سبعون عاما في حضن اللغة العربية 48
سبعون عاما في حضن اللغة العربية
الحلقة الثانية والأربعون
وقفة مع الأدب الإسلامي ...
الحركة والإبداع
أ.د/
جابر قميحةفي الحلقة السابقة فاتني أن أشير إلى إصدارات مهمة أخرجتها الرابطة ، واليوم أتدارج وأعرضها ، وهي سلسة أدب الأطفال ، ومنها الكتب الآتية :
1- غرد يا شبل الإسلام . شعر محمود مطاوع .
2- قصص من التاريخ الإسلامي للأطفال . أبو الحسن علي الحسني الندوي.
3- تغريدُ البلابل للأطفال . يحيى الحاج يحيى .
4- مذكرات فيل مغرور . الدكتور حسين على محمد.
5- أشجار الشارع أخواني . أحمد فضل شبلول .
6- أشهر الرحلات إلى جزيرة العرب . د فوزي خضر .
7- باقة ياسمين . مترجمة من التركية . تأليف على نار . تعريب شمس
الدين درمش .
8- مغامرات عصفور . عبد الجواد محمد الحمزاوي .
9- شيماء . د حسن القشتول .
10- سجين الهاء والواو . محمد عبد الحافظ ناصف .
11- بيض من ذهب . لطفي عبد المعطي مطاوع .
12- أغنية للغيمة البعيدة . أحمد زرزور .
**********
كما لامني بعض الإخوة لأنني لم أذكر في الحلقة السابقة أدباء وشعراء ونقاد كان ومازال لهم حضورهم الفعال في رابطة الأدب الإسلامي مثل :
الدكتور محمد إقبال عروي ، والدكتور محمد على الرباوي ، والأستاذ
رضوان بنشقرون ، والأستاذ أبو زيد المقرئ الإدريسي من المغرب ،
والشاعر المصري المشهور عصام الغزالي ، والدكتور عدنان النحوي . والدكتور حسن الهويمل ، والأستاذ سعد الدبل من السعودية ....
وأقول لمن لامني أنني لا أؤرخ للرابطة ، ومن ذكرتهم لا يعني إلغاء حضور غيرهم . ثم على اللائم أن يتذكر أن عنوان السلسلة التي أكتبها هو " سبعون عاما في حضن اللغة العربية " وهذا يعني أنني لا أعرض من معطيات الرابطة إلا بقدر اتصالي به ، واتصالها بي ، وما أقدمه من أعمالي الشعرية والأدبية والنقدية يتعلق بها وبرجالها .
**********
وكان للرابطة مؤتمرات ، واجتماعات ، وأمسيات أدبية وشعرية في مدن متعددة منها : المدينة ، والرياض ، بالسعودية . والقاهرة والزقازيق بمصر . واسطنبول بتركيا ، والدار البيضاء ، وأغادير بالمغرب .
وساهمت بجهدي المتواضع بمطولات شعرية منها قصيدتي عن نجيب الكيلاني رحمه الله التي ألقيتها في مؤتمر الرابطة بجمعية الشبان المسلمين وفيها أقول :
قد جمعت البيان والطب مرحى بـحر شعر وبحر بثر رصين وبـنـيك الخمسين بالقلم السي كـلـهـم رائع ، جليل ، بهي | وجـعـلـت الـبحرين نـقـده والـقـص يـستويان يـال أنـجب من رشيد وهاني آسـر الـسحر فاتن في المباني | يلتقيان
وفي واحد من مؤتمرات الرابطة بالقاهرة ألقيت قصيدتي عن "أحمد ياسين" وأقطتف منها الأبيات الآتية :
أنت الزعيمُ بحق لا الأُلي فـالكلُ من ظلمِهم قد بات مُغترباً ولا كـرامـةَ إلا لـلأُلَي سجدوا أنتَ الزعيمُ بحق لا الأُلي خَضعوا قـالوا "الدنَّيةُ خيرٌ مِنْ مُنىً بَعُدَتْ | فرضوازعـامـةَ الـقـهرِ تغمينا وتردِينا والحرُ في أرضِه قد عاش مَطحوناً وَهَـلَـلـوا للزعيم "الأنْسِ" آمينا وَسَلَّمُوا الأرض منكوسين راضينا مـنـالـهـا مـستحيلٌ أن يُدَانينا |
**********
وفي مؤتمر الدار البيضاء ألقيت قصيدة " شمس من المغرب " وقد كرم فيه الرجل العظيم الأديب الناقد الشاعر الدكتور عماد الدين خليل .
