إضاءات في عالم المرأة المسلمة

"القسم الثاني"

د. صلاح الدين بن عباس شكر

ألقيت في منتدى شاعر المدينة المنورة الشيخ : خالد النعمان .

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى من اتبعه واهتدى بهديه واقتفى أثره إلى يوم الدين .

 وبعد : فإن أعداء الإسلام  أعداء الإنسانية قديما وحديثا صوبوا سهامهم لحرب الإسلام وخصوا المرأة المسلمة بأكبر السهام بقصد إخراجها عن دينها وعفتها وشرفها ، وبين الفترة والأخرى يعلو نباحهم ويرتفع نهيقهم ويشتد فحيحهم  ، يتبعهم  ويقلدهم حثالة من ببغاوات العلمانيين والمرتدين عن دينهم ، ولكن حربهم ومكرهم  ارتد عليهم فخابوا وخسروا، ( ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ) الأنفال (30)

كناطح صخرة  يوما ليوهنها   :     فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل

أيها الإخوة الأفاضل : ليس هناك نظام على وجه المعمورة قديما وحديثا شرقا وغربا شمالا وجنوبا أكرم المرأة ورفع من شأنها ومكانتها في الإسلام . فإن للمرأة في الإسلام مكانة رفيعة وشأن عظيم  . لقد تكلمت في محاضرتي في الأسبوع الماضي في القسم الأول عن بعض نماذج من قمم المسلمات المربيات المجاهدات التي تربين في كنف الإسلام . وفي هذا اليوم سأتكلم عن قمة هذه القمم كلها :

إنها الصديقة بنت الصديق  أم المؤمنين : عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنها .

لقد أوذيت  أمنا عائشة رضي الله عنها من قبل سفهاء وآفاكي المشركين والمنافقين   قديما وحديثا . فهي أم المؤمنين بنص كلام الله تعالى: (النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ) (الأحزاب6) وخاسر الحبيب  :   يُكذِّب ذلك ويكذِّب دلالة قول الله تعالى : ( يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَّعْرُوفا ،  وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِير (الأحزاب (32 و33) . ويتضمن كلامُه أيضاً تكذيبَ آياتِ سورة النور التي نزلت في براءة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ، كما ثبت في سبب نزولها في حديث الإفك الطويل ، ومما جاء فيه  .((فسُرِّي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يضحك ، فكانت أول كلمة تكلم بها أن  قال : ((يا عائشة، أما والله فقد برأك )) . وأنزل الله تعالى: (إن الذين جاؤوا بالإفك عصبة منكم)  العشر الآيات من سورة الأحزاب ، (( ثم أنزل الله هذا في براءتي)) . متفق الله . وفي كلام خاسر الحبيب هذا إيذاءٌ عظيمٌ للنبي صلى الله عليه وسلم، واعتداء وطعن في شرفه. ومن الثوابت في القرآن الكريم والتي يعتبر إنكارها وجحودها كفر التكذيب ببراءة أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها من الخيانة والفاحشة . والله جل جلاله  وتقدست أسماؤه توعد باللعن من رماها بالفاحشة ، كما أن علماء الإسلام حكموا بكفر من رمى السيدة عائشة رضي الله عنها بالفاحشة بعد براءة الله لها ، وأن ذلك تكذيب  لله الحق ، ورد لصريح القرآن .

والواجب علينا كمسلمين الانتصارُ لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم ولعرضِه وأهلِ بيته وأحبِ الناس إليه أمِّنا الطاهرة المطهرة عائشة رضي الله عنها، قال الله تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُّهِيناً). (الأحزاب57) وندعو عامة الشيعة إلى دين الله الحق الثابت في الكتاب والسنة،ومعرفة حقيقة دين فرقة الإمامية الإثنا عشرية التي لم تظهرإلا في منتصف القرن الثالث الهجري فهو مذهب قائم على الكذب والخرافة والتقية ولعن الصحابة وتكفيرهم ، ودعاء غير الله ، وعبادة القبور،  وعبادة الله بما لم يشرع كضرب الأجساد وجرحها بالسيوف والسكاكين وبالاحتفالات البدعية ،  وأكل مراجعهم لخمس أموال الشيعة بالباطل ،  وقولهم إن القرآن ناقص ومحرف ، وأن القرآن الكامل مع المهدي ،  وأنه  إذا خرج آخر الزمان سيحكم  بحكم  نبي  الله داود .  إلى غير ذلك من خرافاتهم وترهاتهم .  ومكانة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وفقهها وعلمها مما لايخفى على أحد .  وقد وصفها أحد     الشعراء  فقال : 

