كيفية تغيير واقع الأمة

محمد سعيد التركي

[email protected]

،،،عاجل،،،

إن الصراع في باطنه وظاهره في ثورة الشعوب اليوم صراع بين عدو وعدو ، وليس كما يبدو أنه صراع حاكم من أحد أبناء الشعب تواجهه فئة باغية من الشعب، ولو كان كذلك لكفى الشعب نفسه الحاكم هذه الفئة الباغية

ولكن الأمر مختلف تماماً فقد كان الظن في باديء الأمر أنه كذلك، ولكن ما لبث وأن تبينت حقيقة العلاقة العدائية الإجرامية من حكام المسلمين تجاه شعوب المسلمين، وما أن بدأ الصراع حتى برز أن هؤلاء الحكام لهم زبانيتهم ولهم حزبهم الشيطاني، ولهم جيش من المنتفعين التجار والإداريين والإستخباراتيين والعملاء وشيوخ السوء وغيرهم وغيرهم.

 ولذا فالحكام تجاوبوا مع الحدث في الثورة بما يليق بالعدو لعدوه، بالنار والقتل والتدمير والإغتيال وكل أنواع المكائد الخسيسة والدنيئة،، ولو كان الأمر غير ذلك لطالبت لجنة من القيادة بإستفتاء عام شريف غير مزور بالإبقاء على الحاكم ومحاسبته أو عزله، أو لوُجد أصلاً لجنة مكلفة بمراقبة الحاكم وهي تمسك بمقاليد السلطان في البلاد بإعادة النظر في أفعال الحاكم هذا أو ذاك، ولعزلته فور إخلاله بالدستور الذي يرتضيه الشعب كاملاً

ولكن المسلمين لم يختلف عليهم شيء منذ أن أدار الإستعمار ظهره عن بلادهم، ليدع لهم خلفه حاكماً وأجهزة تعينه 

يديرها المستعمر بالرموت كنترول من بعيد

وها نحن الشعوب وقد استفقنا من غفوتنا الطويلة وفتح الله لنا آفاق التحرر والإنعتاق من العبودية والقهر والظلم لعدو جبار، لذلك   

فلنتق الله ولنجعل مطالبنا فيمن احتل بلداننا من هؤلاء الحكام بقوة سلاح المستعمرين ،، لنتق الله ولنجعل مطالبنا في ثورتنا مطالب بالكيفية التي ترضي الله ورسوله محمد وليست مطالب بترقيع النظام البالي الذي فرض علينا، فيجب إسقاط أنظمة الحكام كاملة وليس إسقاط الحكام لوحدهم، ويجب إزاحة كل شيء يرتبط بهم وقام على الأساس الذي هم وضعوه

 

ولكُم في النظرة التي كان ينظر بها زين العابدين ومبارك وعلي صالح  والقذافي اليوم أعظم مثال لشعوب المسلمين ، بأنهم يحتقرونهم أكثر مما لو كانواعبيداً لهم، بل يتوهمون أنهم هم الذين خلقوهم وهم الذين بأيديهم إهلاكهم أو تدميرهم، وهم ربهم الأعلى، في صورة تمثل أعلى درجات السخرية والإستخفاف بالأعراض والأموال والأرواح 

راجعوا مطالبكم في ثوراتكم يا خير أمة أخرجت للناس لتكون النصرة لله ولدين الله،،، وليست للقومية أو الوطنية أو الديمقراطية أو العلمانية المغلفة بغلاف الإسلام ،،،قال الله تعالى: إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم ،،،، ولم يقل: إن تنصروا المال أو الوطن أو الوظائف ينصركم

عليكم مراجعة مطالبكم ولتكن رايتكم في الثورة هي راية الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وهي راية العقاب السوداء ومكتوب عليه الشهادتان، وليست أي راية من رايات الدول التي وضعها المحتلون المستعمرون

عليكم مراجعة مطالبكم ولتكن شعاراتكم في الثورة هي المطالبة بحكم الله ونزع الحكام مع أنظمتهم، ومراجعة الشعارات التي تطالب بوحدتكم مع بلدان المسلمين الأخرى

لا تجعلوا مطالبكم هزيلة وضعيفة بالمطالبات المادية، فالإسلام يعطيكم كل شيء، وأما المطالبة بالأموال والوظائف أو غير ذلك فهي لا تعطيكم إلا الذلة والهوان وعبادة المال  

كونوا في بلدانكم نوراً يُستضاء به في البلدان الأخرى الثائرة، ولا تكونوا تبعاً لدعاة الديمقراطية والحرية الرأسمالية، وعلموا غيركم ماهية المطالب الحقيقية للأمة

من مات في هذه الثورة يريد وجه الله خالصاً يكون شهيداً، ومن مات أو قتل فداء لشيء غير الله والإسلام فقد خسر الدنيا والآخرة، فاحذروا أن تموتوا عبثاً

قدموا صدوركم في هذه الثورة،، فإما النصر لله ولرسوله وللإسلام وإما الشهادة في سبيل الله والإسلام، ولا تضيعوا أنفسكم وأرواحكم فتخسروا الدنيا والآخرة لا سمح الله

ستجدون الأمة كلها تنصركم،، وتنصركم،، إن جعلتم مطالبكم خالصة لله ولرسوله وللإسلام، فإن كانت لغير ذلك سيعتبر كل مسلمي العالم أنكم لم تثوروا إلا بسبب الفقر  وأن ثورتكم هذه إنما هي شخصية لكم، فيقفون تجاهكم موقف المتفرج ثم يديرون بالتالي ظهورهم عنكم