ومنها الأبيات الأتية :
من الشرق جئْنا لعرس نـكـرِّمُ فـيـه "عمادا خليلاً" غـزيـرُ الـثقافاتِ ثرُّ المدى وفـي الـنقد ينهل منْ مورد وإن يـنـظم الشعر درًّا تفيَّأْ وفـي قـلـبه عَزْمة لا تلينُ فلا الصعبُ يبقَى منيع الجناب | الأديبوعرسِ البيان الْيُحاكي الخميلا فـلـلـفن عاش عمادًا خليلا يـمازجُ فيها الجديدُ الأصيلا تـفـيضُ عطاياه عِلْما نبيلا تَ مُـلْكا ونُعْمَى وظَلاّ ظليلاً وقُـوةُ رأي أبـتْ أن تحولا ولا الـمستحيلُ هو المستحيلا |
**********
وفي أغادير ألقيت مطولة صباح 16/1/2001م بالجلسة الافتاحية للملتقى الثالث للأدب الإسلامي الذي أقامته كلية الآداب بجامعة "ابن زهر" بأغادير بالمغرب بالاشتراك مع مجلة " المشكاة " ورابطة الأدب الإسلامي . وقد حضر الملتقى أدباء ونقاد من شتى بلاد العالم . ومنها الأبيات التالية :
ذريـنـيِ للسنا إلى "مختارها السوسيِّ " وجـامـعـة بـها علم ورابـطـة لها في الف ومـشـكاة رعاها الل رســالات، دراسـات وصحب في رحاب العل وجـئنا من ضفاف الني ومـا كـانـت لتشغَلَنا ولـكـن كي نشيد الفن | أمضىفـقـد لاحـتْ "أغاديرُ" حـيـث الـعلم والنور وآداب، وتــنـويـر ن والأشـعـار تنظير ه فـيـهـا الدر منثور وفـيها السحر مسطور م كـل فـيـه نـحريَر ل تـحـدونـا التباشير دنـايـا، أو دنـانـير صـدقـا، مـا به زُورِ |
**********
"ظل الصحابي الجليل أبو أيوب الأنصاري - رضي الله عنه - يجاهد في سبيل الله إلى أن دفن في اسطنبول . وقد ألقيْتُُ مطولة شعرية يوم 25/8/1993م في مؤتمر رابطة الأدب الإسلامي العالمية المنعقد في اسطنبول" بتركيا . جاء في مطلعها :
1- يا أبا أيوبَ والإسلامُ قُرْبى وانْتسابُ
2- قد أتيناك ففي اللُّقيا اغتنامٌ واكتسابُ
3- نتملَّى أرض مجدٍ يزدهي فيها الخطابُ
4 يا كريمًا ضافَ خيرَ الرُّسْل، يا طِبْتَ وطابوا
5 ناخت القصواءُ(1) في رحبك يا نِعْمَ الرحابُ
6- قد قصدناك ضيوفًا ولنا فيكمْ رغابُ(2)
7- نيِّراتُ القصْد لا منها طعامٌ أو شرابُ
8- أو هوى ليلى ولبنى، أو سعادٌ أو رَبابُ
9- إنما جئناك تحدُونا بطولاتٌ عُجابُ
10 ذكرياتٌ في فمُ الدنيا هي المسْكُ المذَابُ
11 حين كنتم بلْسمًا(3) في السلم صَفْوًا لا يُشاب(4)
12- ولكم في ساحة النور بنودٌ وقبابُ
13- وقلوبٌ ملْؤها الرحمةُ والحبُّ اللبابُ
(1) القصوء: ناقة الرسول صلى الله عليه وسلم.
(2) الرغاب: الرغبات و المقاصد.
(3) البلسم: العلاج والدواء.
(4) يشاب: يخلط ويعكر.
**********
هذا عدا بحوث طويلة قدمتها في مؤتمرات الرابطة منها :
1- مسلمية الأديب شرطا لإسلامية الأدب .
2- مصطلح الأدب الإسلامي .
3- نجيب الكيلاني بين مقتضيات الرسالة وآفاق التطور .
وما أقدّمه في هذا البحث الأول لا يعني أكثر من رؤية - آمل أن تكون بصيرة - لأبعاد هذه القضية ؛ بحثاً عن حل أو علاج يقرّبنا من الحسم أو ما يشابه الحسم.
وقد جاء البحث في فصول أربعة :
نعايش في الفصل الأول مصطلح «الأدب الإسلامي»، والتعريفات المتعدّدة لهذا المصطلح من المشتغلين والمنظرين لهذا الأدب، ونعقد موازنة موجزة بين هذه التعريفات خلوصاً إلى خطوط الاختلاف ومواضع الالتقاء.
ونستحضر في الفصل الثاني «الأدب الآخر»، الأدب المذهبي الأيديولوجي والأدب الديني، فنقدّم صورة موجزة جداً للأدب الشيوعي، لأن هذا الأدب - وما تولد عنه من أدب اشتراكي، وأدب الواقعية الاشتراكية - معروف ومشهور، وقدّمنا حديثاً وسيطاً من عدة صفحات عن الأدب الوجودي، وستكون لنا وقفة أطول مع لونين من الأدب لم ينالا اهتماماً من دعاة الأدب الإسلامي والمنظرين له وهما الأدب المسيحي والأدب الصهيوني، وكشفت عن ملامح هذين الأدبين ومكان كل منهما في مجال الفكر والثقافة والأهداف التي يتغياها كل منهما.
وبذلك نعيش في الفصلين الأول والثاني أمام حضورين: حضور الأدب الإسلامي، وحضور الآداب الأخرى التي تمثّل جبهة رفض عاتية لا للأدب الإسلامي فحسب، ولكن لكل ما هو إسلامي.