وكانت أمنا في العلم   بحرا      :     تحل  لسائليها  المشكلات

وعلمها  النبي   أجل   علم       :      فكانت من أجل العالمات   

فقد كانت السيدة عائشة رضي الله عنها أكثر نساء الأمة فقها ً, وأعلمهن على الإطلاق , وكان كبار أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يرجعون إلى قولها ويستفتونها، وكانت على ذكاء كبير وقد أتاحت لها ملاصقة حجرتها للمسجد أن تكون على صلة دائمة بخطب الرسول صلى الله عليه وسلم وأحاديثه وأحكامه تحفظها , وتسأل عما غاب عنها , وكانت على معرفة بأسباب نزول الآيات ، ومناسبات ورود الأحاديث , الأمر الذي يَسّر لها ملكة فقهية ً قل ّ نظيرها .  وهذا يدل ُّ على كثرة الأحاديث التي روتها بالنسبة إلى بقية نسائه ،  فقد روت (2210) أحاديث   .وأضافت عائشة رضي الله عنها إلى ذلك معرفة بالشعر , والأنساب ، والطب , حتى كان عروة بن الزبير وهو ابن أختها أسماء يتملكه العجب من إحاطة خالته عائشة رضي الله عنها بهذه العلوم كلها , فيقول لها متعجبا ً:  إني لأتفكر بأمرك فأعجب , أجدك من أفقه الناس , فتقول : ما يمنعني ؟ زوجة رسول الله وابنة أبي بكر , وأجدك عالمة ً بأيام العرب , وأنسابها وأشعارها فتقول  : وما يمنعني ؟  أبي علاّمة قريش ،  ويقول : لكني إنما أعجب أن وجدتك عالمة ً بالطب  فمن أين ؟ فتُجيب السيدة عائشة  رضي الله عنها , فتقول : يا عُرّية  إن رسول الله  صلى الله عليه وسلم كان  إذا مرض فكان أطباء العرب والعجم يصفون له الدواء فتعلّمت ذلك  ويقول أبو موسى الأشعري رضي الله عنه : ما أشكل علينا أصحاب رسول الله حديث قط , فسألنا عائشة إلا وجدنا عندها منه علما . أخرجه الترمذي..........

حُرمت السيدة عائشة الذرية لحكمة ربانية وهي أن تتفرغ للمهمة التي أرادها الله لها ، وهي حفظ الرسالة ونقلها للمسلمين بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم . عاشت رضي الله عنها حوالي ( 41 ) عاماً بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ،  تعلم المسلمين دينهم ،  ويسألها كبار الصحابة كلما  أشكل عليهم أمر .  وتوفيت  عام     ( 57 أو 59) هجرية رضي الله عنها..

سئل شيخ الإسلام ابن تيمية عن خديجة وعائشة : أميّ المؤمنين رضي الله عنهما أيتهما أفضل ؟ قال : "رحمه الله تعالى "سبقُ خديجة ، وتأثيرها في أول الإسلام ، ونصرها وقيامها في الدين لم تشاركها فيه عائشة ، ولا غيرها من أمهات المؤمنين ، وتأثير عائشة في آخر الإسلام ، وحمل الدين ، وتبليغه إلى الأمة ، وإدراكها من العلم ما لم تشاركها فيه خديجة ولا غيرها مما تميزت به عن غيرها " مجموع الفتاوى (4/393). وقال الإمام الذهبي عن السيدة عائشة في سير أعلام النبلاء : " أفقه نساء الأمة على الإطلاق ، روت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم  علماً كثيراً طيباً مباركاً فيه " . ومن فضائلها : عن مسلم بن صبيح قال: سألت مسروقاً : أكانت عائشة تحسن الفرائض؟ قال: " والذي لا إله غيره لقد رأيت الأكابر من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم يسألونها عن الفرائض" رواه الدارمي وصحح محققه إسناده . قال عروة بن الزبير : ما رأيت أحداً أعلم بالقرآن ، ولا بفريضة ، ولا بالحلال ولا بالحرام، ولا بفقه ، ولا بطب ولا  بشعر ولا بحديث العرب ولا بنسب من عائشة . وقد ثبت رجوع أكابر الصحابة مثل عمر وعثمان وعلي وابن عمر وابن مسعود وابن عباس وغيرهم في الكثير من المسائل التي كانت تشكل عليهم إلى أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها فكانت تفصل بينهم بالحكم الشرعي ..وآخرا لا أخيرا فقد شاركت أمنا أم المؤمنين عائشة الصديقة بنت الصديق رضي الله عنهما  غيرها في فضائل عامة . وانفردت بفضائل ومناقب وخصائص ذكرها العلماء وأهل السير والتاريخ ودونتها كتب السنن والصحاح والآثار : منها 1- إنها كانت أحب أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه ، 2- وإنه لم يتزوج غيرها بكرا ، 3- إن الله برأها مما رماها به أهل الإفك والبهتان ، 4-  إن الوحي كان ينزل على النبي صلى الله عليه وسلم وهو في لحافها دون غيرها ، 5- إن الأكابر من الصحابة رضي الله عنهم كانوا يستفتونها فيما أشكل عليهم من أمور الدين ، 6-  إن الرسول الله صلى الله عليه وسلم توفي في بيتها وفي يومها ، 7-  إن جبريل عليه السلام أرى صورتها للنبي قبل أن يتزوجها ، 8 - إن الناس كانوا يتحرون بهداياهم يومها من رسول اله صلى الله عليه وسلم ،  9- إن الرسول الله صلى الله عليه وسلم بدأ بها لما أنزل الله عليه آية التخيير .

