات البلد في زمن الرخاء ويحرقون الأخضر واليابس في زمن الشدة

لابد من تصحيح المسار والتحام الامة ببعضها البعض حتى نفوّت على الاستعمار الجديد فرصة الانقضاض علينا واقتطاع دولة بعد دولة ويقسمنا الى دويلات مجزأة ولاأنسى ذلك المتربص بنا وهو يلبس لباسنا ويدّعي أنه يدين بديننا، ويسيّل من دمنا في كل يوم أنهارا ويبتلع من أرضنا كل دقيقة هكتارا، وربما ينصّب هذا نفسه بديلا عن دولة يهود فينقض علينا ونحن نصفق له لجهلنا بحقيقته وتاريخه الاسود،ومسرحيته السخيفة بقذف صاروخ على أمه في الرضاع ، والذي يحز في النفس أنّ البعض كاد أن يسجد له قلبه ، وانطوت عليه خدعة النصر المزيف، وقد حذّر سيدي الوالد منه قبل أن يولد – من جديد في عصرنا – وهو في المخاض فقال سيدي الوالد غدا يستحلّون العراق و.. ولبنان .. ويصبحون كفكي كماشة على الحرمين

الصلح خير(الأمة تحتاج إلى حكمة يمانية)

أقول : نبهني الله وإياكم من نومة الغافلين ، آن الآن أن نمد جسور الصلح بين إخوتنا كباراً وصغاراً حتى يكمل بناء الأمة بناءً قوياً مرصوصاً يشد بعضه بعضاً فتسعد الأمة بكتابها و إتباع نبيها صلى الله عليه وسلم وإقرار كتاب ربها منهج حياة ، وطريقاً مستقيماً يوصلها إلى بر السلام .

" طه (1) مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى (2) " سورة طه ، ولابد الآن أو بعد حين للّيل أن ينجلي ولا بدَّ للقيد أن ينكسر .

وسوف يأتي يوم ينقلب السحر على الساحر ويصبح صفر اليدين والعاقل من اتعظ بغيره وعرف قدرَ نفسه فقد ورد في الحديث " الكيِّسُ من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني . أنّ أهم شيء في زماننا أن تفرز لنا الامة حكمة يمانية تحقن من خلالها دماء عزيزة علينا ، - ( فان حرمة دم المسلم أشد عند الله من حرمة الكعبة المشرفة ، سمعت هذه الكلمة من سيدي الوالد الشيخ أحمد الحصري رحمه الله ) - ، فالخير كل الخير في امتنا ولنسأل أهل الذكر فهم حكماء – سياسيين- ربانيين، " قال في قصص القرآن : ...... لمحت الملكة بلقيس في كلام رجالها ميلاً إلى الحرب فزيفت كلامهم وخطأت رأيهم وأبانت لهم أن الصلح خير فقالت ليس لنا بد من السمع والطاعة ولنبادر إلى إجابته ونسارع لقبول دعوته " قصص القرآن، محمد أحمد جاد المولى ص 170. اللهم اهدي الامة لما فيه صلاحها وحقن دمائها وتوحيد صفها

3 – الحبل على الجرار

كان سيدي الوالد الشيخ أحمد الحصري رحمه الله من على منبره يحذر الأمة – أيّام الحرب الأهلية في لبنان – بقوله للمثل المشهور ( إذا حلق جارك - ويسكت هنيه ويقول كملوا المثل مالكم سكتم فيجيب الناس بقولهم - بل أنت ، فيجيبهم الشيخ بل بلوا أنتم)قلت وهذا تحذير من الشيخ حتى لايغير الناس دينهم فيستحقوا مقت الله وغضبه ،وقد ورد هذا المثل - "إذا حلق جارك بل أنت "وهو يقال عادة كناية عن اقتراب الخطر ... منك- تحت رقم 100من الصفحة 85 من كتاب الأمثال الحموية للدكتور عبد الرزاق الكيلاني جزاه الله خيرا ، ومثله في مصر ( لمّس على رأسه )، قلت : إنّ ما أخشاه أن يقطف أعداء الامة ثمرة نضالها ويعمدوا الى أنشاء الشرق الاوسط الجديد والذي يكون فيه أبناء المغضوب عليهم والضالين وأصحاب الأعلام السوداء على رؤوسهم ذوي الناصية الكاذبة الخاطئة- في حق من ثبتت له الصحبة في القرآن الكريم رضي الله عنه- هم سادة الموقف ويصبح عدد الدول العربية أكثر من عدد الأحرف الأبجدية ، وكما قيل أول الغيث قطرة والمثال الحي على ذلك العراق و السودان ...والحبل على الجرار

4- أطفال Space Toon يشاهدون قناة الجزيرة

إذا كان شباب الـ (Face Book وأخواتها ) صنعوا شبه معجزة مع الجبابرة في يوم جمعة اجتمعت عليهم ظلمات ، أنستهم العز والعزيز وزلزلت الأرض تحتهم زلزالها وأخرجتهم من قصورهم المشيدة وعطلت صفو كدرهم و أسقتهم من الماء أجاجها ، فتركوا جناتهم ومقامهم الكريم – في نظرهم – فارين من غضبة المارد الأعزل والمدجج بعزيمته على استعادة عزته و كرامته المسلوبة

يخرج الطفل – دون السنتين- من بيته فيسمع صوت الهرة فيقلد صوتها وقد كنت قبل ذلك أحاول لأكثر من مرة – ومع عدة أطفال – أن أسمع بأذنيّ وأعرف اسم واحد منهم لكنني لم افلح في فهم أسمائهم فإذا بأبي أحدهم يقول له ماذا تقول الجزيرة فيحرك لسانه ويقول وهو يتلعثم في كلامه " الجزيرة تقول الشعب يريد إسقاط النظام " وقد حصل هذا معي في أحد الدول العربية . ويقول أحد بائعي ألعاب الأطفال : أنّ الأطفال يرفضون اختيار آبائهم لألعابهم ويختارون الدبابة والبندقية والمسدس قلت وفي هذا بيان صريح للكبير بأن الخطأ يركبه مادام يدفن رأسه في التراب وينظر إلى غيره بعين الحقارة والاستصغار فلابد من إعطاء كل ذي حق حقه ولابد من الصلح والصلح خير ولابد من فهم " كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته " الحديث ، وقول العادل الفاروق " متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا، ...والله لو عثرت دابّة في العراق لخشيت أن يسألني الله عنها لِمَ لَمْ أعبد لها الطريق.