ومن فضول القول أن أذكر أن فيالق هذه الجبهة الرباعية تمتلك من الإمكانات المادية والإعلامية ما يقتضي دعم «الأدب الإسلامي» من الشعوب والحكومات؛ حفاظاً على هوية أمتنا وميراثها الأدبي والفكري، ووقاية لأخلاقنا وثقافتنا من الاختراق الخبيث. وتلتقي هذه الآداب الأخرى على وحدة «الكيان العقدي» بين الأديب والإبداع، فالإبداعات الوجودية يفرزها وجوديون أوفياء لوجوديتهم، والإبداعات الصهيونية يقدمها أدباء يهود صهاينة مؤمنون بصهيونيتهم، فليس من قبيل التعصب إذن أن نصرّ على «مسلمية الأديب» حتى يدخل أدبه تحت مظلة الأدب الإسلامي.
ويأتي الفصل الثالث بعنوان «المسلمية شرطاً»، وأوضح فيه مدى الالتحام بين «النص والناصِّ، وخطأ من يعتد «بالقول» لا القائل، وعن طبيعة الالتزام الإسلامي بالمفهوم السوي، ومفهوم التصوّر الإسلامي الذي يستحيل أن يكون فيه صورته المثلى إلا من «مسلم»، وأختم الفصل ببيان «حدود المسلمية»، التي تعطينا حق الحكم على الأدب بالإسلامية.
أما الفصل الرابع - الأخير - فهو بعنوان «إسلامي وغير مسلم!»، ويعالج قضية توصيف الأدب الذي استوفى كل عناصر الأدب الإسلامي، ولكنه صادر من غير مسلم، وقد اختلفت آراء الإسلاميين في تصنيفه وتوصيفه، ثم يسّر الله للناقد المغربي الأستاذ «محمد العروي» أن يطلق عليه «الأدب الكادي»، ورأيتني عن قناعة واقتناع أضم صوتي إليه، وأدعو معه إلى هذا المصطلح الجديد الموفّق، وإن كنت أرى أن يقتصر هذا الإطلاق على أدب غير المسلمين؛ بحيث لا يتعدّى إلى أدب المسلمين «المنحرفين»، على تفصيلٍ أعرضه في موضعه.
واعتزازاً بهذا المصطلح الجديد «الأدب الكادي»، أختم هذا الفصل الأخير بنماذج لهذا الأدب، وذلك بقصائد طويلة لكلٍّ من الشاعر الألماني «جوته»، والشاعر اللبناني «خليل مطران»، والشاعر اللبناني المهجري «إيليا أبي ماضي».
**********
وفي مؤتمر الأدب الإسلامي في خدمة الدعوة الذي انعقد في القاهرة في 24 26 من يونيو سنة 1999 م قدمت بحثا بعنوان :
" شعر نجيب الكيلاني بين مقتضيات الرسالة وإفاق التطور "
وقد جاء في تقديم هذا البحث ما يأتي :
" هذا بحث عن الأديب الشاعر المسلم " نجيب الكيلاني ( 1931 1995 ) عنوانه : شعر نجيب الكيلاني بين ممقتضيات الرساله وآفاق التطور " . ومن العنوان يدرك القارئ الكريم بسهولة أنه عن شعر نجيب الكيلاني ، وإن كان الجانب الروائي والفكر الإسلامي بقيمة الاجتماعية والسياسية والأدبية يأتيان في المقام الأول من ابداعاته الفنية ، ويأتي جانبه الشعري في المرتبة الأخيرة ، وقد يكون هذا من الدوافع التي حفزتني لدراسة هذا الجانب بهذا البحث ، وبحوث أخرى إن شاء الله إذ لم ينل هذا الجانب اهتماما من الدارسين .
وهذا البحث لا يعرض بالدراسة الشاملة لفنه الشعري أغراضا ومضلمين وأسلوبا وجماليات ، ولكنه يعرض لشعره من ناحية مكان الرسالة أو الدعوية فيه ، وبتعبير آخر يجيب هذا البحث على سؤال خلاصته : هل كان الكيلاني في شعره معبرا عن رسالة التزم بها ، وأخلص الود لها تنظيريا وعمليا وفنيا ؟ وهل كان هذا الالتزام مرحليا مؤقتا ، أم أنه استغرق حياته الفنية كلها ؟ .
وبذلك يكون من الطبيعي أن يقدم هذا البحث في قسمين مرتبطين :
القسم الأول : يعرض مفهوم " الرسالة الشعرية " عند الكيلاني كما عبر عنها في شعره ، وكذلك أبعاد شخصية " الشاعر الرسالي " الذي يضطلع بأمانة الدعوة .
والقسم الثاني : يعرض مراحله الشعرية التي استغرقت حياته ، ومدى التزامه بقواعد هذه الرسالة في معالجاته الشعرية ، وكذلك ما اتسمت به كل مرحلة موضوعيا وفكريا وفنيا ، وذلك على سبيل الايجاز .