    وقد أنشد ابن بهيج الأندلسي مدافعا عن أمنا العفيفة الطاهرة عائشة  أم المؤمنين رضي الله عنها قائلا بلسان حالها :

ما شَانُ    أُمِّ  المُؤْمِنِينَ   وَشَانِي   :    هُدِيَ المحب لهـا وضَـلَّ  الشَّاِنِّي

 أَقُولُ   مُبَيِّناً   عَنْ    فَضْلِهـا   :     ومترجما   عن    قولها        بلسان

يا مُبْغِضِي  لا تَأْتِ  قَبْرَ  مُحَمَّدٍ  :     فالبَيْتُ  بَيْتِـي  والمَكـانُ  مَكانِـي

إِنِّي خُصِصْتُ على نِساءِ مُحَمَّدٍ  :     بِصِفـاتِ   بِـرٍّ  تَحْتَهُـنَّ  مَعانِـي

وَسَبَقْتُهُنَّ  إلى  الفَضَائِلِ   كُلِّها  :      فالسَّبْـقُ  سَبْقِـي  والعِنَـانُ عِنَانِـي

مَرِضَ النَّبِيُّ وماتَ  بينَ  تَرَائِبِي  :       فالْيَوْمُ   يَوْمِي   والزَّمـانُ    زَمانِـي

زَوْجِي رَسـولُ اللهِ لَـمْ أَرَ غَيْـرَهُ :  اللهُ    زَوَّجَنِـي   بِـهِ      وحَبَانِـي

وتَكَلَّـمَ  اللهُ  العَظيـمُ  بِحُجَّتِـي :    وَبَرَاءَتِـي  فـي مُحْكَـمِ القُـرآنِ

واللهُ  في القُرْآنِ  قَدْ   لَعَنَ   الذي  :    بَعْـدَ  البَـرَاءَةِ   بِالقَبِيـحِ رَمَانِـي

واللهُ   وَبَّخَ   مَنْ  أَرادَ    تَنَقُّصِي   :     إفْكاً وسَبَّـحَ نَفْسَـهُ فـي  شَانِـي

إنِّي  لَمُحْصَنَةُ     الإزار    بَرِيئَة    :    ودَلِيلُ  حُسْـنِ  طَهَارَتِـي   إحصاني

واللهُ أَحْصَنَنِـي بخاتَـمِ رُسْلِـه   :     وأَذَلَّ  أَهْـلَ  الإفْـكِ   والبُهتَـانِ

مَنْ ذا   يُفَاخِرُني وينْكِرُ صُحْبَتِي   :     ومُحَمَّـدٌ  فـي حِجْـرِهِ  رَبَّانـي؟

وأَخَذْتُ عن أَبَوَيَّ  دِينَ  مُحَمَّد   :    وَهُما  علـى الإسْـلامِ  مُصْطَحِبـانِ

وأنا ابْنَةُ  الصِّدِّيقِ صاحِبِ  أَحْمَدٍ  :     وحَبِيبِهِ  فـي  السِّـرِّ  والإعـلانِ

