تاوقريت.. مطمورة القرآن الكريم
معمر حبار
شهد مسجد بن باديس، بتاوقريت، الشلف .. ندوة بعنوان .. "التعليم القرآني .. مستقبل وآفاق" .. بالتعاون مع مديرية الشؤون الدينية بالشلف، وجمعية العلماء الجزائريين، وكذا فقهاء وعلماء المنطقة، وبحضور طلبة الزوايا المجاورة، والقائمين على شؤون الدائرة والبلدية من جهات مدنية وعسكرية ودينية.
أعطيت الكلمة لإمام المسجد .. محمد بلقادة .. تحدّث عن فضائل القرآن .. بفصاحة وبلاغة ..ومما جاء في كلمته .. تاوقريت، مطمورة القرآن الكريم.
وقال ممثل مدير الشؤون الدينية .. عزوف الناس عن القرآن .. مسؤولية الجميع .. وكلنا نتقاسم هذه المسؤولية.
وتدخل الإمام .. يوسف مغاس .. باسم شيوخ المنطقة.. وكان أبلغهم، وأفصحهم، رزق بسطة في الجسم .. وجهوري الصوت.. وقدرة على الارتجال والخطابة، فقال..
عين امران، وتاوقريت .. أكرمهم الله بحفظة كتابه العزيز .. ومدارس قرآنية.. تدرّس القرآن الكريم .. ثم راح يعدّد الزوايا القرآنية، فذكر منها ..
زاوية الشيخ محمد عيسى .. زاوية بوشعيبي .. زاوية سيدي صالح .. زاوية الحاج أحمد .. زاوية المخالفية .. زاوية بربرة ..
وأكد على أن .. تراجع التعليم القرآني .. سببه تراجع الأولياء .. وأنهم لم يعودوا يوجهون أبناءهم إلى القرآن الكريم .. ثم دعا الأولياء .. ليوجهوا أبناءهم لقراءة وحفظ القرآن الكريم ..
أعلن صرخة مدوية، فقال .. سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم .. شكى أمته إلى ربه ، لأنها هجرت القرآن الكريم، فقال .. "وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَٰذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا"، الفرقان - الآية 30 ..
وأعطيت الكلمة بعدها .. للأستاذ محمد مكركب .. أطال في المقدمة، وهو يعلم ضيق الوقت .. فكانت على حساب المحتوى .. ومما جاء فيها ..
التذكر، والتذكير .. ثلث الدين .. وفريضة الفرائض، تبدأ بتدبر القرآن .. وكل آيات التدبر .. جاءت بصيغة التحذير، والتقريع .. ليلفت إنتباهنا إلى أهمية تدبر القرآن الكريم .. وحين نقرأ آية من آيات القرآن .. يجب أن نطرح على أنفسنا .. ماهو الواجب فعله، تجاه الآية .. وإذا وصلت إلى أين، وكيف .. فقد وصلت إلى التدبر ..
ومما جاء في كلمة .. الأستاذ إبراهيم عشير، وقد اتسم بالهدوء والثقة والثبات، قوله .. من غريب ماوقفت عليه .. أن اللغويين المسيحيين .. حين يستشهدون بقاعدة لغوية .. يستشهدون .. بآيات من القرآن الكريم ..
المدارس القرآنية .. ساهمت في حفظ القرآن الكريم .. فالغني ساهم بماله .. والفقير بالاستماع .. رغم أنهم لايحفظون القرآن الكريم .. لكنهم يحبون دعمه .. والانصات إليه .. فكان الحفظ ..
حين حاصر الاستدمار الفرنسي .. القرآن الكريم وحفظته .. تحولت البيوت إلى مدارس قرآنية .. وبعضهم اتخذ من الشجر والمغارات .. أماكن لحفظ وتدريس القرآن ..
كانت فرنسا .. تسمح لبعض المدارس .. لتحفيظ القرآن فقط .. ولايسمح بفتح مدارس .. تهتم بفهم وفقه القرآن .. لأن الفهم والتدبر .. يضر الاستدمار الفرنسي .. ولا يرضاه لنفسه ..
نحن بحاجة إلى مرجعية ، نعود إليها .. وهذا بفضل تحفيظ القرآن الكريم .. وفقه القرآن الكريم .. ليعود الشمل من جديد.