كيف يكون الانتخاب شهادة
د. خالد أحمد الشنتوت
يكون الانتخاب شهادة حق عندما يعرف الناخب المرشحين الذين ينتخب منهم واحدا يراه هو الأكفأ ، كما يعرف المهمة التي يختار لها وماتحتاجه من مهارات وصفات وجدها عند المرشح الذي انتخبه لها ...هذا الانتخاب شهادة حق ...
ويتحقق هذا عندما يكون الانتخاب على مراحل ::
1- يشارك الشعب كله رجالا ونساء في انتخاب رؤساء وأعضاء المجالس البلدية ( أو تسمى المحلية ) ، وهؤلاء يعرفهم الناس كلهم ، لأنهم مواطنون شبه عاديون ، وهؤلاء سوف يسيرون أكثر الأعمال احتكاكا بالمواطنين ، مثل البريد ، والماء ، والكهرباء ، والتعليم العام ، ومراقبة التموين ، وماشاكل ذلك ... قلت يسهم جميع المواطنين في انتخاب هؤلاء لأنه يتيسر لجميع المواطنين التعرف عليهم ، والتعرف على مهمتهم ...
2- يجتمع أعضاء ورؤساء البلديات الناجحون وعددهم بالآلاف كما في الجزائر ، وينتخبون مجلس الشعب ( المجلس النيابي ، وهؤلاء طبقة أكثر وعيا من عامة الشعب ، ويفترض أنهم يعرفون الرجال الأكفاء الذين يصلحون لعضوية مجلس الشعب ، كما أنهم يعرفون المطلوب من عضو مجلس الشعب ، ويقارنون المواصفات المطلوبة للمهمة مع مواصفات المرشحين الذين يبحثون بينهم عن الأكفأ ( القوي الأمين ) ...
3- يجتمع مجلس الشعب وعددهم غالبا ( بضع مئات ) وينتخبون رئيس الجمهورية ، لأن هذه الطبقة هي الأكثر وعياً في المجتمع ، ورئيس الجمهورية الذي سيبحثون عنه ويختارونه واحد منهم ، يعرفونه جيدا ويعرفون صفاته ، كما يعرفون المهمات المطلوبة من رئيس الجمهورية ، لذلك يكون انتخابهم صحيحا ، وشهادة حق
وعلى هذا النحو يتحقق في الانتخاب صفة الشهادة ، لأن الناخب يشهد عندئذ شهادة للمرشح الذي اختاره ، يشهد له شهادة يسئل عنها يوم الدين ....
أما عندما نجد عامة المواطنين ( عامل ، فلاح ، طالب ، ربة منزل .....) يشاركون في اختيار رئيس الجمهورية ، وصوت العامل والفلاح يعادل صوت الوزير السابق ، والأستاذ الجامعي ، فاعلم أنما يريدون ( هندسة ) الانتخاب كيفما يريد ( اللوبي ) الذي يدير الانتخاب ويشرف عليه ...ومازلنا نسمع بيع الصوت بكذا وكذا ، وجمعت مئات البطاقات وانتخل عن أصحابها ، بل انتخب الأموات في كثير من الحالات ..... اذا كان هذا كذلك ، فهذه شهادات زور .....
ويصبح انتخابا سليما إذا روعيت فيه الأمانة .... كما سنرى