وَيْـلٌ لِعَبْـدٍ خـانَ آلَ مُحَمَّـدٍ :     بِعَـدَاوةِ    الأَزْواجِ    والأَخْتَـانِ

طُوبى لِمَنْ والى  جَمَاعَةَ   صَحْبِهِ   :      وَيَكُونُ  مِـن  أَحْبَابِـهِ  الحَسَنَـانِ

بَيْنَ الصَّحابَةِ   والقَرابَـةِ  أُلْفَـةٌ  :      لا تَسْتَحِيـلُ  بِنَزْغَـةِ   الشَّيْطـانِ

هُمْ كالأَصَابِعِ  في اليَدَيْنِ تَوَاصُلاً   :      هل  يَسْتَوِي  كَفٌّ   بِغَيرِ   بَنـانِ؟!

إنِّي لَطَيِّبَـةٌ  خُلِقْـتُ   لِطَيِّـبٍ  :    ونِسَـاءُ أَحْمَـدَ أَطْيَـبُ النِّسْـوَانِ

إنِّي لأُمُّ  المُؤْمِنِينَ    فَمَنْ   أَبَـى   :    حُبِّـي فَسَـوْفَ يَبُـوءُ  بالخُسْـرَانِ

اللهُ  حَبَّبَنِـي  لِقَلْـبِ   نَبِيِّـهِ    :    وإلـى الصِّـرَاطِ  المُسْتَقِيـمِ هَدَانِـي      

والله يكرم   من  أراد   كرامتي    :     ويهين   ربي     من    أراد      هواني

واللهَ أَسْأَلُـهُ  زِيَـادَةَ   فَضْلِـهِ  :  وحَمِدْتُـهُ  شُكْـراً  لِمَـا أَوْلاَنِــي

إنِّي لَصَادِقَةُ  المَقَـال   كَرِيمَـةٌ   :    إي والـذي ذَلَّـتْ  لَـهُ الثَّقَـلانِ

خُذْها إليكَ فإنَّمَا هـيَ رَوْضَـةٌ  :    مَحْفُوفَـةٌ   بالـرَّوْحِ    والرَّيْحَـانِ

صَلَّى الإلهُ  على  النَّبـيِّ وآلِـهِ  :     فَبِهِـمْ  تُشَـمُّ  أَزَاهِـرُ  البُسْتَـانِ        ولابد لي أن أشير قبل الختام إلى حقائق مرت على المرأة في غير النظام الإسلامي عانت معاناة كثيرة ، بل كانت ضحية لكل نظام ، وحسرة لكل زمان ، صفحات الحرمان ، ومنابع الأحزان ، ظلمت ظلماً ، وهضمت هضماً ، لم تشهد البشرية مثله أبداً.

إن من صفحات العار على البشرية ، أن تعامل المرأة على أنها ليست من البشر ، لم تمر حضارة من الحضارات الغابرة ، إلا وسقت هذه المرأة ألوان العذاب ، وأصناف الظلم والقهر : 1 - فعند الإغريقيين قالوا عنها شجرة مسمومة ، وقالوا هي رجس من عمل الشيطان ، وتباع كأي سلعة متاع ،  2- وعند الرومان قالوا عنها : ليس لها روح ، وكان من صور عذابها أن يصب عليها الزيت الحار ، وتسحب بالخيول حتى الموت  ،  3-  وعند الصينيين قالوا عنها مياه مؤلمة تغسل السعادة ، وللصيني الحق أن يدفن زوجته حية ، وإذا مات حُق لأهله أن يرثوه فيها ،   4- وعند الهنود قالوا عنها: ليس الموت ، والجحيم ، والسم ، والأفاعي ، والنار ، أسوأ من المرأة ، بل وليس للمرأة الحق عند الهنود أن تعيش بعد ممات زوجها ، بل يجب أن تحرق معه ،

5- وعند الفرس أباحوا الزواج من المحرمات دون استثناء ، ويجوز للفارسي أن يحكم على زوجته بالموت  ،   6- وعند اليهود  قالوا عنها : لعنة لأنها سبب الغواية ، ونجسة في حال حيضها ، ويجوز لأبيها بيعها  ،   7-  وعند النصارى عقد الفرنسيون في عام ( 586 ) م مؤتمراً للبحث: هل تعد المرأة إنساناً أم غير إنسان؟ ! وهل لها روح أم ليست لها روح ؟ وإذا كانت لها روح فهل هي روح حيوانية أم روح إنسانية؟ وإذا كانت روحاً إنسانية فهل هي على مستوى روح الرجل أم أدنى منها ؟ وأخيراً" قرروا أنَّها إنسان ، ولكنها خلقت لخدمة الرجل فحسب". وأصدر البرلمان الإنكليزي قراراً في عصر هنري الثامن ملك إنكلترا يحظر على المرأة أن تقرأ كتاب (العهد الجديد) أي الإنجيل(المحرف)؛ لأنَّها تعتبر نجسة ،   8-  وعند العرب قبل الإسلام تبغض كبغض الموت ، بل يؤدي الحال إلى وأدها ، أي دفنها حية أو قذفها في بئر بصورة  تذيب القلوب الميتة . قال الله تعالى: (وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم ، يتوارى من القوم من سوء ما بشر أيمسكه  على هون  أم يدسه في التراب ألا ساء ما يحكمون )  النحل ( 58 و59 ) . وهناك الكثير والكثير من الأدلة والبراهين ، على أن الإسلام هو المحرر الحقيقي لعبودية المرأة ، وحتى يُعلم هذا الأمر بصورة أو ضح ، سأبين  كيف حفظ  الإسلام حقوق المرأة وهي جنين في بطن أمها إلى أن تنزل قبرها .

حفظ الإسلام حق المرأة :- 1-  وهي في بطن أمها، فإن طُلقت أمها وهي حامل بها  ، أوجب الإسلام على الأب أن ينفق على الأم فترة الحمل بها . ( وَإِنْ كُنَّ أُولاتِ حَمْلٍ فَأَنْفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّى يَضَعْنَ حَمْلَهُن ) . الطلاق (6) ،   2-  حفظ الإسلام حق المرأة بحيث لا يُقام على أمها الحد ، حتى لا تتأثر وهي في بطن أمها . ولما جاءت الغامدية وقالت يا رسول الله طهرني فقال لها : ( ( حتى تضعي ما في بطنك) ) ،    3-  حفظ الإسلام حق المرأة  راضعة ؛ فلما وضعت الغامدية ولدها ، وطلبت إقامة الحد قال صلى الله عليه وسلم ( ( اذهبي فأرضعيه حتى تفطميه ) )  قال ابن عبد البر: هذا من أحسن الأحاديث في ذلك ،   4-  حفظ الإسلام حق المرأة  مولودة من حيث النفقة والكسوة (وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوف) البقرة (233) ،     5- حفظ الإسلام حق المرأة في فترة الحضانة التي تمتد إلى بضع سنين ، وأوجب على الأب النفقة عليها في هذه الفترة لعموم أدلة النفقة على الأبناء ،    6 - حفظ الإسلام حق المرأة في الميراث عموماً ، صغيرة كانت أو كبيرة قال الله :( فَإِنْ كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ وَإِنْ كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَاالنِّصْفُ)  النساء (11) ،  7- حفظ الإسلام حق المرأة في اختيار الزوج المناسب ، ولها أحقية القبول أو الرد إذا كانت ثيباً لقوله عليه الصلاة والسلام ( لا تنكح الأيم حتى تستأمر و لاتنكح البكرحتى تستأذن)) متفق عليه ،  8- حفظ الإسلام حق المرأة  في صداقها ، وأوجب لها المهر. ( وآتوا النساء صدقاتهن نحلة ) النساء (4) ،  9-  حفظ الإسلام حق المرأة مختلعة ، إذا بدا  لها عدم الرغبة في زوجها أن تخالعه  مقابل الفداء لقوله عليه الصلاة والسلام : (( إقبل الحديقة وطلقها )) رواه البخاري والنسائي وابن ماجة 

 10- حفظ الإسلام حق المرأة مطلقة ، ( وَلِلْمُطَلَّقَاتِ مَتَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ حَقّاً عَلَى الْمُتَّقِين ) البقرة(241 ) ،    11-  حفظ الإسلام حق المرأة  أرملة ، وجعل لها حقاً في تركة زوجها ، قال الله : ( وَلَهُنَّ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْتُمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَكُمْ وَلَدٌ فَإِنْ كَانَ لَكُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ مِمَّا تَرَكتم  ) النساء ( 12)،   12- حفظ الإسلام حق المرأة في الطلاق قبل الدخول ، وذلك في عدم العدة ، قال الله : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا ) الأحزاب (49) ،  13- حفظ الإسلام حق المرأة  يتيمة ، وجعل لها من المغانم نصيباً ، قال الله : ( وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى ) الأنفال (41) ،    14- حفظ الإسلام حق المرأة في سلامة صدرها وعدم مضايقتها في حياتها بينها وبين أختها ، وعمتها ، وخالتها ، كما في الآية  (وأن تجمعوا بين الأختين) النساء (23)، والحديث المتواتر (( لايجمع بين المرأة وعمتها، ولا بين المرأة وخالتها )) متفق عليه ،   15- حفظ الإسلام حق المرأة  في صيانة عرضها ، فحرم النظر إليها ( قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ ) النور (30) ،    16- حفظ الإسلام حق المرأة في معاقبة من رماها بالفاحشة  من غير بينة بالجلد  ( وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً ) النور (4) ،    17- حفظ الإسلام حق المرأة  إذا كانت أماً، أوجب لها الإحسان  والبر ، وحذر من كلمة أف في حقها ، (ولا تقل لهما أف ) الإسراء (23) ،    18-  حفظ الإسلام حق المرأة  مُرضِعة ، فجعل لها أجراً ، وهو حق مشترك بين الراضعة والمرضعة ( فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ)  الطلاق (6) ،    19-  حفظ الإسلام حق المرأة حاملاً ، وهو حق مشترك بينها وبين المحمول (وَإِنْ كُنَّ أُولاتِ حَمْلٍ فَأَنْفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّى يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ) الطلاق (6) ،     20- حفظ الإسلام حق المرأة في السكنى ( أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ) الطلاق (6) ،    21- حفظ الإسلام حق المرأة  في صحتها فأسقط عنها الصيام إذا كانت مرضعة أو حبلى ،    22 -  حفظ الإسلام حق المرأة في الوصية ، فلها أن توصي لِما بعد موتها ( مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِينَ  بِهَا أَوْ دَيْنٍ)  النساء (12) .  والحق أن حقوق المرأة في الإسلام  كثيرة  يصعب إجمالها فضلاً عن تفصيلها . وبعد إجمال الحقوق  التي أثبتها ومنحها الإسلام للمرأة المسلمة . نسأل  ماهي الحقوق التي ضمنتها الحضارة الغربية  للمرأة اليوم ؟ ... 1-  إن الحضارة الغربية اليوم هي : ضمان لممارسة قتل هوية المرأة ، وهضم لأدنى حقوقها .

2- تنظر المرأة الغربية إلى حياتها منذ الصغر إلى مستقبل في صورة شبح قاتل ، لا تقوى على صراعه ، فهي منذ أن تبلغ السادسة عشرة تطرد من بيتها ، لتُسلِم أُنوثتها إلى  مخالب الشهوات الباطشة ، وأنياب الاستغلال العابثة ، في أوساط الرجال .

3- تتوجه نحوها الكلمات الفاسدة ، وكأنها لكمات قاتلات ، تبلد من حيائها، وتفقدها أغلى صفة ميزها الله بها  هي : " حلاوة أنوثتها " التي هي أخص خصائصها ، ورمز هويتها ،  4 -  تُستغل أحوالها المادية ، فتدعى لكل رذيلة ، حتى تصبح كأي سلعة ، تتداولها أيدي تجار الأخلاق ، وبأبخس الأثمان ، فإذا فقدت شرفها ، وهان الإثم عندها ،  هان عليها ممارسته ، 5 -  يخلق النظام الأخلاقي الغربي اليوم في المجتمعات ثمرات سامة لكل مقومات الحياة ، أولها الحكم على هوية المرأة بالإعدام السريع ، على بوابة شهوات العالم الليبرالي ، الديمقراطي ، والرأسمالي ،   6-  فالمرأة اليوم أسوأ حالاً مما مضى ، كانوا من قبل يقتلون المرأة ، فاليوم يجعلون المرأة هي التي تقوم بقتل نفسها

وقد شهد الغربيون على فساد نهجهم  :   والفضل ما شهدت  به  الأعداء .

 1- تقول " هيليسيان ستانسيري " امنعوا الاختلاط ، وقيِّدوا حرية الفتاة، بل ارجعوا إلى عصر الحجاب ، فهذا خير لكم من إباحية وانطلاق ومجون أوربا وأمريكا. 2- وتقول " بيرية الفرنسية " وهي تخاطب بنات الإسلام " لا تأخذنَّ من العائلة الأوربية مثالاً لكُنَّ ، لأن عائلاتها هي أُنموذج رديء لا يصلح مثالاً يحتذى.

3-  وتقول الممثلة الشهيرة "مارلين مونرو"التي كتبت قبيل انتحارها نصيحة لبنات جنسها تقول فيها : " إحذري المجد …إحذري من كل من يخدعك بالأضواء …إني أتعس امرأة على هذه الأرض… لم أستطع أن أكون أما … إني امرأة أفضل البيت … الحياة العائلية الشريفة على كل شيء … إن سعادة المرأة الحقيقية في الحياة العائلية الشريفة الطاهرة بل إن هذه الحياة العائلية لهي رمز سعادة المرأة بل الإنسانية " وتقول في النهاية " لقد ظلمني كل الناس … وأن العمل في السينما يجعل من المرأة سلعة رخيصة تافهة مهما نالت من المجد والشهرة الزائفة .

 4- وتقول الكاتبة " اللادى كوك " أيضا : " إن الاختلاط يألفه الرجال ، ولهذا طمعت المرأة بما يخالف فطرتها ، وعلى قدر الاختلاط تكون كثرة أولاد الزنا ، ولا يخفى ما في هذا من البلاء العظيم على  المرأة ، فيا أيها الآباء لا يغرونكم ببعض دريهمات تكسبها بناتكم باشتغالهن في المعامل ونحوها ومصيرهن إلى ما ذكرنا فعلموهن الابتعاد عن الرجال ، إذ دلنا الإحصاء على أن البلاء الناتج عن الزنا يعظم ويتفاقم حيث يكثر الاختلاط بين الرجال والنساء . ألم تروا أن أكثر أولاد الزنا أمهاتهن من المشتغلات في المعامل ومن الخادمات في  البيوت ومن أكثر السيدات المعرضات للأنظار .. ولولا الأطباء الذين يعطون الأدوية للإسقاط لرأينا أضعاف مما نرى الآن ، ولقد أدت بنا الحال إلى حد من الدناءة لم يكن تصورها في الإمكان حتى أصبح رجال مقاطعات  في بلادنا لا يقبلون البنت ما لم تكن مجربة ، أعنى عندها أولاد من الزنا ، فينتفعون بتشغيلهم . وهذا غاية الهبوط في المدنية الغربية ، فكم قاست المرأة من مرارة هذه الحياة الفاسدة  ،   5 -  تقول الكاتبة الإنجليزية " أنى رود " عن ذلك إذا اشتغلت بناتنا في البيوت خوادم أو كالخوادم خير وأخف بلاء من اشتغالهن في المعامل حيث تصبح البنت ملوثة بأدران تذهب برونق حياتها إلى الأبد ... أيا ليت بلادنا كبلاد المسلمين حيث فيها الحشمة والعفاف والطهارة رداء للخادمة والرقيق اللذين يتنعمان بأرغد عيش ويعاملان معاملة أولاد رب البيت ولا يمس عرضهما بسوء . نعم إنه عار على بلاد الإنكليز أن تجعل بناتها مثل للرذائل بكثرة مخالطتهن للرجال ، فما بالنا لا نسعى وراء ما يجعل البنت تعمل ما يوافق فطرتها الطبيعية كما قضت بذلك الديانة السماوية وترك أعمال الرجال للرجال سلامة لشرفها  .

6-  ونقلت مجلة الأسبوع الألمانية أن  ا مرأة ألمانية قالت :  إنني أرغب البقاء في منزلي ، ولكن طالما أن الإقتصاد الألماني لم يشمل كل طبقات الشعب  فإن  " العودة للمنزل مستحيلة " ويا للأسف ،    7- وقالت إيطالية وهي تخاطب  الدكتور : مصطفى السباعي عميد كلية الشريعة في جامعة  دمشق رحمه الله خلال زيارته لإيطاليا : إنني أغبط المرأة المسلمة ، وأتمنى لو كنت مولودة في يلادكم ،   8-  وأخرى طبيبة فرنسية نصرانية  حدثت بأمنيتها طبيبا مسلما سألته  وكان زميلها بالعمل عن وضع زوجته المسلمة المحجبة كيف تقضي يومها في البيت ؟ وما هو برنامجها اليومي ؟  فأجاب :  عندما تستيقظ في الصباح تقوم بترتيب ما يحتاجه الأولاد للمدارس، ثم تنام حتى الساعة التاسعة أو العاشرة ، ثم تنهض لاستكمال ما يحتاجه البيت من ترتيب وتنظيف ، ثم تعنى بشؤون المطبخ وتجهيز الطعام . فسألته من ينفق عليها وهي لا تعمل ؟ قال : أنا. قالت: ومن يشتري لها حاجياتها ؟ قال: أنا أشتري لها كل ما تريد .فسألت بدهشة واستغراب تشتري لزوجتك كل شيء ؟ قال نعم : قالت :  حتى الذ هب  ؟؟؟  يعني  تشتريه لزوجتك  .قال: نعم . قالت : إن زوجتك ملكة ...وأقسم ذلك الطبيب بالله أنها عرضت عليه أن تطلق زوجها. وتنفصل عنه بشرط أن يتزوجها، وتترك مهنة الطب وتجلس في بيتها كما تجلس المرأة المسلمة ، وليس ذلك فحسب  ، بل وترضى أن تكون الزوجة الثانية لرجل مسلم بشرط أن تقر في البيت .

9- ونشرت صحيفة الأخبار المصرية في عددها الصادر في 20/10/1972م ص 4 أنه قد أقيمت الحفلة السنوية لحرية المرأة وحضرها عدد كبير من السيدات على اختلاف مهنهن ، وكان موضوع الحديث والخطب التي ألقيت بحضور الأميرة: ( آن ) البريطانية هو حرية المرأة وماذا تطلب المرأة .. وحصلت على تأييد الاجتماع الشامل فتاة عمرها 17 عاماً رفضت رفضاً باتاً حركة التحرير النسائية وقالت :  إنها تريد أن تظل لها أنوثتها ولا تريد أن ترتدي البنطلون بمعنى تحدي الرجل . وأنها تريد أن تكون امرأة وتريد زوجها أن يكون رجلاً . وصفق لها الجميع وعلى رأسهن الأميرة  (آن ) كتاب المرأة العربية المعاصرة إلى أين ؟! ص 50- ،   10- وصرح الدكتور" جون كيشلر"  أحد علماء النفس الأمريكيين في شيكاغو أن 90% من الأمريكيات مصابات بالبرود الجنسي وأن 40% من الرجال مصابون بالعقم ، وقال : إن الإعلانات التي تعتمد على صور الفتيات العارية هي السبب في هبوط المستوى الجنسي للشعب الأمريكي . ومن شاء المزيد فليرجع إلى تقرير لجنة الكونجرس الأمريكية لتحقيق جرائم الأحداث في أمريكا تحت عنوان ( أخلاق المجتمع الأمريكي المنهارة ) . ( المجتمع العاري ) بالوثائق والأرقام ، ص 11) .

يتضح لنا جلياً مما سبق أن الَّذين يدعون لتحرير المرأة من تعاليم الإسلام ينقسمون إلى ثلاثة أقسام  :  1- إما أن يكونوا أعداءً للإسلام وأهله ، ممَّن لم يدينوا بالملة السمحة ، ولزموا الكفر ، وهنا ليس بعد الكفر ذنب كما يقال .

2-  وإما أن يكونوا تحت مسمى الإسلام من  المنافقيين ، والعلمانيين ، لكنهم عملاء يتاجرون بالديانة ، ولا يرقبون في مخلوقٍ إلاً ولا ذمة .

3-  أن يكون مسلماً جاهلا لا يعرف الإسلام ولا أحكامه ولا يعرف معنى الحضارة القائمة اليوم ملبّس عليه . ولكن كيف يصل هذا البيان إلى نساء أهل الإسلام ، ليعلمنَ أنهنَ أضعنَ جوهرة الحياة ، ودرة الوجود ، ومنبع السعادة ، وروح السرور ، ونكهة  اللذائذ ، عندما تركنَ تعاليم هذا الدين .

ومن يخبر المسلمات أن الكافرات يتمنين أن يعشنَ حياتهنَ على منهج أهل الإسلام ؟‍

ومن يقنع المسلمات اليوم أن الحضارة الغربية هي : الحكم السريع بالإعدام على هوية المرأة .  أسأل الله العلي القدير أن يهدي نساء المسلمين ويعيدهن إلى دينهن ويكرمهن باللحاق بالمربيات والمجاهدات الماجدات من سلفهن الصالح . وما ذلك على الله بعزيز. وأشكركم على حسن استماعكم وإنصاتكم معتذرا عن الإطالة . والله ولي التوفيق ، وهو حسبنا ونعم الوكيل .

ألقيت هذه المحاضرة في منتدى الشاعر الشيخ : خالد النعمان في المدينة المنورة .   مساء يوم الجمعة  15 ربيع الأنور   1432ه .  الموافق   18 شباط فبراير  2011م